الكويت.. حضور تنموي وإنساني لافت في اليمن

الكويت.. حضور تنموي وإنساني لافت في اليمن


أثبتت الكويت حضورها الإنساني والتنموي في اليمن خلال السنوات الماضية من الحرب، وهذا ليس جديداً بل امتداد لدعم ثابت منذ سبعينات القرن الماضي، هذه المساندة لا تغيب عن وجدان اليمنيين الذين يلمسونها في كثير من المحافظات.

 

وفي خطوة مهمة لدعم المشاريع التنموية في اليمن، وقعت الحكومة اليمنية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية السبت الماضي 8 يناير الجاري، اتفاقية ثنائية للترتيبات المالية، واستئناف إطلاق المشاريع الانمائية الكويتية، واعادة جدولة سداد المتأخرات المستحقة للصندوق.

 

وتهدف الاتفاقية لمساعدة الحكومة في مواجهة الاعباء الاقتصادية والمالية الطارئة وتشمل التمويلات عددا من القطاعات الخدمية، والانمائية وفي مقدمتها الكهرباء والطاقة، والتعليم، والاشغال العامة.

 

تمويلات الصندوق الكويتي

تأتي اتفاقية الكويت في مرحلة حرجة يمر بها الاقتصاد اليمني بفعل الهبوط القياسي في أسعار الريال اليمني أمام العملات الأجنبية والتي خلق تضخم وحالة عدم استقرار في معيشية اليمنيين مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

 

وحول هذه الاتفاقية، قال المحلل الاقتصادي فارس النجار أنها "تلعب دورًا كبيرًا في تخفيف الضغط المالي على الحكومة، مما يمكنها من توجيه الموارد نحو تحسين الخدمات الأساسية من خلال إعادة إطلاق التمويلات الكويتية".

 

وأضاف في حديث لـ"الصحوة نت"، "من الناحية الاقتصادية، يمكن أن يكون لهذه الاتفاقية تأثير إيجابي على استقرار سعر الصرف في اليمن، فإعادة هيكلة الديون ستساهم في تخفيف الضغط على الاحتياطيات الأجنبية، وهو ما يعزز استقرار العملة المحلية".

 

وفيما يخص كيفية استغلال هذه الأموال في تحسين الحياة العامة للمواطنين، أشار النجار أنها ستعمل على "تحسين الإنتاج المحلي وزيادة الاستثمارات، خاصة في القطاعات الإنتاجية مثل الزراعة والصناعة السمكية".

 

وقال "أن هذا التأثير يعتمد بشكل أساسي على كيفية إدارة الأموال المتاحة في المشاريع التنموية المقررة"، مضيفاً "تظل الحاجة إلى الشفافية في استخدام هذه الأموال أمرًا بالغ الأهمية، مع ضرورة إجراء تقييم دوري للمشاريع لضمان تحقيق النتائج المرجوة".

 

من جانبه قال الصحافي الاقتصادي وفيق، "أن هذه الاتفاقية تخص المشاريع التنموية الخدمية، وليس لها أثر مباشر فيما يتعلق بتغطية العجز المالي للحكومة التي تحتاج إلى ضخ كميات من النقد بشكل مباشر".

 

التدخلات الإنسانية

برزت التدخلات الإنسانية للكويت في اليمن بشكل لافت خلال السنوات الماضية منذ اندلاع الحرب في البلاد، حيث نفذت عبر صندوق التنمية الكويتي الكثير من المشاريع الخدمية التي ركزت على أهم الاحتياجات الإنسانية الاغاثية.

 

ركزت تلك المشاريع على بناء وحدات سكنية للنازحين ومشاريع توزيع المساعدات الإنسانية وتأهيل أو حفر آبار المياه بالإضافة إلى إنشاء ودعم تشغيل مرافق صحية وتعليمية في مناطق يمنية كثيرة سواء بالمدن او في الأرياف النائية.

 

وقال الصحفي الاقتصادي وفيق الصالح "أن الكويت تساهم في تلمس أهم احتياجات المواطنين الأساسية في عدد من المحافظات، وأنشأت المشاريع اللازمة لذلك، والتي تلبي تلك الاحتياجات، وقامت بتأهيل المدارس والمرافق التعليمية والصحية وحفر آبار المياه لعدد من المناطق اليمنية".

 

وأضاف في حديث لـ"الصحوة نت"، أن "استئناف مشاريع للصندوق الكويتي للتنمية يسهم في التخفيف من أعباء المواطن في بعض المناطق النائية، عبر تقديم الخدمات الأساسية المتعلقة بمياه الشرب، وإنشاء المدارس والمرافق الصحية".

 

واعتبر المستشار للشؤون الإنسانية محمد المعزب أن التدخلات التنموية والإنسانية للكويت في اليمن "تميزت بملامسة الاحتياج الفعلي للناس، من خلال دعم مشاريع حيوية تشمل بناء المباني المدرسية، والكليات، والجامعات، والمستشفيات، إضافة إلى إنشاء قرى سكنية، وحفر آبار مياه، وبناء خزانات مياه، وتمديدات وشبكات مياه في عموم المحافظات".

 

وأضاف في حديث لـ"الصحوة نت"، "برزت الكويت في مشاريع التمكين الاقتصادي ودعم سبل العيش، ومشاريع الطاقة الكهربائية، فضلاً عن دعم الصيادين عبر توفير قوارب صيد، ودعم كفالات طلاب العلم ومعلمي حلقات القرآن وطلابها، وذلك دون ضجيج أو منّ".

 

الكويت ودعم اليمن

يلاحظ اليمنيين الدعم الكبير من الكويت بامتنان كبير حيث يرون أن الأثر الملموس لتلك المشاريع موجود في حياتهم ليس خلال الحرب فقط، بل منذ عشرات السنين كانت الكويت حاضرة في إسناد اليمن تنموياً وإنسانياً وحتى سياسياً.

 

وظهر الامتنان في شكر واسع للكويت على المستوى السياسي والشعبي في يوليو 2024 بعد أعانت الكويت دعم الحكومة اليمنية بثلاث طائرات ومحركين لشركة الخطوط الجوية اليمنية الناقل الوطني الوحيد في البلاد، بعد أزمة مع ميلشيات الحوثي التي احتجزت أربع طائرات في صنعاء ومازالت محتجزه.

 

أشاد سياسيون بالمواقف التاريخية لدولة الكويت وتدخلاتها السخية في اليمن وشعبه، في جميع مراحله وأزماته. حيث علق رئيس مجلس الشورى، أحمد عبيد بن دغر بالقول "هكذا كانت الكويت معنا في اليمن وتعجز كلماتنا عن الشكر، وتقصر مفرداتنا عن الثناء".

 

وفي العام 2016 استضافت الكويت مفاوضات لإنهاء الحرب في اليمن استمرت نحو سبعة أشهر رغم انها فشلت لكنها حاضرة في ذاكرة اليمنيين كمحاولة لإنهاء المعاناة. ويرى رئيس مجلس النواب سلطان البركاني أن "الكويت تتربع على عرش القلب وناصية الذاكرة لكل من قادتها من عهد الثورة (26 سبتمبر 1962)" لافتا إلى عدد من المراحل التأريخية.

 

وفي أواخر يناير الماضي زار وزير الخارجية اليمني شائع الزنداني الكويت، وقال "إن العلاقات اليمنية – الكويتية تمتلك خصوصية فريدة تميزها عن علاقاتنا مع أي دولة أخرى، وذلك بسبب رؤية الكويت ومواقفها السياسية المميزة".

 

وأضاف في مقابلة مع صحيفة "الانباء" الكويتية "أن الشفافية أهم ما يميز الكويت ودعمها، ومساعداتها لا تحمل أي أجندات سياسية خفية"، وأشار أن "الكويت وضعت بصمتها في كل مكان باليمن".

 

ووصل إجمالي حجم المساعدات المقدمة من الصندوق الكويتي للتنمية في اليمن أكثر من مليار و200 مليون دولار منذ عام 2015. وفق وزير الخارجية الزنداني، الذي قال ان الصندوق حاليا يمول خمسة مشاريع.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى