بين القمع والنهب.. كيف حول الحوثيون محافظة ريمة إلى إقطاعية خاصة بالسلالة؟

بين القمع والنهب.. كيف حول الحوثيون محافظة ريمة إلى إقطاعية خاصة بالسلالة؟

 

في معزل عن أعين العالم وعدسات الإعلام، تتعرض محافظة ريمة، وسط البلاد، لعمليات نهب منظم يشمل كل قطاعاتها الإدارية والأمنية والقضائية من قبل مليشيا الحوثي، والتي تتعامل مع ريمة كأرض استقطاعية تُنهب أرضًا وإنسانًا.

 

على مدى سنوات، يقود القيادي الحوثي "فارس الحباري"، والذي تم تعيينه من قبل سلطة المليشيات في منصب محافظ محافظة ريمة، واحدة من أكبر عمليات النهب الذي تشهده المحافظة، حيث عمد "الحباري" على تحويل ريمة إلى إقطاعية خاصة له ولسلالته.

 

وقد استقدم فارس الحباري عشرات الأفراد من أقاربه وأتباعه من مسقط رأسه في مديرية أرحب بالعاصمة صنعاء إلى داخل محافظة ريمة منذ أن تم تعيينه محافظًا لها، وقام بتوزيعهم على عدة قطاعات ومنحهم مناصب وقوة على حساب تهميش ابناء المحافظة.

 

- قمع وإرهاب:

تمارس السلطات الأمنية الحوثية في محافظة ريمة عملية قمع وإرهاب ممنهجة بحق أبناء المحافظة، تحت إشراف مدير الأمن السابق للمحافظة المدعو "حاشد الحباري"، والذي تم استقدامه وتعيينه في هذا المنصب بتدخلات وتوصيات شقيقه محافظ ريمة "فارس الحباري"، قبل أن تقيله سلطة المليشيات في إبريل الماضي.

 

وأفادت مصادر خاصة لـ"الصحوة نت" بأن عصابة "الحباري" استغلت نفوذها في محافظة ريمة لتسيير مصالح السلالة الكهنوتية، وتقف وراء العديد من قضايا الفساد في عدة قطاعات داخل المحافظة، وارتكاب عشرات الانتهاكات الإنسانية بحق المواطنين في ريمة.

 

وأوضحت المصادر بأن آخر هذه الانتهاكات تمثلت في تنفيذ حملات أمنية بأوامر من "فارس الحباري" اختطفت العشرات من أبناء المحافظة، غالبيتهم من الأطفال، في سبتمبر العام الماضي على خلفية إحياء ذكرى ثورة 26سبتمبر ورفعهم للعلم اليمني.

 

بحسب المصادر فقد قامت السلطات الحوثية في ريمة بتهديد المواطنين بالاعتقال في حال محاولتهم التجمهر والاحتفالات أو كتابة منشورات تخص ذكرى الثورة على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى التفاعل معها.

 

واعتقلت المليشيات المصور الشاب "يوسف الجبل"، على خلفية نشره لمقطع فيديو يظهر فيه شباب يرفعون العلم اليمني في إحدى مديريات المحافظة، ليتضح فيما بعد أن الفيديو لفعالية قديمة، لتقوم المليشيات بإجبار المصور على حذفه من صفحته ومن ثم الإفراج عنه.

 

وفي هذا السياق، قال الصحفي الريمي "كمال الشاوش" في منشور له على منصة فيسبوك: "تعرضنا في ريمة لانتهاكات ومضايقات منذ 2019، وبشكل خاص من حاشد الحباري شقيق محافظ ريمة، الذي لا يقيم وزن لأبناء المحافظة ولا يدرك أنه في مهمة لخدمتهم".

 

وأضاف: "لقد منعني الحباري مرارًا وتكرارًا من الحديث عن قضايا فساد داخل أروقة المكاتب التنفيذية؛ ليتضح فيما بعد أن الجميع يعملون تحت إمرتهم ويدفعون كل شيء لهم".

 

- فساد في كل القطاعات:

عند تتبع قضايا الفساد والنهب والسرقة داخل محافظة ريمة، من سرقة ونهب الأراضي والمساعدات الإنسانية وعائدات وضرائب المحافظة، يظهر اسم "الحباري" في الواجهة، باعتباره زعيم العصابة والمسؤول الأول عن كل ملفات الفساد.

 

مصادر مسؤولة كشفت لـ "الصحوة نت" عن سرقة منظمة يقودها المدعو "فارس الحباري" وحاشيته لعائدات محافظة ريمة من الضرائب البالغة مئات الملايين من الريالات، والتي تختفي سنويًا في جيوب السلالة، في حين تفتقر المحافظة لأدنى الخدمات الأساسية، من طرق وصحة وتعليم.

 

واتهم ناشطون على مواقع التواصل المدعو "فارس الحباري" بضلوعه وراء سرقة إيرادات وحدة ضرائب القات في محافظة ريمة، والتي تزيد عن مائة مليون ريال يمني كل ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى مسؤوليته عن اختفاء مبلغ 170 مليون ريال يمني كان قد تم توريدها من أجل مواجهة أضرار السيول في العام الماضي.

 

هذا ووصلت أطراف الفساد إلى مكتب الصحة بمحافظة ريمة، حيث يجتبي "الحباري" من خلال عصابته، قرابة 40 ألف دولار شهريًا بصورة غير قانونية من مشروع "رأس المال البشري"، أو ما يعرف محليا بـ "خلف الجدران"، وهو مشروع ممول من منظمة اليونيسيف ويغطي مئة مرفق صحي بريمة تقريبًا.

 

وبحسب المعلومات، يوجد في لوائح المشروع ما يزيد عن مائة اسم وهمي يتم توريد مستحقاتهم لأشخاص من ذوي النفوذ والمقربين من "الحباري"، ويتم إلزام مدراء مرافق طبية بتوريد نصف النفقات الشهرية، إضافة إلى عمليات سرقة وخصومات من حقوق ورواتب جميع العاملين.

 

- إقطاعية خاصة وتهميش متعمد:

قال وكيل محافظة ريمة "محمد العسل"، إن مليشيا الحوثي تعتبر ريمة إقطاعية خاصة بها، ويدل على تهميشها لأبناء المحافظة تعيينها للمدعو "فارس الحباري" محافظًا وهو من أرحب، بينما قوانين السلطة المحلية يسمح بأن يكون واحد من أبناء المحافظة في منصب المحافظ أو الوكيل.

 

وأضاف العسل، في حديثٍ خاص مع "الصحوة نت"، بأن المليشيا الحوثية استقدمت أيضًا من صعدة وآنس وعمران إلى محافظة ريمة المشرفين الأمنيين ومحصلي المجهود الحربي ومشرفي الضرائب والجمارك وغيرهم.

 

وأكد بأن هناك إقصاء وتهميش متعمد لجميع أبناء ريمة، ولا اعتبار لأحد. موضحًا بأنه حتى من يدعون حاليًا بمشايخ ريمة في مناطق سيطرة الحوثي لا يستطيعون أن يخرجون ولو سجين أو معتقل واحد في سجون الكهنوت من أبناء المحافظة.

 

- استغلال سلمية ريمة ومدنيتها:

أوضح "محمد العسل"بأن الحوثي يستهدف ريمة وأبناءها لأنه يعرف أن هذه المحافظة بطبيعتها مدنية سلمية، كما أنها محافظة سنية شافعية لا يوجد فيها مذهب زيدي، ولذلك يحرص الحوثي على أن يزج بفكره العنصري السلالي في كل مديريات المحافظة، بل في كل العزل.

 

وكشف وكيل المحافظة في حديثه مع "الصحوة نت"، عن دورات تعبوية طائفية مكثفة، أو ما يسمى "الحشد"، تقيمها سلطات الحوثي في كل عزل وقرى محافظة ريمة. وأبدى استغرابه من شخصيات ريمية تعمل على حشد الشباب والزج بهم إلى هذه الدورات الطائفية وهم يعرفون بأنه فكر منحرف وضال.

 

- نهب منظم واستثمار للمنجزات:

وفيما يتعلق بسؤالنا عن حقيقة إحصائيات الفساد السلالي الحوثي في ريمة، أجاب وكيل المحافظة بالقول: "نحن على تواصل مع أبناء ريمة في الداخل، وهناك بالفعل إيرادات ضخمة تقدر بملايين الدولارات من الضرائب والجمارك وغيرها من عائدات المحافظة تصل إلى أيدي مشرفي الحوثي وتختفي".

 

وأوضح بأن ما تشهده ريمة من تنمية في تشييد الطرقات حاليًا هي مشاركات ومساهمات مجتمعية بحتة، بجهود مغتربين وتجار من أبناء المحافظة في دول الخليج، في حين تكتفي سلطة المليشيات بافتتاح هذه المشاريع عن اكتمالها وأخذ صورة لها لتزييف الحقيقة.

 

واختتم "العسل" حديثه بالتأكيد أن ريمة اليوم أصبحت مجرد فيد لهذه العصابة السلالية، كغيرها من باقي المحافظات التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثي. وقال بأننا على ثقة بأن الدولة ستعود حتمًا. داعيًا جميع أحرار ريمة واليمن إلى رفع أصواتهم الرافضة عاليًا في وجه هذه السلالة.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى