الأهداف الكبيرة، يقوى عليها الكبار، و الظروف الاستثنائيّة تحتاج إلى رجال استثنائيين.
هذا الصنف من الكبار الاستثنائيين؛ هم من يتصدى للشدائد و المحن، و هم من يصنع الأحداث التي تحقق الأهداف الكبيرة، و يمارسونها في ميادينها الحقيقية، و هم من يصنعون البطولات التي يرسمونها في أماكنها المطلوبة.
ليس هناك من مقارنة بين من يقرع الطبل ، و من يدك الباطل ؛ و بين من يعرض عضلاته على أهله، و من يوظف عضلاته في مواجهة الأعداء.
و ليس هناك من مقارنة بين من يعمل لهـدف وطني جامع ، و بين من يعمل لهدف ثانوي جهوي، أو طائفي.
للكبار أولويات لا يحيدون عنها، و لدبهم أهداف لا يتعبون من السعي لبلوغها و تحقيقها.
أما الصغار فيدورون حول ذواتهم ، و الدوران حول الذات يفقد صاحبه التوازن، و يصيبه بالدوار، و يسقطه أرضا.
الكبــــار لا يختلفون عند الأهـــداف الكــبيرة ؛ بل ينطلقون لتحقيقها ابتداء من إنكار الذات، و يجدون أنفسهم في تنفيذ الأهداف الجامعة، متماسكة أيديهم، متحدة جهودهم، محددة أهدافهم، يقودون و لا يقادون، و الصغار وحدهم من يختلفون عند الأهــــــداف الكــــــبيرة ؛ لأنهم لا يطيقون حمل تبعاتهــا، و تكاليفها، فيختلقون قضايا تافهة يفرون إليها هربا من تحمل أعباء الغايات الكبرى.
أمام اليمنيين؛ كل اليمنيين، ســـواء كانوا في قمة الهـــــرم القيادي، أو كانوا في قاعدة الهرم أهداف عظيمة، و تحديات كبيرة، تتطلب صــــفا متماسمكا، و همما عالية، و أداء نوعيا ، و عملا استثنائيا، و مواقف إقدام غير عادية تتجاوز المألوف، بحيث يستطيع هذا الصـــف المتماسك، و الأداء الاستثنائي تحقيق النصــــر المنشود في القضـــــاء على مشروع التخلف السلالي الحوثي؛ لينطلق اليمنيون بعده للبناء الجاد و التنمية الشاملة.
هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به اليمن سيصبح تاريخا للمستويات القيادية من أعلاها إلى أدناها، و تاريخا للمواقف الشعــــــبية جماعات و أفرادا، و لمختلف القوى و المكونـات السياسية،و الاجتماعية.
ألا فلينظر كل ذي منصـــــب قيادي رفيع ماذا يؤرخ لنفسه، و لينظر كل مجتمعِ محافظةٍ، أو مدينة، و كل حزب أو تنظيم أو مكون سياسي ماذا سيسجل عنه التاريخ، و ليعلم الكل ان المواقف الجانبية، و المصالح الأنانية، و الدوران حول الذات لا يلتفت إليها التاريخ، و إنما يشير إلى مهانتها، و دناءة هممها ليخبر بها الجيل الحاضر، و الأجيـــال القادمة ؛ لتكون لهم آية و عبرة.