في ميادين رمضان

في ميادين رمضان

 

   يتميز شهر رمضان أنه يعزز الجانب الإنساني في المسلم بصورة أكثر و أكبر مما يكون في غيره، ففي رمضان يكون جل الناس أطوع سخاء، و أسرع في العطاء، و أكرم في الإنفاق، كل بحسب قدرته، و جهده.

 

   روح المسلم في رمضان أكثر شفافية، و أقرب إلى الله جل و علا ، و ذلك أمر منظور و مشهور،و مشهود،و لا نزكي على الله أحدا ؛ و ما ذاك إلا لما يعرفه المسلمون من فضيلة، و فضائل اختُصَّ بها الشهر الكريم.

 

   أكرم الخلق محمد صلى الله عليه و سلم، كما في الحديث الشريف أنه كان أجود الناس، و كان أجود ما يكون في شهر رمضان.

 

   و لذلك يشهد الناس في رمضان،  في كل البلاد الإسـلامية سخاء الأغنياء، و التجار، و رجال الأعمال، تأسيا بالرسول الكريم الذي كان أجود الناس، و أجود ما يكون في رمضان.

 

    و إذا كان هذا الشهر الفضيل قد جاء هذا العام في ظل ظروف معيشية صعبة، فإن جود، و سخاء الخيِّرِين لن يخطئ طريقه في الوصول إلى الفقير و المسكين، و الأرملة، و اليتيم.

 

   فرمضان يجد فيه المحسنون ميدانا فسيحا طيبا؛ لأجر مضاعف، و جزاء عظيم، مدخر عند الله عز و جل،فوق ما يدفع المولى عن المتصدقين المحن و الشرور. و في ذلك فليتنافس المتنافسون.

 

   و كما في مجــــــال البـــذل  المالي ؛  هناك بذل و تضحيات المجاهدين.  ففي رمضان يجد المجــاهدون رياح بدر الكبرى، و فتح مكة، و فتح بيت المقدس ، و عين جالوت ، و رمضان الطوفان... فيمضون بإقدام ، بلا و جل، و لا فزع، يتنسّمون رياح تلك الذكريات العِذاب، فيتمثلون القدوة، و الأسوة، و أن تلك الصفحات المشرقة ؛ و غيرها الكثير،  ممن حفرت تاريخها،  و دروسها، كانت في شهر رمضــــان ؛ فيقف المجـــاهد في وجه الطواغيت ، و المعتدين مستمدا من تلك الأيام و المواقف أنه على المنهج الصحيح، و الطريق المستبين.

 

   حتى التاجر، و الموسر اليوم، يتذكر أنه كان للاغنياء، دور جهادي مع الرسول الكريم بأموالهم ، و أشهر ما كان ذلك في تمويل جيش العسرة ، في غزوة تبوك، و التي أخذت جزءا من وقتها في شهر رمضان المبارك من السنة التاسعة من الهجرة النبوية الشريفة.

 

   لم يقف الإنفاق على الجهاد يومها على الأغنياء و التجار، بل شارك حتى الفقراء الذين لم يجدوا إلا جهدهم في بعض حثيات التمر،و ما تيسر من متاع كما أخبرتنا سورة التوبة.

 

   فالمسلم ؛ تاجرا كان أو ميسور الحال، أو حتى الفقير كان مشــاركا، و مســـاهما بيده ، و مـاله القليل لمواجهة البـــاطل، و مقارعة الطغيان.

 

   و لعل تساؤلا يتبادر إلى القارئ، فيتساءل: هل حضر المال العربي، رسميا، أو شعبيا في طوفان الأقصى؟

   و هل يحضر المال في معارك مواجهة الطغاة البغاة و كل المعتدين دعما لرجال الطوفان ضد الكيان اللقيط، أو لمواجهة مليشيا الكهنوت في اليمن؟

 

   في رمضان تزخر المساجد بالعُبّاد، و يتلون القرآن، و تلهج ألسنتهم بالدعاء لأهل الربــــــاط، و لأهل المـــدد، فكل يواجه و ينازل الطغيـان الذي في جهته ، فيكون من هؤلاء الدعــاء ، و التضرع لله بأن ينصر اليمن ، و فلسطين ، و كل بــلاد الإســــلام ، و المسلمين.

 

  فليكن شهر رمضان المبارك فرصة للعمل معززة بالتقوى، و بينات من الهدى و الفرقان، و هو ميدان تنافس لكل المسلمين حيث يجد كل أحد منهم مجالا يعزز فيه حضوره العملي.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م