السرطان يلتهم جسد الأسير خليل الحداد في سجون الحوثي وأسرته تطالب بإنقاذه

السرطان يلتهم جسد الأسير خليل الحداد في سجون الحوثي وأسرته تطالب بإنقاذه

بمنزل قديم وسط حي "صينه" بمدينة تعز يقع منزل الجندي، خليل هزاع الحداد، الاسير لدى مليشيات الحوثي منذ عام 2016.

 

صمت وألم يسكن قلوب أسرته لا يفارقهم منذ أن تم أسره في إحدى جبهات القتال بمحافظة تعز، وهو يدافع عن مدينته من هجمات المليشيات الوحشية ضد تعز.

 

قبل ذهابه إلى جبهات القتال ودع خليل أسرته وأهالي الحي، مثل أي مقاتل الذي قد لا يتمكن من العودة ورؤيتهم مرة أخرى.

 

تمر الأيام ثقليه على زوجته وأولاده وأسرته، وتسرق منهم فرحتهم، تاركه مخاوف أن يعود إليهم جثة هامدة.

 

الأمر الأكثر قسوة " على أسرة خليل غياب الأصوات والمنظمات المعنية الغارقة في عتمة الصمت والتعامي " كما تقول أمه المكلومة.

 

تقول الوالدة التي أنهكها حزنها وشوقها لولدها "إبني يموت، قولوا للحوثيين هو يمني، ليس أجنبي حتى يعاملوه بهذه الوحشية، هو لم يذهب لقتالهم بل اتو إلينا لقرانا ومدننا لتدميرها و احتلال المعسكر الذي هو جندي فيه".

 

وأضافت أم خليل أن الحوثيين هم من تعدوا علينا وعلى بلادنا وأمننا وترابنا، أسروه والآن يقتلوه ببطء، تقول "وكّلت أمري وأمر إبني إلى الله  وحسبي الله فيهم، "أريد رويته قبل أن يسبق الموت أحدنا، ارحموني وارحموا أطفاله الذين يسألون عن أبيهم كل يوم".

 

زوجته مصدومة من الصور

 قبل اسبوع شاهدت أم سامي، صور زوجها انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، والأخبار أنه مصاب بالسرطان، تقول "إنها فقدت وعيها وسقطت على الأرض عندما شاهدت تلك الصور والأخبار".

 

حين أفاقت أم سامي، كانت تصرخ بأعلى صوتها، أن يأخذوها إلى زوجها لتزوره وتطمئن عليه، تضيف باكية أخشى أن يكون الوقت  قد نفد لإنقاذ حياته.

 

 

معارك الحوبان

 

في 11 أكتوبر 2016، دارت مواجهات عنيفة وشرسة في مفرق الحوبان، بين قوات محور تعز ومليشيا الحوثي ، نتج عن تلك المواجهات أن وقع خليل في الاسر.

 

نُقل خليل الى منطقة "خدير" (شرق تعز) ومن هناك الى صنعاء، ونتيجة للمعارك المتواصلة والضارية التي شهدتها تعز ومحيطها، لم تعلم الأسرة ما حدث لـ خليل إلا بعد يومين، عندما أخبرهم أحد زملائه العائدين من المعركة.

 

أوقات عصيبة

في حديثها لـ "الصحوة نت" تقول أم سامي، زوجة الجندي خيل "إن الاوقات العصيبة التي تلت اعتقاله كانت بالنسبة لي ولباقي افراد أسرته كابوس، لا نعلم ما مصيره؟ أين هو؟ ما حالته؟ هل تم اسره جريحا؟ هل أجهزوا عليه؟ أسئلة كثيرة كانت تدور في أذهاننا.

 

تضيف أم سامي أن الأخبار كانت تصلنا بشكل متقطع لا نعرف إن كانت صحيحة أم كاذبة، كل شيء كان مخفيا ومقلقا لا نعرف شيئا عن وضعه".

 

لم تفقد أم سامي الأمل، كذلك كانت الأسرة، وبعد ثلاثة أشهر تمكن أخوه، من التأكد أن "خليل" على قيد الحياة وأنه أسير في السجن المركزي بصنعاء.

 

بالنسبة لأم سامي كان هذا الخبر صادم بالنسبة لها، فهي تعرف أن عددا من الأسرى والمختطفين تعرضوا للتعذيب الوحشي في سجون مليشيا الحوثي، وأن العشرات فقدوا حياتهم نتيجة التعذيب الوحشي والإهمال.

 

 

أثناء حديثها، لم تتمالك أم سامي نفسها، فقد انفجرت باكية، شاركها أطفالها الذين كانوا يجلسون بجوارها، البكاء.

 

تقول أم سامي" إنها لا تستطيع وصف مشاعرها تجاه زوجها الذي لم يفارق خيالها، فهو سندها ومعيلها وأطفالها الذي لم يدخر شيئا لتوفير كل متطلباتهم، وتتمنى لو أن بإمكانها مساعدته، خاصة في مثل هذه الظروف التي هو يعاني من المرض في السجن والأسر، مشيرة إلى كيف كان يحب أسرته وأطفاله وهو اليوم بحاجة إلى من يساعده ليتخلص من المرض والأسر أيضا".

 

 

 أثناء حديثها، قاطعها طفلها الصغير، يسألها عن والده؟ فترد عليه: "سيعود قريب إن شاء الله".

 

تحاول أم سامي إخفاء خوفها وقلقها أمام أطفالها، لكنها ومع الأخبار الأخيرة حول صحته لم تستطع ذلك، تقول: "إنها تخاف ألا يتمكن أطفالها من رؤية والدهم مرة أخرى خاصة أن صحته في تدهور والحوثيون يتعمدون إهماله صحيا مما قد يعرضه للموت".

 

مناشدة انسانية

 تناشد أم سامي الجميع العمل من أجل اطلاق سراحه، خاصة وأنه مريض ويحتاج إلى علاج قبل أن يفقد حياته.

 

تضيف أم سامي "أناشد محور تعز، أناشد الشرعية والحكومة، أناشد منظمات الأمم المتحدة، أناشد صاحب كل ضمير حي أن يعملوا على أن يطلقوا سراحه، أتوسل اليكم، اتركوه يتلقى العلاج حتى لا ينهي المرض حياته".

 

ناشطون نشروا مطلع الأسبوع الماضي صورا لـ خليل ، وتحدثوا أنه في سجن الأمن المركزي، الذي يشرف عليه القيادي في مليشيا الحوثي، عبدالقادر المرتضى، المعروف بوحشيته في التعامل مع الأسرى والمختطفين وتحويلهم إلى ملف تجاري يبتز أسرهم ماليا وأنه رفض اطلاق سراح "خليل الحداد، أو مبادلته رغم الوضع الإنساني الذي يعيشه في السجن.

 

تتابع أم سامي "لا أستطيع أنا وأولادي العيش بدونه، لا يوجد من يعولنا غيره، سيضيع الأطفال، أرجوكم أن تفرجوا عنه وتنقذوا حياته".

 

خليل أسير حرب

 منذ أن وقع خليل في الأسر واجهت أسرته صعوبات في التواصل معه، للوضع الاستثنائي لـتعز التي تعرضت لحصار خانق ، وأن ما تعرفه الأسرة عن خليل أن حالته الصحية تزداد سوءًا.

 

في حديثه لـ "الصحوة نت" قال محمد، أحد أقارب خليل، إن خليل يعاني من آلام شديدة وكما قيل لنا إنه مصاب بورم سرطاني بمعدته، ورغم ذلك ترفض مليشيا الحوثي علاجه وكذلك ترفض إطلاق سراحه، ولا نعلم كيف هو الآن ما وصلت اليه حالته الصحية.

 

 وتابع "خليل كان جنديا، ودافع عن معسكره الذي حاولت ميليشيا الحوثي اقتحامه، خليل ليس مجرما ولا قاطع طريق، والمفروض أن يعامله الحوثيون معاملة أسير حرب الذي تنص كافة القوانين الدولية على وجوب العناية الطبية والغذائية بهم وعدم تعريض حياتهم للخطر".

 

وحمل محمد، مليشيا الحوثي، المسؤولية عن حياة الجندي خليل، خاصة وأنه مريض ويحتاج إلى اهتمام طبي لإنقاذ حياته، كما طالب المنظمات الحقوقية الضغط على مليشيا الحوثي لوقف ما يتعرض له خليل من ظلم وجريمة قتل بطيء.

 

أتمنى لو استشهد

يتحدث سامي  أكبر اطفال خليل، " عن ما يعانيه وأخوته جراء فقدان والدهم منذ أكثر من 8 سنوات وبقائه في سجون مليشيا الحوثي بالعاصمة صنعاء.

 

يقول سامي في حديثه لـ "الصحوة نت" إنهم قلقون على والده خاصة مع الحديث بأنه مريض ومصاب بمرض خطير في بطنه، وأن كل يوم يمر يزيدهم خوفا ورعبا على مصير والده ويمثل له ولأسرته عناءً وعذابا اشد مما يمكن تصوره"

 

يضيف سامي بصوت حزين "أحيانا أتمنى لو استشهد أبي في ذلك اليوم ولم يأخذه الحوثيون أسيرا لكي لا يعاني المرض والتنكيل بسجونهم.

 

ويختتم سامي تصريحه بالقول "إنهم يدعون الله ليل نهار أن يعيد والده اليهم وتعويضهم عن كل لحظة حرموا منه" .

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى