هذا عنوان قد يعطي لقارئه أول وهلة معنى بعيدا عن المقصود، وسيقول بعد القراءة للموضوع، أن العنوان اختير للخداع بغرض التلاعب بعواطف الناس في بلد يعيش الموظفون فيه في مناطق سيطرة السلالة الحوثية منذ تسع سنوات عجاف، بلا مرتبات.
و اختيار رقم تسع سنوات عجاف، ليس المقصود فيه غمز الرئيس التونسي الذي قرأ الآية القرأنية في سورة يوسف وبدلا من أن يقرأ سبع بقرات سمان؛ قرأ تسع بقرات، و لكن الإشارة الى تسع سنوات عجاف أكل فيها الحوثي رواتب الناس و أتى على كل مدخراتهم ..!!
و تسع سنوات عجاف إذن؛ كان رقما مقصودا و معروفا لدى كل الذين يعيشون في مناطق سيطرة السلالة الحوثية، من الموظفين و غير الموظفين، و يعرف ذلك كل اليمنيين، بل حتى المنظمات الأممية تعرف ذلك جيدا، مثلما تعرف تماما عن تجنيد الأطفال من قبل مليشيا الإرهاب الحوثية. و أجزم أنها تعرف عن هذين الأمرين - نهب رواتب الموظفين و تجنيد الأطفال - أكثر مما تعرف عن حصار تعز ..!!
و لأن في عنوان الموضوع إعادة، فدعونا نعود للعنوان الذي لا يقصد منه إعادة فوارق مرتبات؛ لأن هذا المعنى سيتبادر الى الذهن في ظل ظروف تشهد فيه مناطق سيطرة الحوثي تحركات نشطة و إضرابات للمعلمين مطالبة بصرف حقوق شرعية و قانونية متمثلة بالمرتبات.
الغرض من العنوان أعلاه هو أن مليشيا السلالة الحوثية، قامت بعقلية التخلف و الرجعية،و بتراكم أحقاد الإمامة ضد ثورة السادس و العشرين من سبتمبر؛ بإلغاء أهداف الثورة من خلال العمل على إفراغها من مضامينها.
فمثلا : التحرر من الاستبداد و الاستعمار، لا داعي لدى السلالة الإمامية للفظ (و مخلفاتهما)، لأن الاستبداد هو الإمامة، و الاستعمار هو الحليف لها، و بالتالي فمخلفاتهما هي السلالة و الاستعمار؛ و إذن لا داعي لا داعي لذكر و مخلفاتهما.
و أما عبارة: إزالة الفوارق و الامتيازات بين الطبقات، في الهدف الأول للثورة، فالسلالة الإمامية الحوثية لا ترضى، بهذا أبدا، و ترى- و هي مع الاستعمار بعضهم لبعض ظهيرا- ضرورة إعادة الفوارق، و الامتيازات بين الطبقات و بالقوة و السلاح كما يجري في الواقع.
التقسيم الطبقي البغيض الذي كانت تفرضه الإمامة في المجتمع اليمني كلما تسللت إلى الحكم على حين غفلة من الناس، أو سذاجة من النخب، فتجعل للسلالة السيادة، و تفرق المجتمع إلى طبقات محتقرة: رعوي، جزار، مزين، خادم... الخ و اليوم شحذت ذهنها السقيم فأضافت مسمى الزنابيل، و التي ارتضاها عدد من شخصيات محافظات شتى قبلوا أن يتمسحوا بعتبات السلالة الحوثية و التبرك بأقدام أقزامها و تقبيل ركبهم ..!