مجلس القيادة الرئاسي؛ أمامه ظروف صعبة، و حتما سيجد نفســـــه أمامهـا مدفوعـــا بواجبه لأن يضـاعف العمل بجهود مضاعفة ، و أن يتحد و يتوحد؛ ليجتاز تلك الظروف.
و ما لم يتفاعل بجهد متحد، و بقوة في هذه الظروف فما الذي سيوحده ؟ و إذا لم يتسنم زمام المبادرة، و يأخذ مهام القيادة ـ مجتمعاـ بقوة أمام التحديات القائمة؛ فأي تحديات أكبر داعية للاستنفار من هذه التحديات الماثلة؟!
لم تأت رؤية الإصلاح ؛ لتفعيل دور مجلس القيادة الرئاسي استعراضا دعائيا، أو للاستهلاك الإعلامي، و إنما جاءت تأكيدا للنذير و النذر التي تتفاقم في الواقع، ما يستدعي استشعار أقصى درجات المسؤولية، التي يفترض أنها تتحول إلى واقع عملي بوتيرة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، و بعزم قيادة تترجم ما أقسمت للشعب به.
يثق الشعب اليمني حد اليقين أن مشروع الحوثي، مشروعا مدمرا، و لا يمثل بديلا على الإطلاق؛ لأنه شر مستطير، و أدلة ذلك أكثر من أن تحصر و تعد.
و هذا يفرض على مجلس القيادة الرئاسي أن يعمل ليل نهار لإنهاء هذا المشروع المدمر.
إن واقع حال المناطق الخاضعة للسلالة الحوثية تشهد بمعاناة المواطـــــــنين من النهب و الجبـايات ، و المصادرات، و القمع و التنكيل، و السلوك المتجبر المتعالي على الناس بمزاعم و دعاوى الأفضلية التي بها ينظرون لليمنيين على أنهم عبيد.
و ذلك الـــواقع التعــيس هنــاك و كذا ، الــــــواقع المعيشي و الاقتصادي: من غلاء و تدهور لا يتوقف لقيمة العملة،يعكس وضعا سيئا للشعب كله.
لقد جاءت رؤية الإصلاح لتفعيل مجلس القيادة من باب التواصي بالحق، و التناصح اللازم، و هو تواصٍ و نصح ليس لإسقاط واجب فحسب ، و لا لظهور مراد، أو استعراض مقصود ، و إنما تواص يشفعه الإصلاح بمواقفه العملية مع الدولة، و التي يمارسها كواجب و فريضة تحت راية الدولة، التي يرى أنه لا أمن و لا استقرار، و لا تنمية إلا باستعادة مؤسسات الدولة ، و سيادتها، و تحرير البلاد من مشروع الارتهان الحوثي لإيران.
إن سبيل الخلاص لليمن ، و إنقاذ البلاد يأتي ـ بعد توفيق الله ـ في تضافر الجهود، و رص الصفوف، و طرح الأهداف الثانوية، و الغايات الصغيرة، و الطموح الذاتي جانبا، فهدف الشعب و الوطن؛ هدف وطني إستراتيجي جامع، و هو وحده الجدير، و القادر على مواجهة المشاريع الأجنبية المتربصة.
أما المشاريع الصغيرة؛ فإنها لا تحظى، و لن تحظى بالتأييد الشعبي الواسع، و ستشعر بعجز في تحقيق مشروعها الصغير، و قد يُسوِّل لها عجزها أن تقع فيما وقع فيه المشروع السلالي من الارتهان.
جدير بمجلس القيادة أن يتفاعل كمجموع، و أن يتصدر الفرصة التاريخية في أن يمضي يدا واحدة نحو تحقيق استعادة مؤسسات الدولة، و سيجد معه جنبا إلى جنب شعبا عريقا حنكته الأيام،و بالتالي لا بد و أن يمضيا معا لتحقيق الهدف الوطني الكبير.
نثق أن مجلس القيادة الرئاسي، لن تأخذه العزة بالإثم حين قدم الإصلاح رؤيته في ضرورة أن يفعل مجلس القيادة الرئاسي دوره ؛ خاصةو قد سمع نقدا أيضا من قوى أخرى؛ فمجلس القيادة هو المنوط به في المقام الأول استعادة مؤسسات الدولة، و تحقيق الهدف الوطني الكبير.
فليصطف مجلس القيادة الرئاسي و الحكومة، و الشعب بكل فئاته و أحزابه و منظماته و مكوناته صفا واحدا يقوده مجلس القيادة الرئاسي نحو استعادة مؤسسات الدولة، و مكانة اليمن و اليمنيين، و الخروج من كل الأزمات.