المحطات العشوائية للغاز في تعز.. قنابل موقوتة تهدد السكان

المحطات العشوائية للغاز في تعز.. قنابل موقوتة تهدد السكان

 

شهدت مدينة تعز قبل أيام حادثًا مروعًا إثر احتراق محطة غاز في أحد الأحياء المكتظة بالسكان، مما أسفر عن أضرار مادية كبيرة، دون وقوع خسائر بشرية.

 

وفي ظل تزايد الحوادث المشابهة، يشكو المواطنون في مدينة تعز من انتشار محطات الغاز المخالفة والمركبات التي تعمل بنظام الغاز، والتي تشكل مصدر قلقٍ للسكان مستمر في المدينة.

 

وفقًا لتقارير رسمية، تنتشر 64 محطة غاز غير مرخصة، داخل الأحياء السكنية في مدينة تعز، وهو ما يشكل تحدياً كبيراً أمام السلطة المحلية والأجهزة الأمنية.

 

وتُشيَّد هذه المحطات دون مراعاة اشتراطات السلامة، كما أن بعض هذه المحطات تم إنشاؤها فجأة دون أي دراسات أو إجراءات وقائية، مما يزيد من احتمالات وقوع حوادث كارثية تهدد حياة المواطنين.

 

- إجراءات قانونية:

مصدر مسؤول أكد أن السلطة المحلية تعمل حاليًا على إعداد لائحة تنظيمية جديدة لتنظيم عمل شركات الغاز، بالتعاون مع فريق هندسي وفني من شركة الغاز الرئيسية في مأرب، وذلك لاتخاذ إجراءات قانونية صارمة ضد المحطات المخالفة.

 

وفي ظل تزايد هذه الحوادث، تعمل السلطة المحلية في مدينة تعز على إعداد لائحة تنظيمية جديدة للشركات العاملة في مجال الغاز، والتي ستخضع لإشراف وترخيص من المرور.

 

وأكد المصدر أن فريقًا هندسيًا وفنيًا من شركة الغاز الرئيسية في مأرب سيزور مدينة تعز خلال الأيام المقبلة، وذلك لاتخاذ الإجراءات القانونية ضد المحطات المخالفة.

 

وتأتي هذه الخطوات بعد أن نجحت الأجهزة الأمنية في اختراق الشبكات التي تدير هذه المحطات المخالفة، مما يعكس تنامي قدرة الدولة على التصدي لهذه الكوارث.

 


- باصات الغاز.. قنابل موقوتة:

إلى جانب محطات الغاز، تُشكل المركبات التي تعمل بنظام الغاز تهديدًا كبيرًا، خاصةً تلك التي تستخدم أسطوانات غير معتمدة، وفي هذا السياق أطلقت شرطة السير حملة ميدانية لضبط المركبات المخالفة التي تعمل بنظام الغاز.

 

وأكد عبدالله راجح، مدير شرطة السير في تعز، بأن الحملة التي ستنفذ بشكل يومي لمكافحة المخالفات، تُركز على فحص المركبات فنيًا وضمان تزويدها بطفايات حريق.

 

وتشدد الحملة على ضرورة استخدام منظومات غاز معتمدة من وكالات دولية، بالإضافة إلى منع استخدام أسطوانات الغاز المنزلية في المركبات، لتفادي المخاطر الكبيرة التي قد تؤدي إلى حوادث مميتة.

 

وقال العقيد الركن عبدالله راجح إن الأسباب التي أدت إلى الحريق الأخير في الباصات والمحطات هي الاستخدام العشوائي وغير النظامي للغاز.

 

وأضاف في تصريحٍ خاص  لـ" الصحوة نت"، بأن توجه أصحاب الباصات لاستخدام لأسطوانات غاز غير معتمدة بدلاً من الوقود التقليدي (البترول والديزل)، ساهم في تزايد هذه الحوادث.

 

وأوضح راجح بأن عدة حوادث حرائق وقعت في الشهر الماضي، مشيرًا إلى أن الحريق الأخير تسبب في تدمير جزء من المحطة وأربع حافلات، وأسفر عن حالة وفاة وإصابة آخرين بجروح طفيفة.

 

- جهود السلطات:

لفت راجح إلى أن السلطات اتخذت عدة إجراءات لمواجهة هذه المخاطر، منها تشكيل فريق من الدفاع المدني لمتابعة المحلات التي تقوم بتحويل الحافلات إلى استخدام الغاز، مع اتخاذ إجراءات لإغلاق الورش غير المطابقة للمعايير الفنية.

 

وأكد على ضرورة تعزيز الرقابة على السيارات والحافلات التي تم تحويلها لاستخدام الغاز، وخاصة تلك التي تستخدم الأنابيب البلاستيكية والمنظومات غير المناسبة.

 

ونوَّه بأن البعض لا يأخذ الأمور على محمل الجد، مثل قيادة الحافلات التي تنبعث منها روائح الغاز، مما يشكل خطراً كبيراً على حياة المواطنين.

 

وحذر من أن وقوع الحوادث قد تؤدي إلى تبعات كارثية، كما حدث في حريق محطة الجبل في وادي القاضي، حيث يقدر قطر الحريق بأكثر من 200 متر، بينما قد تصل الشظايا إلى 500 متر.

 

ودعا راجح إلى ضرورة توعية المواطنين والمختصين بخطورة هذه الحوادث وتحذيرهم من التصرفات غير المسؤولة التي قد تؤدي إلى كوارث وخيمة تلحق الضرر بالمواطنين وتهدد حياتهم.

 

من جهته، قال النقيب محمد الجبرتي، في تصريح خاص لموقع "الصحوة نت" إن أهمية فرض الرقابة المشددة على محطات تعبئة الغاز ضرورية لضمان سلامة المواطنين.

 

وأشار الجبرتي إلى أن تعبئة أسطوانات الغاز بنسبة 100% قد يؤدي إلى مخاطر كبيرة، لذا يجب أن تقتصر التعبئة على 80% من سعة الأسطوانة لتقليل خطر الحوادث.

 

بدوره، أكد مدير الدفاع المدني بتعز، العقيد الركن فؤاد المصباحي، أن الفريق يتحرك فور تلقي البلاغ إلى موقع الحريق، ثم تتم عملية تحديد مصدر اللهب، وتطويق الحريق، وإبعاد المواطنين والسيارات عن المنطقة لضمان سلامتهم.

 

وأضاف أن خطة الإخلاء تعتمد على حجم الحريق، مكانه، ونوعية المواد المحترقة، كما يتم استخدام المواد المناسبة لإخماد الحريق، مثل البودرة للمواد البترولية والرغوة للمواد سريعة الاشتعال.

 

- استياء ومخاوف شعبية:

في وقت تواصل فيه الأجهزة الأمنية جهودها، يعرب المواطنون عن قلقهم من الإهمال المستمر من قبل الجهات المسؤولة وضعف في الأداء الرقابي على محطات الغاز المنتشرة في المدينة.

 

وأطلق الناشطون حملة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي للتحذير من تصاعد استخدام أسطوانات الغاز غير الآمنة في الحافلات والمركبات الخاصة.

 

وأبدى الناشطون استياءهم من إقدام بعض أصحاب المحطات على تركيب أسطوانات الغاز دون إشراف فني، مما يعرض حياة المواطنين للخطر، مؤكدين أن غياب الرقابة الصارمة يعزز من استمرارية هذا الوضع الكارثي.

 

ولفت المواطن عبدالقوي شعلان، في منشور له، إلى أن الحوادث المتكررة في المدينة ليست مصادفة، بل هي نتيجة مباشرة للإهمال.

 

وقال إنه تم السماح بإنشاء محطات غاز عشوائية وتركيب أسطوانات قديمة على الحافلات دون أي رقابة، ما يعرض حياة المواطنين للخطر بشكل يومي.

 

وأشار إلى أن المسؤولين لم يتخذوا إجراءات حازمة، وإذا استمر الوضع على حاله، فإن أرواح الناس ستظل مهددة، مشددًا على ضرورة اتخاذ إجراءات جادة لحماية حياة المواطنين من هذه المخاطر.

 

وفي ظل تفاقم هذه الأزمة، يُعد التحرك العاجل من قبل السلطات المحلية والأمنية أمرًا بالغ الأهمية لحماية حياة المواطنين في تعز، إلا أن ذلك يحتاج إلى تعاون المجتمع المحلي وضغط أكبر على الجهات المسؤولة لضمان وجود حلول جذرية لهذه المخاطر.

 

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى