منذ ميلاد البشرية وحتى زوالها، كان وسيظلّ المجتمع هو الحاسم،
هو المبدأ والمنتهى، هو من يُذيب سلطات القهر والبطش، وهو من يكشف الزيف ودعاوى الإنجاز، وهو من يُباغت المتسلّطين حين يظنون اكتمال السيطرة والمنعة.
أبناء الأرض اقترن بهم النصر،
أذلّوا الغزاة من الخارج، وهزموا المتغطرسين في الداخل.
لطالما تفنّنت السلطات في كبح جماح المجتمعات،
مستخدمة سياط القوّة، وشتى أنواع الدعاية النفسية والإعلامية،
لكن المجتمعات تملك حدسها وتمييزها،
ولديها وسائلها المبتكرة التي تُباغت بها المتسلّطين.
فكم عدد أولئك الذين أطاحت بهم المجتمعات في عزّ قوّتهم وسلطانهم؟
كانوا يستندون إلى جبروتهم، ويتّكئون على إذلال المجتمع وصمته،
فيما كانت المجتمعات تختزن الغضب وتتلمّس طريق الخلاص.
في كل مرة يظنّ المتسلّطون أنهم في أمان،
يأتي المجتمع من حيث لا يحتسبون.