مسيرة المعلمين بتعز كانت مهنية ومطلبية بامتياز، وتستحق الشكر و هي مفيدة للمعلم، ولايختلف عليها معلمان ولايتناطح عنزان الا اذا دفعت الى مقاصل السياسة القاصرة وزريبة المزايدات.
المعلم هو روح وعقل المجتمع، لقد قطعوا الطريق على المزايدات المضرة بالمجتمع عن طريق التزامهم بالشعارات المطلبية التي تخدم مطالب المعلمين دون إساءة لأحد.
الإلتزام بالقيم والثقافة النقابية توحد اعضاء المهنة الواحدة وتجعل منهم كيان متعافي من الامراض المؤذية والمزايدات المدمرة والسياسة العاجزة
وعلى قدر توسع هذه الثقافة يبنى العمل النقابي بعيدا عن النوازع السياسية وسلبياتها فيتمكن من خدمة المسار النقابي وتطويره لصالح الاعضاء والمجتمع.
ترسيخ الثقافة النقابية كما تخدم الأعضاء تخدم السياسة ايضا وتتحول إلى صمام أمان ونقطة توازن يؤسس الى روافع مهنية تحافظ على مؤسسات الدولة ومصلحة المجتمع وكياناته المختلفة كما تنمي ثقافة التعايش وتوسع مدارك العقل ومساحات الانصاف.
و النقابات هي افضل مكان لتنمية قيم التعايش والقبول بالاخر كعضو في جسم لايمكن الاستغناء عنه بشرط ان يؤمن الأعضاء بروح وثقافة العمل النقابي والعلاقة ببن أصحاب المهنة الواحدة.
عندما تصبح المزايدات سيدة الموقف يذهب العقل وتخرب المصلحة الخاصة والعامة وتوضع مؤسسات الدولة واستقرار المجتمع في مهب الريح.
ابعاد العمل النقابي عن التسييس أمراً سهلاً نظريا ،لكن تحويله إلى واقع معاش وثقافة فردية و جماعية أمرا صعبا، لكنه ليس مستحيلا.
ومن أجل تحقيقه يحتاج الى تفكير إيجابي تجاه المصلحة المتكاملة والمترابطة بين الذات و الآخر والعام والخاص بدلا من التفكير السلبي بطابعه الأناني
كما يحتاح الى نفوس كبيرة وتحول ثقافي عميق يتخلص من الرواسب والعلائق والامراض النفسية المتراكمة.
وعندها يكون العمل النقابي بشروطه وروحه أساسا لمحطة تحول جديدة لتحقيق التحضر والتمدن' يخدم كل المسارات بما فيه المسار السياسي.
اعتقد أيضا نحتاج في تعز إلى التخلص من الضجيج والصراخ المزعج.
نحن نصرخ ونحدث ضجيجا فارغاً ومزعجاً دون حاجة أكثر ماتحتاج إليه مسامعنا وهذا أمر يؤثر على سلامة التفكير واتخاذ القرارت الفردية والجماعية ويجعلها اقرب الى حركة الطرشان الذين يتضاربوا على مربط ( العنز) بينما تترك(العنزة) لقمة سائغة للذئب.
نحتتج الى مساحة صمت وتأمل.
مظهر اخر :
تواجد الأمن ورجاله بتلك الطريقة كان مظهراً راقياً تعتز به تعز وتفاخر.