جدال حامي الوطيس

جدال حامي الوطيس

إذا سارت الأمور كما هو مخطط له فإن غداً الأحد هو أول أيام وقف إطلاق النار في غزة.

 

جدال حامي الوطيس تدور رحاه في الفضاء الاجتماعي الافتراضي و الحقيقي على حدٍ سواء.

 

هل ما حصل يعتبر نصر أم هزيمة ؟!

 

هناك من يحتفل به كنصر وفتح من الله عظيم.

 

وهناك من يسخر ويعتبر من يحتفل جاهل وغبي وساذج. فأين النصر مما جرى بعد كل هذا الخراب والقتل والدمار؟!.

 

قرابة الـ 50 الف شهيد. ودمار شامل يشبه فعل قنابل نووية ابادت مدينة كاملة وجعلتها ركام يعلو بعضه بعضاً.

 

ويقول بعضهم إنها هزيمة بطعم النصر، بينما يقول البعض الآخر إنه نصر لكنه بطعم الهزيمة.

 

جدل ساخن يتولى كبره أصحاب المواقف الواضحة من فسطاطين لا ثالث لهما.  ضحيته من لا حول لهم ولا قوة في تدابير العقل والفهم فينساقون خلف من يعرض لهم فكرته بشكل أكثر ملامسه لعواطفهم البريئة.

 

والعقل زينة ويعظم فضله حين تطيش الأحلام وسط زحام التجاذبات المحتدمة.

 

اللهم ثبتنا بالعقل الراجح. ومتعنا بالقول الفصل . وفهمنا، وبصرنا، ونورنا، يا نور السماوات والأرض.

 

دعوني اقول لكم شيئاً مهماً.

 

في ما يشبه المعادلة الرياضية التي قد تسهم في إيقاف نزيف العاطفة وتضعنا أمام حقائق الارقام والقيم التي يروق للبعض الركون إليها أكثر من الانصياع للمعادلات الفلسفية والمعنوية.

 

لنفترض أن غ.زة ( س).

 

الكيان الصHيوني ( ص).

 

العالم العربي ( أ ).

 

العالم الإسلامي( ب)

 

الدول الكبرى وبالأخص اوربا والولايات المتحدة الأمريكية ( ج)

 

باقي دول العالم ( د)

 

المنظمات الدولة الإنسانية والقانونية و....الخ( هـ)

 

العدالة الإنسانية ( و)

 

الحرية والكرامة ( ز).

 

حق تقارير المصير( ح ) .

 

وبإمكانك أن تضع قيم أخرى ربما اغفلتها أنا هنا .

 

المواجهة حصلت بين ( س) و ( ص).

 

الكل مقتنع أن ( س) مظلوم ليس من اليوم لكن منذ عقود طويلة دون أن ينصفه أحد . ودون وجود لبارقة أي أمل في المدى المنظور لإنصافه ( هذا معطى واضح).

 

والكل مقتنع أن ( ص ) ظالم غاشم متجبر ومستبيح لكل الحرمات والمحرمات. ( معطى أيضاً) .

 

ذات يوم اكتوبري ثار ( س ) ليأخذ بعض حقه من ( ص) .

 

فـ (س) ضحية وجدت فرصة سانحة لتأخذ جزء ولو بسيييط من حقها ممن ظلمها. ( اظن هذا تصرف من الطبيعي حصوله )

 

أكيد أن (ص) لن يصمت. وليس من عادته أن يصمت فغضب ( وهذا تصرف متوقع وبقوة)

 

الأمر إلى هنا واضح وجلي.

 

ألآن علينا تقدير الموقف ( ووضع قيمة للمعادلة).

 

اي أن :  س×ص=؟؟؟.

 

كم يساوي؟؟؟.

 

في الوضع الصحيح الأصل أن لا يحصل شي لان الباقي لازال عند (ص) فكفته ما زالت راجحة بالمظالم لـ (س) وما حصل في أكتوبر لا يعادل جزء من مئة الف في %.

 

لكن في وضع غير صحيح لا يبني على ماسبق فلا مانع من أن يأخذ ( ص) مثل ما خسره.  وفي وظل واقع ظالم لنفترض أنه سيأخذ ضعف ماحصل له من خسائر.

ولو حدث ذلك سنقول أن ( س) قد خسر مثلما ربح أو حتى خسر الضعف لكنه اثبت انه موجود وأنه صاحب قضية وأنه لن ينساها ولن يدع العالم يتناساها أبداً كما كان يخطط ويريد (ص) ومن يقف خلفه . وسنقول أن ( س) قام بمحاولة جيدة.

 

لكن ما الذي جرى ؟ .

 

لقد خسر ( س) قرابة الـ50 الف شهيداً و عدد من قادته ورموزه وخسر دمار شامل بمليارات الدولارات وجرحى ومعتقلين وشتات و......الخ كما هو معلوم للجميع. وربما تكشف الأيام فاتورة أكبر مما قد ظهر إلى حد الآن.

 

ربما يقول أحدكم خلاص عرفنا ( س) و ( ص) . وما حدث بينهما . لكن ماذا عن البقية( أ،ب،ج،د،ه،و،ز،ح ).

 

لحظة عزيزي.

 

دعنا نعود إلى ما نزل من عقاب وحصلت من كارثة في حق (س) وهي مما لا شك في أنها كانت خسائر فادحة وكبيرة في الأرواح والأموال. فعلاً خسائر كبيرة مقارنة بمنطقة صغيرة وضعيفة ك غ.زة.

 

لكن السؤال المهم : هل كانت تلك الخسائر هي ثمن التصرف الذي قام به ( س) صبيحة يوم 7 اكتوبر فقط أم أنها تعتبر ثمن أشياء أخرى غير ماحصل في ذلك اليوم ؟؟

 

وهل كان الثمن كبير أم معقول أم قليل ؟.

 

كان على ( س) أن يدفع ثمن تصرفه ذلك رأس براس وهذا اقل شي متوقع حدوثه ، ولا أظن عاقل من جماعة (س) كان يجهل هذا الشي ابدا وهو أمر منطقي وابسط انسان قد تخيل ذلك الثمن في ذلك اليوم وأدرك الجميع أن ماحصل لن يمر مرور الكرام دون عقاب. .. طبعا ثمن القتلى والجرحى والاسراء الذي خسرهم ( ص) خلال ساعات

  هذا ثمن مادي بحت  لكن ما هو أعظم وقعاً على نفسية (ص) كان ثمن الكبرياء والغطرسة والخيلاء والسمعة والصيت و......الخ الذي لطخ بالتراب . وهذا ضاعف الثمن على ورفع الفاتورة المطلوب تسديدها من طرف ( س) .

 

ليست تلك الفاتورة فقط .

 

أيضا على ( س) أن يدفع ثمن فواتير أخرى مضاعفة.  ليس له علاقة بها.  إنها فواتير جهات أخرى . وربما انا وانت منهم. !!!.

 

فقد دفع ( س) فواتير ( أ،ب،ج،د،ه،و،ز،ح ). مجتمعة ومضاعفة.

 

كيف ذلك ؟؟!!!

 

هؤلاء جميعاً ساهموا في مضاعفة الفاتورة بشكل كبير جداً جدا. فصمتهم كانت فاتورته تمادي( ص) وذهابه أكثر مما ينبغي. ناهيك عن دعمهم الواضح له ومساعدته ومساندته في حربه على ( س) . فلو كان (ص)  يعلم أن ( أ )  و (ب) أو حتى (د) و (هـ) . لن يسمحوا له بالتمادي لما تجرأ على فعل ما فعله في ( س).

 

لقد سدد ( س) فاتورة التمسك بقيم الكرامة والحرية والاستقلال في عالم لا يحترم هذه القيم ولا يعطيها بالاً، بل يعتبرها جريمة يجب أن يعاقب مرتكبها.

 

لقد سدد(س) فاتورة باهضة ألا وهي فاتورة مواجهة الظلم العالمي الذي ساد وعم كل أرجاء الأرض واعتبر نفسه صاحب الحق والتصرف ومن ينازعه فسوف يعاقب عقاباً قاسياً وكان على (س) أن يتحمل كل ذلك العقاب الجائر.

 

لقد سدد( س) فاتورة مناهضة العنصرية الأوربية واستعلاء الحضارة الغربية والرجل الأبيض الذي لن يسمح لأحد أن يتجاوز تفسيراته ويكسر سرديته للأحداث.

 

لقد سدد (س) فاتورة مكلفة هي ثمن اختلال موازين القوة العالمية والتي يريد المستعلي فيها أن يظل مسيطر على مكانته وسيدفع كل شي حتى لا يخسر هذه المكانة التي سيدته على رقاب كل العالم من حوله وجعلته يتحكم في كل شيء دون حسيب ولا رقيب.

 

لقد دفع ( س) ثمن الكيل بمكيالين الذي أصبح سمة العصر وعنوانه الأبرز.

 

والى غير ذلك من الفواتير الظاهرة وما خفي منها فهو اعظم..

 

لذلك وفي خلاصة القول اقول بأن ما دفعه ( س) من ثمن لا يكاد يذكر أمام ما كان يتوقع أن يدفعه. وفي مثل هذه الحالة تعتبر هذه نهاية مشرفة وعظيمة دفعت فيها. غ..زة. فاتورة العالم كله وواجهت تركة قرون من زمن التخلف والتسلط المادي الغربي على أمتنا والإنسانية قاطبة ، ولم تدفع فاتورة يوم 7 اكتوبر فقط،  ولا حتى فاتوره القضية الفلسطينية عبر عقودها المتعاقبة.

 

.لقد انتصرت غ.زة. وبكل المقاييس المادية والمعنوية وخرجت كشوكة منتصبة لم تنكسر أمام كل هذه الغطرسة والتجبر والكبرياء والخيلاء.. وشكلت حالة مراجعة شاملة لمنظومة الكون كله وإعادة التموضع على الخارطة حتى يعاد صياغة عقد كوني جديد يعيد الحق إلى نصابه ويمهد لزمن أفضل تنعم فيه البشرية بالعدل الحقيقي.

 

رفع الله قدركم يا اهل غ.ز.ة وثبت الله أقدامكم وبارك الله مسيرتكم حتى النصر الكامل الناجز  وهو باذن الله قريب.

 

 

ولا نامت أعين المثبطين والمرجفين والخونة والمنافقين .

 

 

  محمد بالطيف

المكلا: 18 يناير 2025م

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى