ياسر البكار" الموت جوعا.. مأساة على قارعة الطريق

ياسر البكار" الموت جوعا.. مأساة على قارعة الطريق

على رصيف أحد شوارع مدينة إب، كان "ياسر" ملقى على ظهره، بجواره طفله ينتظره أن يصحوا من غفوته، لكنه قد فارق الحياة.

داهم الموت "ياسر" وهو يبحث عن قوت ليسد رمقه أسرته، بحث عن لقمة تسد رمقه وجوع، داهمه ولم يدعه يبتلع اللقمة التي حصل عليها من عابر سبيل ربما.

لم يحدث طيلة خمسة عقود، في زمن الجمهورية، أن مات يمنيا من الجوع، قبل ذلك في عهد الإمامة الكهنوتية، كان الأمر شائعا ويحدث اليوم في زمن الكهنوتية الحوثية، فمأساة الموت على ارصفة الشوارع والأزقة، تتكرر في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.

تحت شمس الظهيرة الحارقة، وفي شوارع وأزقة مدينة إب، كان "ياسر أحمد البكار" يبحث عن مصدر رزق ليسد رمقه وأسرته، يخطو بثقل رجل أثقلتها الهموم، وعيناه تبحثان في وجوه المارة عن بصيص أمل، بجوار طفله "عمار".

لم يكن البكار يعلم أن تلك اللحظات هي آخر ما يعيشه في هذه الحياة، ليتحول إلى ضحية جديدة من ضحايا مليشيا الحوثي التي تقتل اليمنيين بكل وسائل القتل والتنكيل.

في منزلٍ بسيط، بالإيجار، بقرية "رجاح" بمنطقة المجمعة، كان ياسر، يعيش مع أسرته، ويكافح لتأمين قوت أربعة أطفال وأمهم، من بينهم صغيره "عمار" الذي كان برفقته الأخيرة.

تلخص مأساة "ياسر" الوضع في البلاد، الذي تحول إلى مشهدٍ مأساوي، بعد أن استنزف ونهب قادة مليشيا الحوثي أموال اليمنيين، وأصبح الجوع شبح يطارد معظم اليمنيين.

وسط هذه الظروف الصعبة، واجه "ياسر" صعوبات يومية في الحصول على فرصة عمل أو حتى قطعة خبز تُشعره ببصيص حياة وسط ظلام القهر والظلم.

وصلت ساعات الظهيرة الحارقة إلى ذروتها، ومع اشتداد حرارة الشمس تلاشت آمال العثور على طعام يكفيه ويكفي أولاده، ليبحث عن جدار يسند عليه ظهره وهمومه أيضا.

لجأ "ياسر" إلى جدار في أحد شوارع "المعاين"، ليستند عليه، جلس بعد أن أنهكه الجوع والفقر والهم، جلس ليرتاح من وطأة الجوع والتعب، وهو لا يدرك أن هذه اللحظة ستختتم رحلته الطويلة في عالم العناء.

وفي تلك اللحظة المأساوية، كان "عمار" إلى جانبه، يشاهد والده، معتقدا أنه نائم يأخذ غفوة، ليستأنفا بعدها رحلة البحث عن طعام يعودان به إلى البيت، ليكتشف المارة أن ياسر جسدا بلا روح.

هذه المأساة هي حلقة من سلسلة لا تنتهي من المآسي التي يعيشها اليمنيون منذ سنوات، منذ اجتياح اللصوص وقطاع الطرق وخريجو السجون من الكهنوتيين، العاصمة صنعاء وسيطروا على مؤسسات الدولة ونهبوا كل مقدرات اليمنيين.

مأساة ياسر ستتحول إلى أيقونة ثورة وتحرر لكل اليمنيين الذين تكبدوا معاناة الحرب والجوع التي تسببت بها مليشيا الحوثي الإرهابية الكهنوتية، أيقونة للثورة واجتثاث المليشيات واستعادة الدولة ومؤسسات الدولة اليمنية.

تلك الجريمة أثارت غضبا واسعا لدى ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، عبروا عن سخطهم وغضبهم على الوضع في ظل سيطرة مليشيا الحوثي، وكيف وصل حال اليمنيين إلى أن يموت أحدهم جوعا على قارعة الطريق، وضرورة الخلاص من هذا الوضع المرعب والمخيف الذي انتجته مليشيا الحوثي، بضرورة القضاء عليها قبل أن تتضاعف مثل هذه المآسي والجرائم.

من خلال كل هذه المأسي المتكررة في أكثر من منطقة، تلخص الوضع الراهن والأوضاع القاسية التي يعيشها اليمنيون، وهي شهادة على الانهيار الذي أحدثته المليشيا التي تسرق قوت اليمنيين وتصادر حقوقهم وكرامتهم، فقد صارت حياة وكرامة الانسان اليمني هي الأرخص بالنسبة لمليشيا الحوثي.

بحسب ناشطين فإن مأساة المواطن، ياسر البكار، تذكر كل اليمنيين بدون استثناء، أن مليشيا الحوثي هي العدو الأخطر والأول لليمنيين، تهدد حياتهم وكرامتهم وانسانيتهم وأن قطع دابرها يجب أن يكون اليوم قبل الغد، وكلما عاشت هذه المليشيات يوما آخر تضاعفت الكلفة على حساب إنسانية اليمنيين وكرامتهم.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى