أبو ماهر النغم الثائر

أبو ماهر النغم الثائر

يعد الشاعر عثمان سيف المخلافي المعروف بـ(عثمان أبو ماهر) واحدا من الشعراء القلائل الذين عاشوا نصوصهم الثورية كفاحا ونزالا في ميادين النضال قبل أن يسطروها ملاحم شعرية خالدة. تتغنى بها الأجيال. وتظل محفورة في وجدان الشعب لأنها ترانيم صادقة تناغم فيها القول بالعمل والرؤية بالممارسة.

ومع أن اسم أبي ماهر التصق بالمهاجل والأغاني الزراعية حيث شكل مع الفنان أيوب طارش ثنائية ناجحة أنجزت أغاني زراعية رائعة ووثقت لعدد آخر كان في حكم المندثر؛ آلا أن ثورية هذا الشاعر تأبى إلا أن تظل هي السمة البارزة في مساره الشعري خاصة والأدبي بشكل عام.

وما زلنا نتذكر تلك الأنشودة النارية التي كان يصدح بها الفنان أحمد المعطري عبر أثير إذاعة صنعاء أشبه ببيان ناري من ميدان المعركة:

يمينا بمجدك يا موطني

ويا مهد كل فتى مؤمن

سأمضي على الدرب لن أنحني

ولن أتوانى ولن أنثني

ثم يؤكد ارتباطه الوثيق بميدان النضال الثوري تحت راية الثورة الجمهورية التي رفعتها شمس 26 سبتمبر:

أنا الثائر الحرُّ رمز النضــالْ وجندي بلادي ليوم القتــــالْ

شربت المنايا كشرب الــزلالْ

وحدثني الصخر عند النزال

لك الله فاصمد صمود الجبال

لقد نمت مدارك أبي ماهر وتعاظم وعيه في مضمار النضال الثوري. إذ التحق بصفوف الثائرين ضد الحكم الإمامي منذ يفاعة سنه. وأوكلت إليه مع بعض رفاقه مهمات نضالية في غاية الخطورة. وبعد قيام النظام الجمهوري عام 1962 ما كان له أن يلقي سلاحه وهو يرى عواصف المؤامرات تحدق بالثورة الوليدة من كل حدب وصوب. فانطلق ورفاق السلاح يخوضون معارك الشرف والبطولة صدا لرياح المؤامرات القادمة من وراء الحدود وتعقبا لفلول القوات الإمامية المنهزمة.

  وما أن بدأت محاولات النيل من الثورة من الداخل وسعي بعض الجهات في حرفها عن مسارها؛ حتى انبرى هو والمخلصون من حملة الفكر والمبادئ إلى الذود عنها بشراسة صارمة رافعين أصواتهم رفضا لكل محاولات التدجين وتحويل الثورة إلى ثروة والتضحيات إلى غنائم. وتجدر الإشارة إلى أن هذه المرحلة من عمر الثورة السبتمبرية هي من أخطر المراحل التي مرت بها حيث تَعكّرَ مجال الرؤية وتداخلت المواقف وتباينت الرؤى. وبدأت تيارات التنازع والتصادم تتسيد الساحة. وهي المرحلة التي ذهب ضحيتها الشهيد الثائر محمد محمود الزبيري والعميد محمد الرعيني وعبدالرقيب عبدالوهاب وثوار عديدون. أما أبو ماهر الذي نحن بصدد الحديث عنه فقد اقتيد عقب هذه الأحداث مع عدد من رفاقه إلى سجن القلعة ليقضي هنالك خلف القضبان ثلاث سنوات. ولم لا وهو القائل:

يا رب دينك باسم الدين يُغتالُ

أعداءُ عدلك حكامٌ وعمّالُ

وبعض من يدعي علماً ومعرفة

لشرعة الله ظَلّامٌ ومحتالُ

وبالعودة إلى أبي ماهر أديبا وشاعرا يمكن القول أن تجربته الأدبية ثرية وخصبة أنجزت عددا من الأعمال الأدبية أبرزها ديوان النغم الثائر الذي وصفه الشاعر الراحل عبدالعزيز المقالح بأنه صرخة جريئة ضد الظلم بكافة تمظهراته وممارساته. ومنها روايته المطبوعة الحلم الواعد.

وما يزال لأبي ماهر مخطوطات عديدة شعرا ورواية. تنتظر من ينفض عنها غبار التجاهل والنسيان.

ولنا أن نترحم على هذا النغم الثائر ماظلت الثورة علما يرفرف في الذرى والآفاق. وما تغنى أيوب الثورة بأنشودته الخالدة (أنت يا أيلول فجري):

يا نسيماً عابقاً كالزهَر

طيب الأنفاس عند السحر

يا جلال الحق صوت القدر

يا وثوب الشعب في سبتمبر

اسقني عدلاً وغذِّي عُمُري

في سلام الثائر المنتصرِ

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى