نراهن على هؤلاء؟

نراهن على هؤلاء؟

للسائلين عن مصير الوطن وسط حالة التيه التي بلغت بالأغلبية حدود اليأس والإحباط والشعور بالخيبة المستحكمة.

أقول للجميع بأن اليمن لن يضيع أبداً، بل هو على موعد قريب جداً مع الفجر الصادق.

ففي هذا الوطن أبطال حقيقيون يعيشون بيننا على هامش الحياة، لكنهم يمتلكون كل أسباب الانبعاث من قلب المعاناة، هذا الانبعاث هو الكفيل بقلب الطاولة من وسطها وعلى جميع الرؤوس العابثة بهذا الوطن مهما كانوا.

ففي مواطن الشرف والبطولة وعلى حواف المواجهة مع الخصوم الحقيقيون لهذا الشعب يقف أولئك الأبطال الذين لم تطالهم بعد يد العبث بشرف الوطنية ولم تتدنس في نفوسهم معاني قدسيتها ولم تنتفض أركان طهارتها، ولم يتلطخوا حتى اللحظة بأوساخ المال الحرام ولم يسقطوا في مستنقع الارتزاق.

ففضلوا أن يمكثوا على أرضهم عاصبين على بطونهم الجائعة رغم كثرة المغريات وكل الخيبات، راضين بالعيش دون حق الكفاف منه، متمسكين بقيم الإنسان والإنسانية وشرف التضحية والجندية وإخلاص المواطن لوطنه بدون أية حقوق مدنية يلتزم لهم بها من يدعي التمثيل الشرعي والرسمي لهم أمام الآخرين بينما هو يتآمر عليهم.

إنهم يعيشون بدون مرتبات شهرية ولا حماية قانونية ولا حتى رعاية صحية، لكنهم أغنياء ومتشبعين حد التخمة بالإيمان بعدالة قضيتهم وبأن هذا الوطن هو مهدهم ومأواهم ثم إنه في الختام مثواهم، ولا بديل لهم عنه ولا يفكرون في استبداله أو التحول عنه مهما كانت الظروف، مؤمنين بأن الوطن كالأم تماماً لا يبرر عقوقها أن عقها الآخرون من بنيها.

أولئك من نعول عليهم ذات فرصة سانحة أن يصنعوا الحدث المشهود ويتجاوزوا من قد تجاوزته كل أسباب النجاح، حتى بات جزءً أصيلاً من الفشل الذي بات عنوان المرحلة الراهنة.

إنني أراهن على هذه البطون الخاوية الطاهرة التي تشبه هذا الوطن الطاهر المحروم وتقدّر حقيقة معاناته، أراهن عليها فهي من تدرك قيمة خلاص هذه الأرض الطيبة من مأزقها وهي من تملك القدرة الكافية لفعل كل شيء وهي من ستضحي من أجله.

إنني أراهن على أولئك الذين فقدوا الأمل في كل "الملأ"، وأصبحت قلوبهم الطاهرة بريئة من التعلق بغير الله أولاً ثم بعدالة قضيتهم وأن لا خير يرجونه وينتظرونه إلا تحت ظلال سيف حقهم ونصرة قضيتهم في استعادة وطنهم ممن اختطفه ذات غفلة من الزمن ثم عبث به.

إنني أجزم بكل ما يحتمله الجزم من معاني ومؤكدات بأن الفقراء البؤساء ممن تقطعت بهم السبل هم من سيصلون بهذا الوطن إلى بر الأمان وسبيل الخلاص والنجاة.

أما المترفون الغارقون في فساد النعمة، المتخمون في خطابات الوطنية الزائفة فلا ننتظر منهم غير أن يمروا على ذكرياتنا في طريقهم إلى سلة المهملات في أحسن الحالات.

فقط كل ما أرجوه وأتمناه هو أن يحافظ أولئك الأطهار على مكتسباتهم ومكتسبات الوطن من لصوص الغفلة المتربصين بقطف الثمرات وسرقة الجهود المخلصة ثم تلويثها من جديد.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى