حضور الفعاليات مقابل الدرجات.. مليشيا الحوثي تواصل العبث بالتعليم الجامعي

حضور الفعاليات مقابل الدرجات.. مليشيا الحوثي تواصل العبث بالتعليم الجامعي أكاديميون في جامعة صنعاء أجبرتهم المليشيا على المشاركة في تدريبات عسكرية

في محاولة لتعويض النقص الحاد في صفوف مقاتليها، لجأت مليشيات الحوثي إلى أساليب متعددة، كان أبرزها استهداف طلاب الجامعات في صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها، مستغلة المؤسسات التعليمية لفرض أجندتها وإجبار الشباب على الانضمام إلى صفوفها.

وعملت المليشيات على تحويل الجامعات من مؤسسات تعليمية إلى ساحات للتجنيد والتدريب العسكري، مما يثير قلقًا واسعًا حول مستقبل الطلاب الذين يجدون أنفسهم بين خيارين أحلاهما مر: الالتحاق بالتجنيد القسري أو مواجهة القمع والحرمان من التعليم.

الحضور مقابل الدرجات

تدفع مليشيا الحوثي بطلاب جامعة صنعاء إلى حضور الوقفات الأسبوعية مقابل إضافة عشر درجات في كل مادة، إلى جانب عشر درجات أخرى لكل من يحضر الدورات العسكرية الطائفية داخل الحرم الجامعي.

ويحصل الطلاب التابعون للعناصر الحوثية عند حضورهم الاختبارات على الدرجة الكاملة بقرار من رئاسة الجامعة، فيما يُسمى بـ"تسهيلات المجاهدين"، وهي امتيازات تمنح حصريًا لعناصر مليشيا الحوثي داخل الجامعة.

يأتي ذلك بعد أن فشلت المليشيات في حشد الطلاب تحت لافتات طائفية أو عبر الإرهاب العسكري لتخويف المواطنين ودفعهم إلى المعسكرات، وذلك لتعويض النقص الحاد في المقاتلين، خاصة بعد رفض القبائل إرسال أبنائها إلى الجبهات.

وتنظم المليشيات حملات تجنيد مكثفة داخل الجامعات، حيث تُجبر الطلاب على الالتحاق بدورات عسكرية تحت مسميات مختلفة، مثل "دورة طوفان الأقصى"، ليتم تدريبهم على استخدام الأسلحة والتكتيكات القتالية.

عسكرة الجامعات الحكومية والخاصة

لم يقتصر التجنيد الإجباري على جامعة صنعاء، بل امتد إلى جميع الجامعات الحكومية والخاصة في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث شكلت الجماعة لجان متابعة وتجنيد تعمل على فرض الانضمام إلى الدورات العسكرية بالقوة.

عند رفض حضور هذه الدورات، يتم إغلاق الكلية وحرمان الطلاب من الحصول على درجاتهم، كما حدث في كلية الإعلام مؤخرًا، حيث قام عميد الكلية بإغلاق الحرم الجامعي ومنع الطلاب من الخروج حتى انتهاء الدورة العسكرية، مهددًا إياهم بحجب درجاتهم الجامعية وحرمانهم من حضور المحاضرات.

وفي جامعة العلوم والتكنولوجيا بصنعاء، التي استولت عليها المليشيات عام 2020، بدأ الرئيس المعين من قبل الحوثيين بتنفيذ دورات عسكرية داخل الحرم الجامعي، حيث تُقام هذه الدورات في القاعات الدراسية، وتستمر لمدة عشرة أيام، تتبعها تدريبات ميدانية في مواقع عسكرية تابعة للجماعة.

وكانت قد كشفت مصادر خاصة لـ"الصحوة نت" عن توجيه عمداء كليات جامعة الحديدة، لجميع الطلاب بحضور ورشة العمل التي حملت عنوان "طوفان الأقصى"، والتي تُشرف عليها كوادر تربوية تابعة للحوثيين.

وأكدت المصادر أن العمداء هددوا الطلاب الذين يرفضون المشاركة في الورشة الحوثية الطائفية، بوقف جميع معاملاتهم الأكاديمية، بما في ذلك إصدار أي إفادة أو شهادة التخرج.

وحسب المصادر، فإن الورشة الحوثية تشمل محاضرات لزعيم المليشيات، وتدريبات عسكرية عملية داخل قاعات الدراسة، يتولى خلالها مسلحون حوثيون مَهَمَّة تدريب الطلاب على استخدام الأسلحة، بالإضافة إلى تدريبات على تفكيكها وإعادة تركيبها.

محاضرات طائفية ورفض متزايد

بالإضافة إلى التجنيد والتدريب العسكري، تسعى مليشيا الحوثي إلى فرض أيديولوجيتها الطائفية على الطلاب، حيث يُجبرون على حضور محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي، كجزء من المناهج الدراسية.

وتنتهج المليشيات سياسة القبضة الأمنية المشددة داخل الجامعات، حيث تصادر أي صوت معارض تحت ذريعة "العمالة والخيانة"، وهي التهم التي تقود إلى السجن في أقبية جهاز الأمن السياسي سيئ السمعة، مما دفع العديد من الطلاب إلى مغادرة التعليم، بينما يختار آخرون الصمت خوفًا من بطش الجماعة.

أثارت هذه الممارسات استياءً واسعًا بين الطلاب وأولياء الأمور، حيث شهدت جامعة صنعاء احتجاجات طلابية ضد قرارات التجنيد الإجباري، كما رفضت بعض القبائل دعوات المليشيات لحشد مقاتلين جدد من أبنائها، ما يعكس تنامي الوعي الشعبي بمخاطر هذه السياسات على مستقبل الشباب والمجتمع اليمني.

وشهدت مساحة نضمتها منصة صنعاء عبر منصة "إكس"، نقاشات وتفاعلات واسعة حول عسكرة التعليم، حيث أكد الصحفي صدام الحريبي أن المليشيا الحوثية تقوم "بإدخال مقذوفات وأسلحة إلى حرم الجامعات وإجبار الطلاب على التدريب عليها".

وأضاف، نقلًا عن مصادر خاصة، أن مهدي المشاط، رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي الحوثي، وجّه خلال اجتماع مغلق باستهداف طلاب الجامعات ولو بالقوة، مؤكدًا ضرورة حضورهم المحاضرات الطائفية والدورات العسكرية.

من جانبه، نوَّه المحامي محمد المسوري إلى أن اليمن يواجه كارثة حقيقية في ظل استمرار الحوثيين في استهداف التعليم، داعيًا إلى فضح هذه الممارسات بكل الوسائل الممكنة، والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة هذه الجماعة التي تقوض العملية التعليمية.

أما الإعلامي محمد الضبياني، فأشار إلى أن الحوثيين لم يتركوا وسيلة إلا استخدموها لعسكرة المجتمع، بدءًا من المدارس والمراكز الصيفية وصولًا إلى الجامعات، في ظل صمت المجتمع الدولي والأمم المتحدة. وأضاف أنه، رغم تصنيف الجماعة ضمن قوائم الإرهاب، لا توجد إجراءات جدية لردعها.

ويمثل تحويل الحوثيين للجامعات إلى مراكز تجنيد خطرًا حقيقيًا على مستقبل التعليم في اليمن، حيث يدمّر العملية التعليمية ويفاقم معاناة الشباب، وهو ما يستدعي تدخلاً عاجلًا لحماية المؤسسات التعليمية وضمان حق الطلاب في تعليم آمن بعيدًا عن الصراعات المسلحة.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى