تفخيخ الأحياء السكنية بمخازن السلاح.. خطر حوثي دائم وكوارث تهدد حياة المدنيين

تفخيخ الأحياء السكنية بمخازن السلاح.. خطر حوثي دائم وكوارث تهدد حياة المدنيين

في منطقة صرف شرقي صنعاء تحول صباح الخميس 22 مايو/ آيار 2025، إلى كابوس لم يستوعبه سكانها، بعد سقوط العشرات من الضحايا بين قتيل وجريح نتيجة انفجارات عنيفة في مخزن أسلحة تابع لميلشيات الحوثي.

 

ووقعت الانفجارات في مبنيين صغيرين محاطين بحوش في منطقة صرف على بعد نحو مائة متر من نقطة "خشم البكرة" في مديرية بني الحارث شرقي صنعاء، وفرضت ميلشيات الحوثي تكتم شديد على الحادثة ومنعت أي تناول لها.

 

يروي "محمد" أحد سكان الحي الذي نجا بأعجوبة مع أسرته لحظة الانفجار بالقول "سمعت دويًا كأنه زلزال ثم رأيت النار تبتلع المنازل واحدًا تلو الآخر، وكان أشدهن تضررا هو بيت الكندري الذي توفي عددا منهم".

 

وأضاف في حديث لـ"الصحوة نت"، "تم انتشال جثث الذين توفوا وكانت لحظة صادمة لكافة سكان الحي، ولحظة الانفجار الأولى كان الجميع يعتقد أن هناك غارة جوية استهدفت منطقة سكنهم".

 

وقال محمد "في الواقع لم يكن هناك أي آثار لغارة جوية، والانفجار حدث من الأسفل، ولأول مرة اعرف ان تحت منازلنا مستودعات للأسلحة والذخيرة، وهذه جريمة تهدد حياتنا جميعا لا يمكن لأي عاقل قبول تخزين أسلحة في أحياء سكنية".

 

وفي إحدى مستشفيات امانة العاصمة كانت أم نبيل" على كرسي متكئة على عصاها وعينيها تحدق نحو السماء بصوت باكي تقول في روايتها للحادث "كنت أعد الفطور شعرت أن الأرض قد انشقت، وبعد أصوات الانفجارات المرعبة استوعبنا ما يحدث توفي زوجي وأصيب أطفالي"

 

ويرقد طفلاها في المستشفى أحدهما بقدم مبتورة، والآخر مصاب بحروق تملأ نصف جسمه، تساءلت بحرقه "هل سيعيشون حياتهم مثل بقية البشر؟ كانوا نائمين لا ذنب لهم وفي غمضة عين حل الدمار والموت في منزلنا".

 

ما الذي حدث في صنعاء؟

لا يوجد إلى الآن أي رواية دقيقة للحادثة ومازالت المعلومات متضاربة في ظل تكتم الحوثيين، لكن مقاطع الفيديو التي التقطها سكان المنطقة ولقطات كاميرات المراقبة للحظات الانفجار الأولى، كشفت أن اللهب والدخان انبثقا من باطن الأرض بشكل عمودي قبل أن ينتشرا في الجو.

 

وقال أحد سكان الحي -طلب عدم ذكر اسمه- قال "انه شاهد دخانًا أزرق اللون يتصاعد من حفرة عملاقة بعد الانفجار، وكانت رائحة الدخان غريبة ومزعجة كلما اقترب السكان من ذلك المكان شعروا بالاختناق".

 

ورصد شهود عيان حركة غير اعتيادية لشاحنات الذخيرة في منطقة خشم البكرة ليلة الانفجار، ما يشير إلى احتمال وجود خلل في تخزين المواد المتفجرة أو عمليات نقل خاطئة أدت إلى الكارثة. وفق مصادر متطابقة.

 

وأشارت مصادر أخرى إلى "أن المعلومات تشير إلى أن الانفجار حدث في منشأة تحت الأرض محفورة بين المنازل وتستخدم لتخزين الأسلحة وربما مواد كيميائية قاتلة إضافة إلى صواريخ دفاع جوي وهذا أحدث دماراً واسعاً".

 

وكان المستودع يحتوي على صواريخ للدفاع الجوي وكميات كبيرة من المواد شديدة الانفجار، مثل نترات الصوديوم (NaNO₃)، ونترات البوتاسيوم (KNO₃)، ومادة C4 العسكرية. وفق ما نقل المركز الأمريكي للعدالة عن مصادر ميدانية.

