الصحفي عمران: رمضان في سجون الحوثي امتهان وتعذيب مضاعف

الصحفي عمران: رمضان في سجون الحوثي امتهان وتعذيب مضاعف

في زنازين موحشة، وخلف أبواب مؤصدة، يعيش المختطفون والأسرى في سجون ميليشيات الحوثي الإرهابية فصولًا من الجحيم، تتضاعف وطأته مع حلول شهر رمضان.

 

يتحول شهر رمضان في زنازين المليشيات إلى موسم للتنكيل والتعذيب والتجويع، بلا رحمة، حيث تصبح أيامه ولياليه محنة تتجاوز حدود الاحتمال، بشهادة مختطفين محررين.

 

ممارسات قاسية

 

يسرد الصحفي المحرر من سجون مليشيا الحوثي، عبدالخالق عمران، معاناته في سجون مليشيا الحوثي في شهر رمضان.

 

اُختطف الصحفي عبدالخالق عمران وتسعة من الصحفيين في يونيو 2015، وتم تحريرهم بصفقة تبادل مع المليشيات برعاية أممية، في ابريل 2023.

 

يقول عبدالخالق "بدأت معاناتنا منذ أواخر شهر شعبان، حيث أجبرتنا ميليشيات الحوثي على صيام "يوم الشك" وفق معتقداتهم الشيعية، دون اعتبار لاختلافاتنا المذهبية أو أوضاعنا الصحية.

 

يضيف في حديثه لـ "الصحوة نت" منذ تلك اللحظة، ندرك أن رمضان لن يكون سوى امتداد لمحنة طويلة، وأننا سنقضيه في ظروف أشد قسوة من المعتاد.

 

يتابع الحديث "مع غروب شمس اليوم الأول من رمضان، نشعر بقسوة الحرمان مضاعفة، حيث نتذكر عائلاتنا وموائد الإفطار الدافئة التي استبدلت بوجبات بائسة لا تصلح للأكل".

 

تجويع واذلال

 

يصف عبدالخالق عمران وجبة الإفطار في سجون الحوثي ليس وجبة بل إهانة، فالأكل المقدم سيء للغاية، وغالبًا ما يكون باردًا.

وأضاف "نحصل على وجبة واحدة تجمع بين الإفطار والعشاء قبل المغرب بساعات، ما يجعلها غير صالحة للأكل عند موعد الإفطار. تتكون غالبًا من قليل من الأرز والبطاط والخبز الرديء ".

 

وعن السحور يقول عبدالخالق "وجبة ضئيلة جدًا، تقتصر على القليل من الفول أو العدس، وغالبًا ما يكون متعفنًا".

 

تحرم مليشيا الحوثي، المختطفين والأسرى، في سجونها من التمر ، رغم أنه من أبسط ما يتناوله الصائم في رمضان كجزء من سياسة الإذلال.

 

يقول عبدالخالق كنا "في ظل هذه الظروف، نضطر إلى ابتكار طرق بدائية لتناول الطعام، مثل خلط 'الكدم' اليابس بالماء لتليينه، ليصبح أشبه بالعجين المختمر كوجبة بدل "الشفوت".

 

يتابع: "مع مرور الأيام، يتحول الصيام إلى نوع من التعذيب تمارسه مليشيا الحوثي بحقنا، حيث نُحرم من الماء الكافي للشرب أو الاستخدام، ونـُجبر على تحمل الجوع والعطش في زنازين ضيقة تُعرف بـ"الضغاطات" وهي أشبه بالمقابر.

 

استغلال ونهب للمساعدات

 

لا تكتف مليشيا الحوثي بتعذيب المختطفين وحرمانهم من أبسط حقوقهم من الأكل والشرب والنظافة وغيرها، بل وصل بهم الحال إلى سرقة المساعدات التي تقدمها منظمات وتجار وفاعلو خير.

 

يقول عبدالخالق عمران: "في حين نكابد الجوع، تقوم ميليشيات الحوثي بجمع التبرعات والمساعدات الرمضانية من الجهات الإنسانية المحلية والدولية، لكنها لا تصل إلينا أبدًا، بل تُنهب وتُباع في الأسواق، وتُستخدم في تمويل الحرب ونشر الفكر الطائفي، بينما نُترك نحن المختطفون نواجه الموت جوعا وعطشا".

 

 

رغم أن رمضان شهر الرحمة والعطف، لكن مليشيا الحوثي تحوله إلى شهر للتنكيل بالمختطفين والأسرى ومضاعفة التعذيب وجلسات التحقيق والتفتيش واهانة المختطفين.

 

وما يخص التعذيب يقول عبدالخالق: " في شهر رمضان تكثف مليشيا الحوثي من التعذيب بشتى أنواعه، نتعرض للضرب الوحشي، والصعق الكهربائي، والحرمان من النوم، وصب الماء البارد على أجسادنا، والتعليق بالسلاسل، والخنق داخل الزنازين الضيقة، دون أي سبب، وكأن رمضان لديهم فرصة لزيادة الجرعة الوحشية".

 

وأضاف "علاوة على ذلك، كان يتم تكثيف الاستدعاءات لجلسات تحقيق شاقة تتخللها التعذيب والتهديدات والتنكيل، وفي كل ليلة تقريبًا، كانت الميليشيات تقتحم الزنازين فجأة، تفتشها بعنف، وتدمر ممتلكاتنا القليلة، وتلقي ملابسنا وأغراضنا الشخصية في الأوساخ كجزء من استعراض قوتها وقهرها".

 

الأوضاع الصحية

لا تقدم مليشيا الحوثي أي رعاية طبية في سجونها للمختطفين والأسرى، فالمرضى يواجهون مصيرهم وحدهم.

يذكر عبدالخالق مواقف مؤلمة لزملائه الذين كانوا يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكلى والمعدة، لم يكن يُسمح لهم بتلقي العلاج.

 

وأضاف أما أولئك الذين يتعرضون للإغماء نتيجة الجوع والتعذيب، فكان يتم تركهم لساعات دون أي إسعاف، وكأنهم ليسوا بشر.

 

منع الشعائر الدينية

إلى جانب التعذيب الجسدي الذي تمارسه مليشيا الحوثي بحق المختطفين والأسرى، تمارس تعذيبا من نوع آخر.

 

يؤكد الصحفي عمران أن الحوثيين يشنون حربًا فكرية على المختطفين داخل السجون، فقد كان السجانون يجبرون المختطفين على حضور ما يسمى "برامج ثقافية" تتضمن محاضرات لزعيم المليشيات، ودروسًا من "ملازم" مؤسس المليشيات الهالك حسين الحوثي، وغيرها من المواد الطائفية.

وأضاف أنه في المقابل، تمنع المليشيات إقامة صلاة التراويح إما بالتهديد المباشر، أو عبر تشغيل خطب الحوثي بصوت مرتفع في مكبرات الصوت داخل السجن، لمنع أي روحانية داخل الزنازين، مشيرا إلى أن المليشيات تمنع المختطفين من اقتناء المصاحف وتمع إدخالها لهم".

 

يتابع قائلا "في إحدى السنوات، أجبرت الميليشيات المختطفين على الصيام وفق تقويمهم الشيعي، فتم تأخير اعلان عيد الفطر ومخالفة المسلمين، وعندما حاول بعض المختطفين الاحتفال بالعيد وفق المواعيد الشرعية، تم حرمانهم من الطعام والماء حتى مغرب ذلك اليوم، وكأنه عقاب جماعي."

 

اختبار للإنسانية

يقول عبدالخالق إن رمضان اختبار للإنسانية، لكنه في سجون الحوثي يتحول إلى اختبار للقسوة".

 

وأضاف: يكشف رمضان عن وحشية الميليشيات ويظهرها بأبشع صورها حيث تختطف الأبرياء، وتذيقهم ألوان العذاب، وتحول أيامهم ولياليهم إلى كابوس لا ينتهي. ورغم كل ذلك يظل المختطفون صامدون، متمسكون بكرامتهم وحريتهم وإنسانيتهم، حتى وهم في أحلك اللحظات.

 

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى