القتل مقابل الولاء.. مسلحون حوثيون يتقربون لزعيمهم بمهام دموية

القتل مقابل الولاء.. مسلحون حوثيون يتقربون لزعيمهم بمهام دموية

لم يكن يتوقع "حميد محمد" أن ولده الذي طالما حلم بان يكون رجلاً وسنداً لعائلته، ان يتحول إلى متوحش ويقتله مع سبق الإصرار والترصد. في جريمة لا تكاد تصدق إلا في زمن ميلشيات الحوثي الإرهابية.

 

التحق الابن الأكبر لحميد بإحدى الدورات الحوثية ثم عاد بعدها وقد تشرب الفكر الطائفي مع كميات كبيرة من الحقد والغيظ لكل من لا يؤمن بالأفكار الطائفية الحوثية التي تلقاها أثناء تواجده في الدورة وفي الجبهات.

 

في إحدى الأيام وبعد مشادة كلامية مع والده وأمه أفرغ عليهم رصاص الموت وبدون أي رحمة ليردي والده على الفور قتيلا، وأصاب أمة التي تم نقلها إلى إحدى المشافي في محافظة الحديدة غربي اليمن.

 

حوادث متكررة والجناة مجندون حوثيون

ليست هذه الحادثة الأولى فقد شهدت المناطق الواقعة تحت سيطرت المليشيات أرقاما كبيرة في حوادث قتل الأقارب، ففي جبل الشرق من محافظة ذمار أقدم أحد عناصر المليشيات على قتل أمه رميا بالرصاص أثناء محاولتها صده عن قتل والده الذي نجا من الموت بعد أن وجه نحوه أكثر من عشر رصاصات.

 

وفي المحويت أقدم "محمد علي الحرازي" أحد عناصر المليشيا على قتل والديه، مدعياً أنهما على ضلال ويرفضان اتباع نهج الحوثي فقام بقتلهما رميا بالرصاص أثناء تناولهما وجبة العشاء قبيل عيد الأضحى المبارك بيوم واحد.

 

وبعد هذه الحادثة بأيام أقدم مسلحا حوثيا من محافظة صنعاء على قتل والده رميا بالرصاص قبل أن يقوم بفصل رأسه عن جسده بسلاحه الأبيض "الجنبية" بعد رفض الأب تلبية طلب ابنه القاتل بالتوجه مع أبناء له آخرين إلى جبهات القتال الأمر الذي أثار غضب الشاب المشحون بالأفكار الضالة ليقدم على جريمته الشنعاء.

وفي محافظة إب والتي تشهد فوضى أمنية غير مسبوق، أقدم مواطن على قتل شقيقه الأكبر في منطقة بيت العين بالمشراقة التابعة لعزلة بني عواض بمديرية العدين غرب محافظة إب، نتيجة خلافات على أراضي بينهما، ولاذ الجاني بالفرار والاحتماء بجبهات القتال الحوثية.

 

تأتي هذه الجريمة عقب، نحو ثلاثة أسابيع من حادثة مماثلة وأشد فظاعة في المحافظة ذاتها، حيث أقدم عنصر في مليشيات الحوثي على قتل ثلاثة من أشقائه، بعد عودته من ما يسمى بـ"الدورة الثقافية" لدى الحوثيين.

 

الجرائم مستمرة

 

كما شهدت محافظة ذمار (جنوب صنعاء) مجزرة وحشية راح ضحيتها ثمانية أفراد من أسرة واحدة، على يد مشرفا حوثيا يدعى جمال الكبسي أقدم على قتل جميع أفراد أسرته الثمانية بمدينة معبر شمالي مدينة ذمار.

 

وفي ذات المحافظة، قالت مصادر محلية، إن عنصرا حوثيا يدعى معاذ محمد مناعش، أطلق النار على زوجته في منزلهم بمديرية عتمة، ثم قام بالتمثيل بها وصب الماء الساخن على وجهها وجسدها وتشويهها

 

وكان تقرير حقوقي، كشف عن مقتل وإصابة 161 مواطناً يمنياً برصاص أبنائهم الأطفال المجندين لدى ميليشيا الحوثي الإرهابية، منذ مطلع العام 2021م، تحت تأثير دورات الشحن والتعبئة الطائفية الإرهابية

 

لا توجد حتى الآن احصائيات دقيقة، نظرا لتكتم المليشيات عن أعمال القتل تلك، وتمارس القمع والملاحقة لضمان عدم خروج تلك الحوادث إلى العلن وما تم رصده من حالات هي من مواقع التواصل الاجتماعي، ومن مصادر محلية.

 

وتبرر ميلشيات الحوثي تلك الجرائم بأنها جنائية وتنفي تورط الأفكار العدائية التي تسوق لها بتلك الجرائم، لكن تصاعدها خلال السنوات الماضية يكشف عن حالات توحش وعنف تغرس في المجندين بصفوف ميلشيات الحوثي.

 

التعبئة على الكراهية

يرى مراقبون أن هذه الحوادث نتيجة طبيعية للأفكار الطائفية المتطرفة التي تروج لها ميلشيات الحوثي في صفوف المجندين، حيث تغرس الكراهية بشكل ممنهج لضمان ان يكون المقاتل أكثر قسوة ضد خصومهم ولو كان حتى من عائلته.

 

وخطورة هذه الحوادث بأنها تكشف حالة التفكك في النسيج المجتمعي، وقد تسبب تفككا أسريا على مدى سنوات طويلة وشرخا لا يلتم في المجتمع، حيث تخلق حالة من عدم الأمان في التنوع بالأفكار حيث يسود اعتقاد دائم لدى المجتمع بالكراهية تجاه الآخرين.

 

ورأت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات "إن مثل هذه الجرائم لا تعد جنائية أو انحرافات فردية؛ بل ظاهرة خطيرة أفرزتها دورات الشحن والتعبئة الدموية والأفكار الإرهابية المتطرفة".

 

وقالت في تقرير لها "أن تلك الدورات تقوم بترسيخ العنف والفكر الإجرامي والتحريض على المجتمع، والتربية بالأحقاد والكراهية وتكفير غير المنتمين لها، واستباحة الدم، واستسهال قتل المخالفين، وربط الولاء لقيادة الحوثي بالبراءة من الأسرة والمجتمع".

 

وتعقيبا على هذه الحوادث قال وزير الإعلام معمر الإرياني -في تصريح سابق- "أن تصاعد جرائم القتل المروعة التي ارتكبتها عناصر ميليشيا الحوثي المنخرطة فيما يسمى دورات ثقافية والعائدة من الجبهات بحق آبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم وإخوانهم وأقاربهم مؤخرا، مؤشر خطير يعكس مدى همجيتها، ووحشيتها، ودمويتها".

 

وقال الباحث في الفكر الإسلامي الدكتور عبد الله القيسي "إن جماعة الحوثي تعادي الأسرة والمجتمع بدرجة كبيرة تحت ذريعة الجهل والضلال، لذا فإنها تعمد من خلال وسائل التحريض والتعبئة وخطاب الكراهية الذي تكرسه الى ترسيخ حالة من المقت والكراهية في وعي المنتسب لها يوجه ضد الأسرة والمجتمع الذي ينتمي إليه"

 

وأفرزت التعبئة الطائفية المنهجية لميلشيات الحوثي نشر ثقافة الحقد والكراهية، ولازالت في ازدياد مستمر، ويعتبر العائدون من الجبهات الحوثية بمثابة قنابل موقوتة في وجه الجميع بلا استثناء وحالة مرضية في المجتمع بحاجة إلى معالجة.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى