منذ وضع اللبنات الأولى لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح في مأرب، كانت الأستاذة "جمعة ناصر مثنى" من أبرز القيادات في الحزب في المحافظة التي تحولت خلال السنوات الماضية إلى أهم المحافظات اليمنية الحاملة لمشروع استعادة الدولة من سطو ميلشيات الحوثي عليها.
وطوال 33 عاماً من تأسيس الحزب، عاشت "ام طارق جمعة مثنى" جميع التحولات التي عاشتها البلاد مع بدء انتشار العمل السياسي والحزبي، إلى جانب مهمتها التربوية كمديرة مدرسة خاضت تجربة ملهمة في العمل السياسي والمجتمعي وكافحت في سبيل التعليم باعتباره أهم ركائز التثقيف المجتمعي.
وفي مقابلة مع "الصحوة نت"، قالت رئيسة دائرة المرأة في إصلاح مأرب الأستاذة جمعة مثنى "أن حزب الإصلاح يولي المرأة اهتماماً كاملاً، وقد جعل منها عنصراً فاعلًا ومساندًا في مختلف المجالات، وأن المرأة الإصلاحية تصدّرت مع أخيها الرجل المشهد، وكثير من النساء اليوم لهن مساهمات وجهود عظيمة في العمل السياسي والإداري وغيره".
ذكريات التأسيس والتجربة
وبمناسبة الذكرى الـ 33 لتأسيس الإصلاح، تعود "أم طارق مثنى" بالذاكرة إلى مرحلة تأسيس فرع الإصلاح بمأرب، وتقول إن تلك المرحلة كانت من المراحل الناجحة بمعنى الكلمة. هذه المرحلة تعني لها الكثير فلها "ذكريات عظيمة مع عدد من نساء ورجال الإصلاح الذين وضعوا بصمة في حياتي وحياة العديد من أعضاء الحزب".
وتضيف "ما زلنا نحتفظ بهذه الذكريات ولهم الفضل أيضاً في وضعنا على الطريق الصحيح وتوجيه مسارنا فلهم منا كل التحية والتقدير والاحترام. ونسأل الله أن يرحم من مات منهم وأن يعافي الذي لايزالون يمدونا بعطائهم".
وعاشت الأستاذة "جمعة مثنى" في وسط أسرة منحتها الثقة والقوة لإنضاج تجربتها في المشاركة التربوية والعمل المجتمعي والسياسي لها وعن تجربتها، في العمل القيادي بحزب الإصلاح، تقول "إنها تجربة ناجحة اكتسبت خلالها خبرات من خلال العمل السياسي والاجتماعي وأكسبها مهارات وتجارب قيادية وحياتية ناجحة".
وقالت: استطعت إثبات دور للمرأة القوي في العمل السياسي والقيادي ولم يكن ذلك ليحدث إلا من خلال أدبيات حزب الإصلاح". مؤكدة أن الإصلاح "مكّن للمرأة في العديد من المواقع القيادية والريادية".
المرأة شريكٌ فعال
وعن الدور الذي منحه الإصلاح للمرأة في مأرب، قالت جمعة مثنى، إن "حزب الإصلاح من أجدر الأحزاب التي منح المرأة الثقة بنفسها واهتم بها من خلال التدريب والتأهيل". وأضافت "أن المرأة بفضل هذه الثقة، أصبحت اليوم شريكا فعالا في الحزب، ومن دلائل الاهتمام أنه وضع خاصة بالمرأة ولعملها في الحزب وهذا يدل على اهتمام الحزب بالمرأة".
وعن دور المرأة الإصلاحية بمأرب، قالت إن لها دور مهم ضمن العنصر النسائي في المحافظة، إضافة إلى القيام بالعديد من الأعمال الحزبية والمشاركة الفاعلة في الفعاليات الوطنية والسياسية.
وترى جمعة مثنى، أن من أهم التحولات التي شهدتها مأرب خلال العقدين الماضيين على الأقل، هو رفع مستوى تعليم المرأة. وقد انخرطت في جميع المستويات التعليمية. وهذا بفعل تشجيع وتحفيز العنصر النسائي للالتحاق بالتعليم.
وقالت: "لم تتوقف المرأة هنا، بل ساهمت بفعالية في تأسيس العديد من المعاهد العلمية والمدارس وانخرطت كمعلمة وكمديرة وداعمة بشكل أساسي في مساعدة الأسر للدفع ببناتها وأبنائها نحو التعليم".
المرأة الإصلاحية كنموذج مثالي
وفي ظل تسارع التحول الثقافي والمجتمعي في العالم لم تكن اليمن بعيدة عن التحول بفعل السرعة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وفي هذا في سياق كان للمرأة الإصلاحية دورا مهما في البقاء على مسار القيم التربوية التي تعلي من قيمة المرأة كحامل أساسي للأسرة.
وقالت جمعة مثنى "نعتقد في الإصلاح أن المرأة المثالية هي التي تحمل مجموعة من القيم على إثرها تستطيع ان تكون فاعل حقيقي في المجتمع، ومع شعور الجيل الجديد من الفتيات ان مهمتها الاستقلالية الذاتية، نرى أن المرأة تقوم بواجبها المقدس اولا هي كونها ام وزوجة وهذا دور عظيم هو من يصنع رجال المستقبل".
وأضافت "هذا لا يعني ان لا تعمل في المجال العام، لكن لا تنسى دورها الحقيقي والمحوري، لان الاسرة مقدسة في مجتمعنا وديننا وهي ميزة يفتقدها مجتمعات أخرى والتي أصبحت تتفكك بسبب التفكير المادي الذي طغى على المسألة الأخلاقية والإنسانية".
ورغم ان البلاد تعيش حالة حرب للعام التاسع على التوالي وهو ما تسبب بتفكك مجتمعي في غالبية المحافظات اليمنية، وتشدد جمعة مثنى على "أن المرأة الإصلاحية الا تنسى دورها في مجتمعها وهذا ينطبق على كافة المحافظات اليمنية وهذا الدور سيحفظ لها اهم قيمة وطنية تستطيع من خلالها البناء مستقبلا".
تحدّيات
وعن التحديات التي تواجه المرأة، تقول مثنى، إن أبرزها الاستخفاف بدور المرأة، وكذا بعض العادات والتقاليد الاجتماعية التي تنظر إلى المرأة على أنها لا تستطيع المشاركة في العمل السياسي والاجتماعي والتعليمي.
مضيفة "أن المرأة الإصلاحية أثبتت عكس هذا، وقد أثبتت أن لها تأثير كبير في المجتمع إلى جانب الرجل. وأصبحت مكملة للعديد من الأدوار بجانب الرجل. وإضافة إلى هذا فالمرأة الإصلاحية هي رمز للأخلاق والأدب والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي.
ومن ضمن التحديات التي واجهتها المرأة المأربية، هي صعوبة توفر المواصلات في المناطق الريفية للذهاب للأعمال في مناطق أخرى وتغلبت على ذلك من خلال التوسع وإقامة الأعمال في المناطق الريفية وتوفير الحد الأدنى من المواصلات لحضور الفعاليات الوطنية والسياسية المقامة في أماكن أخرى"، وفق مثنى.
مدرسة الأبطال
وعن الحرب والتضحية التي قدمتها المرأة المأربية، قالت إن المرأة جزء من المشهد واللسان يعجز عن وصف هذا الدور العظيم الذي ارتقت به المرأة في مأرب فهي مدرسة الأبطال المدافعين عن الوطن والكرامة والنظام الجمهوري وهي أُم الشهداء وأُخت الشهداء وزوجات الشهداء".
وأكدت على دور المرأة في هذه الوضع بأنه "العنصر القوي والمساند للرجل فقد كان للمرأة دورٌ كبير سواءً من خلال تواجدها في المستشفيات التي تستقبل الجرحى أو من خلال إقامة الفعاليات والمهرجانات الداعمة لرجال الجيش والمقاومة أو من خلال إقامة القوافل الغذائية لدعم المقاتلين في الجبهات فتحية إكبار وإجلال لهذه المرأة العظيمة".
وهنّأت مسؤولة دائرة المرأة بإصلاح مارب، المرأة الإصلاحية بمناسبة ذكرى الـ33 لتأسيس الحزب، وحثتها على "العزيمة والإصرار والثبات لخوض غمار الحياة وتحقيق النجاح".