 

عشرات الضحايا

وتتضارب الأرقام بشأن ضحايا الانفجار في منطقة ضرف بصنعاء. وأفادت مصادر أن الانفجار، أسفر عن60 ضحية بين قتيل وجريح، كثير منهم من النساء، وتعرض أكثر من 20 منزلاً للاضرار. وهذه أرقام أولية ولم يتم التحقق من دقتها وربما قد يكون الضحايا أكبر بكثير.

 

وكشف الصحفي حارث حميد -أحد سكان المنطقة- "أن سبع عوائل من أبناء منطقة وصاب بذمار أُفنيت بالكامل جراء الانفجار الذي حدث في منطقة صرف". وقال: "سبع عائلات من وصاب انتهت بشكل كامل، ثلاثة أجيال قُتلت؛ الأب والابن والحفيد".

وقال حميد "إن أساليب مليشيا الحوثي الإرهابية تؤكد تعمّدها ارتكاب الجريمة بحق السكان من خلال تخزين الأسلحة في الأحياء السكنية مؤخراً".

وعن سبب تخزين الأسلحة في الأحياء السكنية، أوضح حميد أن الصراع بين الأجنحة الحوثية وأيضا القصف الجوي الأخير للمعسكرات، أدى إلى إخراج الأسلحة من المعسكرات وتخزينها في الأحياء، وهناك 60 حيًا سكنيًا في صنعاء مهددة بالانفجار نتيجة تخزين الأسلحة فيها".

 

وأفادت مصادر طبية في صنعاء لـ"الصحوة نت"، "أن المستشفيات استقبلت جثثاً مشوهة وأجساداً محترقة، بعضها تعذر التعرف عليه إلا من خلال بقايا الملابس أو الاوراق الشخصية، فيما ظلت عشرات العائلات تبحث عن مفقوديها بين أكياس الجثث المجهولة الهوية".

 

وأضافت المصادر "أن معظم الضحايا لقوا حتفهم بسبب الصدمات الانفجارية والحروق الشديدة، بينما توفي آخرون مختنقين تحت الأنقاض".

 

من جهته أشار خبير جيولوجي -طلب عدم ذكر اسمه- إلى "أن حادث انفجار مستودع خشم البكرة مساوي في القوة التدميرية لزلزال بقوة 3.5 درجة على مقياس ريختر، حيث بلغت قوة التفجير الأولي ما يعادل 5 أطنان من مادة TNT ".

 

 وأوضح في حديث خاص لـ"الصحوة نت"، "أن الانفجار تلاه 17 انفجاراً ثانوياً خلال 8 دقائق و42 ثانية، وبلغ قطر الحفرة الناتجة عن الانفجار الرئيسي 47 متراً بعمق 12 متراً، محولةً الأرض إلى "جحيم".

 

جريمة الحوثيين

 

عقب حادث الانفجار فرضت ميلشيات الحوثي حالة رقابة صارمة على السكان من توثيق أي تفاصيل للجريمة أو الضحايا، ومعنت وسائل الإعلام وفرق الإغاثة من دخول المنطقة، ونشرت مسلحيها في المنطقة.

 

كما أجبرت مليشيات الحوثي أهالي الضحايا على دفن ذويهم بعيداً عن الاعلام ومنع إقامة مراسم عزاء. ووفق ما نقلت الشبكة اليمنية للحقوق عن مصادر ميدانية أنه تم "دفن عدد من ضحايا انفجار مخزن السلاح في حي "صرف" شمال شرق صنعاء، في أجواء من التكتم التام، ومنعت المليشيا وسائل الإعلام والأهالي من تصوير الجنازات أو إصدار أي تصريحات بشأن الحادثة".

 

 

وليست المرة الأولى ان تحدث جريمة انفجار مخزن الأسلحة ففي إبريل 2019، تطايرت صواريخ من مخزن الحوثيين إلى مدر بجوار مدرسة الراعي في سعوان بصنعاء وأسفرت عن وفاة 20 طالبة.

 

وفي أبريل 2021، وقعت انفجارات عنيفة في خط المطار جوار دوار "الجمنة" في حي الروضة السكني شمالي صنعاء داخل أحد مستودعات تخزين الأسلحة وأسفر عن مقتل 3 مدنيين وإصابة آخرين وتضرر العديد من المباني.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى