أكد الشيخ حسن السوادي، وكيل محافظة البيضاء، أن الوضع الأمني في المحافظة يشهد تصعيدًا ملحوظًا نتيجة الهجمات المتواصلة من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية التي تستهدف البيضاء ورداع بشكل خاص.
وأشار السوادي، في حديث خاص مع "الصحوة نت"، إلى أن الهجمات الحوثية الأخيرة ضد قرية "حنكة آل مسعود" شملت حرق منازل المواطنين وتفجير مسجد القرية، موضحًا بأن مليشيا الحوثي تستهدف المناطق المدنية في محافظة البيضاء بين فترة وأخرى.
واعتبر أن "الهجمات الأخيرة على قرية حنكة آل مسعود تمثل محاولة لإرهاب السكان وتحطيم روح المقاومة في محافظة البيضاء وبقية المحافظات، وأنها نموذج واضح لما تقوم به مليشيا الحوثي من استهداف مباشر لأمن وحياة المواطنين".
- انتهاكات إنسانية وحصار خانق:
وكشف وكيل محافظة البيضاء عن وضع إنساني مزرٍ تعيشه قرية حنكة آل مسعود، عقب اقتحامها عسكريًا من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، والتي ارتكبت جرائم مروعة بحق أبناء القرية على مدار اليومين الماضيين.
وفي حديثه، أكد السوادي بأن جثث معظم القتلى من أبناء القرية لا تزال في أماكنها حتى اللحظة، وسط رفض حوثي بانتشالها. مشيرًا إلى أن مليشيا الحوثي رفضت تقديم أي مساعدة للجرحى أو السماح لهم بتلقي العلاج والإسعافات اللازمة.
وأوضح بأن مليشيا الحوثي فرضت حصارًا خانقًا على المنطقة، وعملت على منع وصول المساعدات الطبية والإغاثية لأبناء القرية عقب استهدافها، مما زاد من معاناة المواطنين. وتابع قائلاً: "لقد حول الحوثيون المنطقة إلى سجن كبير، حيث لا يستطيع السكان التواصل مع العالم الخارجي، وكل شيء محظور عليهم".
وشدد السوادي على ضرورة فتح تحقيقات دولية في الجرائم التي يرتكبها الحوثيون ضد المدنيين في قيفة ورداع. وأكد أن هذه الجرائم تشكل تحديًا كبيرًا للسلام والأمن المجتمعي في البلاد، مطالبًا بتقديم مرتكبي هذه الجرائم إلى العدالة.
وفيما يتعلق بانفجارات محطات الغاز المنزلي في محافظة البيضاء، أرجع وكيل المحافظة سبب ذلك إلى منح مليشيا الحوثي التجار تراخيص لتلك المحطات دون مراعاة لإجراءات ومعايير السلامة، مما ينتج عنه في كل حادثة عشرات القتلى والجرحى في محافظة البيضاء.
لافتًا إلى أن محافظة البيضاء شهدت أربعة انفجارات لمحطات الغاز المنزلي خلال الثلاث السنوات الأخيرة، مما خلف أكثر من 400 قتيل وجريح من المواطنين، إلى جانب خسائر مادية تقدر بالمليارات.
- تناقضات المليشيا الحوثية:
وانتقد السوادي تناقض مليشيا الحوثي في حديثها عن نصرة غزة ودعم مظلومية القضية الفلسطينية، في حين أن ممارساتها الوحشية ضد الشعب اليمني، وآخرها ما حدث في قرية آل مسعود، تكشف زيف هذه الادعاءات.
وقال إن "الحديث عن دعم القضية الفلسطينية بينما يتم ارتكاب هذه الجرائم ضد الشعب اليمني هو أكبر دليل على نفاقهم"، لافتًا إلى أن مليشيا الحوثي لا تهتم بحقوق الإنسان بل تستخدم القضية الفلسطينية كأداة لتحقيق مصالحها السياسية.
- توق إلى استعادة الدولة:
وذكر السوادي بأن المواطنين في قيفة ورداع وفي ربوع الوطن يتوقون إلى استعادة الدولة الوطنية. مشيرًا إلى أن "الرفض لمليشيا الحوثي ليس رفاهية بل ضرورة وطنية ملحة وفريضة دينية".
وأوضح أن النضال لاستعادة الدولة الوطنية الضامنة لجميع أبناء الوطن هو واجب لا يُعفى منه أحد، سوى من ارتضى العبودية والدونية. وأضاف: "من يرضى أن يكون عبدًا بحاجة إلى إعادة تأهيل ليعلم ويؤمن أنه حر، وأن الناس سواسية كأسنان المشط".
واعتبر أن الرفض لحكم الحوثيين هو واجب على كل يمني شريف، داعيًا الحكومة الشرعية إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد مليشيا الحوثي، بما في ذلك إعادة النظر في اتفاق ستوكهولم وغيرها من الاتفاقيات، مؤكدًا أن الحوثية لا تؤمن بالسلام ولن تجنح له ولا تستطيع أن تتعايش حتى مع نفسها.
- تهديد الأمن المحلي والدولي:
وحذر السوادي، في حديثه مع "الصحوة نت"، من أن الحوثيين يمثلون تهديدًا مباشرًا للسلم والأمن الإقليمي والدولي، لاسيما مع استمرار هجماتهم على البحر الأحمر والمياه الإقليمية الدولية وباب المندب، وهو ما يهدد خطوط التجارة العالمية.
وأشار السوادي إلى أن مليشيا الحوثي، تسعى إلى تأجيج الأوضاع الأمنية في المنطقة وإقلاق السكينة العامة وتهديد السلم والأمن الدوليين في المنطقة من خلال الهجمات المتواصلة والقرصنة المرعبة التي تقوم بها في البحر الأحمر والمياه الإقليمية الدولية.
وطالب الحكومة الجمهورية اليمنية الشرعية بالتحرك الجاد والتنسيق مع دول التحالف العربي والدولي لمحاسبة مليشيا الحوثي، وسرعة إخمادها والحد من أنشطتها الإرهابية داخل اليمن، من إرهاب وصلف وتعسف واذلال للمواطنين اليمنيين.
واختتم الشيخ السوادي حديثه بالتحذير من أن المنطقة قد تشهد صراعات وهجمات إرهابية أكثر مما تراه أعيننا اليوم، ما لم يتم كبح جماح هذه الجماعة، مؤكدًا أن التقاعس الدولي في مواجهة هذه العصابة المارقة سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع بشكل أكبر.
