المهندس صعتر و جهاد الكلمة

المهندس صعتر و جهاد الكلمة

 

   المهندس عبدالله صعتر مجاهد سواح، كما أنه منار دعوي تربوي طواف، طاف كل المحافظات، و زار مختلف المدن و الجهات يجاهد بالكلمة، و في البدء كانت الكلمة:" إقرأ" فذهب بالكلمة يقرأ، و يدعو. و الكلمة فكرة، تلقى فتُنْبِت، و سرعان ما تؤتي أكلها فتثمر.

 

   و ما حورب شيئ كما حوربت الكلمة، ألم يقل الملأ من قريش (لا تسمعوا لهذا القرآن)؟

 

   العقول المتحجرة، و العقليات الجامدة، لا ترى عدوا أشد عليها و على موروثها الخرافي من الكلمة المستنيرة، و الموقف التغييري، و الكلمة التي تنشد البناء ، و الفكرة التي تصنع التحولات، و القول الذي يوقظ العقول.

 

   و من هنا تأتي النقمة على الكلمة الصادقة، و صاحب الكلمة، و لا يجد البغي و الانحراف قدرة على مواجهة الكلمة الصادقة، أو محاججتها، فيقوده شيطانه إلى طريقة ابن آدم الأول: "لأقتلنك" !

 

   المهندس عبدالله صعتر حمل سلاح الكلمة و طوّف به مشرِّقا و مغرّبا، و في كل اتجاه. كما كان له دوره و جهاده المشهور بالكلمة في قاعة مجلس النواب.

 

   و منذ انقلاب الحوثي في 21 سبتمبر المشؤوم، الذي دفع بالبلاد إلى نفق مظلم، و حرب ضروس، بغرض إعادة عجلة التاريخ نحو عهد الإمامة البائدة؛ هب المهندس صعتر مع أبنائه يلبون نداء العقيدة و الهوية، ضمن موقف الحق و الحرية الذي اتخذه الإصلاح مبكرا لمقارعة الباطل، و مواجهة المشروع الظلامي للسلالة الحوثية بكل الوسائل المشروعة، دون تردد في الموقف، و لا تلعثم في القول، و لا تقييد الموقف بحسابات الربح و الخسارة، و منعطفات السياسية. فالمواقف المبدئية، لا مساومة فيها، و لا تردد عندها، بل هو الإقدام و التضحية: "قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون".

 

   و لذلك بذل الإصلاح كل طاقاته، و غدت تضحياته أشهر من أن يُنَوِّه بها أحد، أو يشير إليها إنسان، و كانت تضحيات الإصلاح بلا مَنٍّ، و لا مفاخرة؛ لأن من يقوم بواجبه، فإنما يؤديه كفريضة واجبة؛ لا كميدان مفاخرة،و يؤيد هذا ما يلازمه من بذل و تضحيات.

 

   إن الأهداف العظيمة يتصدى لها العظماء في كل المجالات، و مهر الأهداف العظيمة أثمان عظيمة؛ و لذلك دفع الإصلاح، و لايزال يدفع الثمن النفيس من قياداته سجونا و تشريدا، و استشهادا، شأنه في ذلك شأن كل الأحرار في اليمن، و في العالم.

 

   إن استهداف المهندس عبدالله صعتر للتصفية بالاغتيال الجبان هو جزء من الحرب المعلنة على اليمن و اليمنيين لإسكات الكلمة المجاهدة، أو إخماد المواقف الرافضة للبغي و الظلام. و محاولة الاغتيال تأتي ضمن سلسلة من الأعمال الجبانة و الغادرة التي تستهدف الإصلاح و كوادره بالتصفية، كما تحاول من جهة أخرى أقلام مسمومة، و تناولات إعلامية رخيصة اغتيال الإصلاح بالتشهير و التشويه الكذوب.

 

   غير أن مثل هذه الأعمال الغادرة، و الممارسات الجبانة، لا يمكن أن تثني الإصلاح،و منتسبيه عن رسالة تبناها، أو عن أهدف شعب ندب نفسه لها، مهما تحركت خفافيش الظلام، أو نعقت بوم الليال:

 

         إذا اعتاد الفتى خوض المنايا

         فأهــون ما يمـــــر به الوحول

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى