تقرير دولي يوصي باستراتيجية أكثر شمولًا لردع الحوثيين

تقرير دولي يوصي باستراتيجية أكثر شمولًا لردع الحوثيين

 

أوضح تقرير حديث، نشرته صحيفة Foreign Policy الأمريكية، أن جهود الولايات المتحدة ومساعيها في سبيل ردع وإضعاف قدرة الحوثيين، من خلال ضرباتها الجوية في سواحل ومناطق اليمن، لم تحقق النجاح المرجو.

وأكد التقرير، الذي تابعه موقع "الصحوة نت" وقام بترجمته، أن التصعيد العسكري المستمر يكشف عن فشل الجهود الأمريكية في تحقيق أهدافها الرئيسية، حيث لم تتراجع قدرات الحوثيين أو طموحاتهم العسكرية، بينما تعرضت الجاهزية العسكرية الأمريكية لضغوط كبيرة.

وأشار إلى أن الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي يشنها الحوثيون على الممرات المائية في البحر الأحمر تصاعدت بشكل كبير في الأسبوع الأخير من عام 2024، مما دفع الولايات المتحدة لتنفيذ ضربات عسكرية على أهداف حوثية في السواحل اليمنية.

 

- فشل الاستراتيجية الدفاعية:

وقال التقرير إن الحوثيين يزعمون أن هدفهم الضغط على إسرائيل لوقف حربها في غزة، لكنهم استهدفوا سفنًا تجارية دولية بشكل عشوائي، وهو ما استدعى إطلاق واشنطن لعملية متعددة الجنسيات لحماية حركة الشحن في البحر الأحمر بعد الهجمات الحوثية التي هددت 12% من حركة التجارة العالمية عبر مضيق باب المندب.

وأضاف بأن واشنطن ولندن صعّدتا من العمليات العسكرية عبر عملية "بوسيدون آرتشر" بهدف تقويض القدرات العسكرية للحوثيين، لكن هذه الحملة واجهت ضعفًا في الدعم من قبل الحلفاء الإقليميين والدوليين، رغم تضرر العديد من الدول من هذه الهجمات.

ولفت إلى أن السفن الروسية وسفن التهريب المرتبطة بها لا تزال تبحر دون مضايقة، مما يسلط الضوء على وجود فجوات خطيرة في جهود التصدي للهجمات الحوثية.

هذا وكان قد صرَّح نائب قائد القوات البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، الأدميرال جورج ويكوف،  في أغسطس 2024 بأن "الحل لن يكون عبر الوسائل العسكرية وحدها"، مما يعكس اعترافًا رسميًا بفشل الاستراتيجية الدفاعية الأمريكية.

 

- تعزيز النفوذ الإقليمي:

وفيما يتعلق بالتطورات الإقليمية، قال التقرير أن الحوثيين أصبحوا العضو الوحيد في محور المقاومة الإيراني الذي خرج من أحداث أكتوبر أكثر ثراءً وجرأة، لافتًا إلى أن طموحاتهم توسعت لملء الفراغ الذي تركه تراجع النفوذ الإيراني، مع تزايد الدعم الروسي والعلاقات مع جماعات مسلحة مثل حركة الشباب في الصومال.

وأضاف بأن الحوثيين أصبحوا مصدرًا رئيسيًا لتوريد الذخائر في شرق إفريقيا، مما يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة. كما حذر التقرير من تهديد الحوثيين باستئناف الهجمات على منشآت النفط والموانئ السعودية، وهو ما قد يؤثر على أسواق الطاقة العالمية.

وأشار إلى أن الحوثيين، بخلاف إيران وحزب الله، يواصلون عملياتهم دون خشيتهم من خسائر مادية كبيرة، حيث لا يتوقع المواطنون اليمنيون خدمات أساسية مثل الغذاء أو الرعاية الصحية من الحوثيين، مما ساهم في تحصينهم ضد الضربات الجوية.

 

توصيات التقرير.. استراتيجية جديدة أكثر شمولًا:

وبحسب التقرير فإن الولايات المتحدة تنفق حوالي 570 مليون دولار شهريًا على العمليات العسكرية في البحر الأحمر دون تحقيق نتائج ملموسة، موضحًا بأن هذه التكاليف تؤثر على استعداد القوات الأمريكية للعمليات في مناطق أخرى مثل المحيط الهادئ.

وأوصى التقرير بأن تتبنى الإدارة الأمريكية المقبلة، بقيادة دونالد ترامب، استراتيجية أكثر تركيزًا على خنق مصادر تمويل الحوثيين، مشددًا على ضرورة إشراك دول مثل عمان والإمارات والسعودية والهند في جهود وقف الدعم المالي واللوجستي للجماعة.

وأكد التقرير على أهمية تشكيل تحالف بحري متعدد الجنسيات بشكل أكثر تنظيمًا، يستند إلى القوة البحرية المشتركة الحالية، والتي تضم 46 دولة، لمواجهة طرق إمداد الحوثيين وفرض عقوبات على الجهات الداعمة لهم.

 

- دعم الحكومة الشرعية:

كما أوصى التقرير بضرورة دعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا وتعزيز قدراتها الدفاعية لمنع الحوثيين من السيطرة على موارد النفط والغاز في اليمن.

محذرًا من أن التغاضي عن تصاعد نفوذ الحوثيين قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الإقليمي وتعطيل أهداف واشنطن الاستراتيجية، مثل احتواء إيران وتوسيع اتفاقيات السلام الإقليمية.

واختتم التقرير بالتأكيد على أن إنهاء الحملة العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر لا يعني تجاهل تهديد الحوثيين، مشددًا على ضرورة إعادة تقييم الاستراتيجية الحالية بشكل شامل يضمن معالجة التهديد من جذوره المالية والسياسية، وليس فقط عبر الضربات العسكرية.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى