نعم لرفع الصوت..

نعم لرفع الصوت..

"أقسم بالله العظيم أن أكون متمسكاً بكتاب الله وسنة رسوله، وأن أحافظ مخلصاً على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب وحرياته رعاية كاملة، وأن أحافظ على وحدة الوطن واستقلاله وسلامة أراضيه"..

هكذا نص الدستور اليمني على أن يؤدي كل من تولى المسؤوليات العليا في البلد هذا اليمين، وهو عنوان عريض للمبادئ العامة التي يجب الالتزام بها، الحفاظ على النظام الجمهوري، ووحدة واستقلال الوطن، وسلامة أراضيه، واحترام النظام والقانون، انطلاقاً من عقيدة وقيم الشعب اليمن وبعيداً عن أي قضية خلافية يختلف حولها الناس كشكل الدولة.

فأين قيادة الدولة بكل مؤسساتها، رئاسةً وحكومةً وسلطاتٍ تشريعيةً وقضائيةً، من هذه المسؤولية؟

أما رعاية مصالح الشعب وحرياته، فلا يمكن أن تتحقق في ظل غياب قيادة تلك المؤسسات عن الوطن، وخلقها لكيان خارجه تعيش فيه في بذخٍ من العيش، بينما الشعب يتألم وينهار.

وأما الحفاظ على النظام الجمهوري، فيقتضي صناعة مشروع مقاوم هدفه التحرير واستعادة النظام الجمهوري والوطن المختطف، وهو ما بات واضحاً العجز الكامل عنه، وأما احترام الدستور والحفاظ على وحدة البلاد واستقلالها وسلامة أراضيها، فلم يرَ أبناء اليمن إلا خلاف ذلك؛ حيث تتعمق التجزئة، ويتم تفتيت كل مؤسسة وطنية، وتقطيع أوصال المناطق المحررة، وتأسيس كيانات فيها لا علاقة لها بالدولة.

هذا ليس تنفيساً عن مشاعر إحباط، ولا هو تجنٍ على أحد؛ فالإيمان بتعافي اليمن من أوجاعها أمر حتمي، إذ لا يمكن لتضحيات المخلصين أن تضيع، ومع أن في قيادة الدولة رجالاً مخلصين، لكن العبرة بالأداء والنتائج.

لقد بات أبناء اليمن اليوم على قناعة بأن قيادة الدولة بكافة مؤسساتها قد خذلتهم على كل المستويات، فلا هي أدارت المعركة مع الكهنوت، بل تخلت عن أكثر شريحة قاومت وضحّت وصمدت، رجال الجيش، والمقاومين، والجرحى، وأسر الشهداء، بل وبكل أسف يمكن القول أن خط الدفاع الأول الذي يحتمي به الحوثي ويستقوي به هو هذا الضعف والهزال.

كما خذلتهم في لقمة عيش كريمة أو الحد الأدنى من الخدمات؛ فالتعليم ينهار، والشباب يغادرون المدارس إلى أبواب التجنيد التي فُتحت كبوابة إجبارية للقمة عيش، ثمنها على المستقبل خطير في ظل تشكيلات متعددة الولاءات، أما الصحة والكهرباء وبقية الخدمات فهي في أسوأ حال عوضاً عن الفقر والعوز الذي يكتوي به كل الناس.

وبعد، من يحمل في نفسه محبة لهذا البلد لابد أن يرفع صوته؛ فلا يمكن لمخلص أن يرضى بأن يبقى البلد أسيراً لهذه الحالة، فكل يوم وشهر يمضي، تتضاعف الكلفة ويتعمق الانهيار.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى