الحوثيون والقضية الفلسطينية.. مغالطات مكشوفة

الحوثيون والقضية الفلسطينية.. مغالطات مكشوفة


يواصل الحوثيون استغلال قضية فلسطين وتوظيف مظلوميتها كأداة دعائية وسياسية لتصفية خصوماتهم الداخلية والخارجية، مستندين إلى خطاب يمزج بين الادعاء بنصرة الفلسطينيين ومهاجمة كل من يخالفهم أو يعارض مشروعهم. هذا الخطاب يتعمد اتهام غالبية اليمنيين بـ"الصهينة" والتعاون مع إسرائيل لمجرد رفضهم لسياسات الجماعة وجرائمها المتواصلة بحق الشعب اليمني.

في حين أن الشعب اليمني، بمختلف توجهاته وأطيافه، لطالما كان مناصراً للقضية الفلسطينية منذ عقود طويلة قبل ظهور الحوثيين، فإن الجماعة تستغل شعار "المقاومة" لتبرير أفعالها وممارساتها. ولكن الواقع يكشف أن هذا الدور الحوثي هو جزء من مشروع إيراني إقليمي أوسع يهدف إلى بسط نفوذ طهران في المنطقة. الحوثيون يمثلون مجرد خط متقدم لهذا المحور، وأفعالهم لا تعكس أي نفع حقيقي لفلسطين أو غزة، بل تتسبب بضرر عكسي يخدم إسرائيل عبر تشويه صورة اليمنيين وزرع الانقسامات بينهم.

رغم كل الضجيج الذي يصدر عن الحوثيين وأتباعهم تحت شعار نصرة غزة، لم يقدموا شيئاً ملموساً للقضية الفلسطينية. بل على العكس، يستخدمون اسم فلسطين كغطاء لتبرير ممارساتهم القمعية والدموية داخل اليمن. فبدلا من نصرة الفلسطينيين، يكفرون اليمنيين الذين لا يوالونهم، ويستغلون القضية لتشويه خصومهم.

الأمر اللافت أن المقاومة الفلسطينية نفسها، التي تحظى بدعم كبير من اليمنيين منذ عقود، لم تتورط يوماً في تبني الخطاب الحوثي. بل لطالما شكرت جهود اليمنيين التاريخية في دعمها، سواء من خلال المشافي والمدارس والمؤسسات التي كانت قائمة قبل أن يدمرها الحوثيون، أو عبر الدعم الشعبي المتواصل من اليمنيين للقضية الفلسطينية.

 

الحوثي يدعي النصرة لغزة ويحارب من يناصر فلسطين في اليمن

رغم إدعاء الحوثي نصرة فلسطين، لا يمكن تجاهل جرائمه المروعة بحق اليمنيين، فالجماعة مسؤولة عن قتل المئات تحت التعذيب، وتهجير الملايين، وتفجير المنازل على رؤوس ساكنيها، كما حدث في رداع وغيرها من المدن. في الوقت ذاته، يواصل الحوثي فرض الجبايات ونهب الموارد، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في اليمن إلى مستويات كارثية.

كما أن ادعاءات الحوثيين بدعم غزة تتناقض مع أفعالهم على الأرض. فمن جهة يرفعون شعارات التضامن مع الفلسطينيين، ومن جهة أخرى يدمرون كل ما كان يدعم القضية الفلسطينية في اليمن، من مؤسسات ومنظمات وجمعيات. يدفع اليمنيون الثمن الأكبر لهذه الزيف، و تضيف أعباء جديدة إلى الأزمة الإنسانية في البلاد، حيث يعيش أغلب السكان في حالة من الفقر المدقع والاعتماد على المساعدات.

تستمر جماعة الحوثي باستخدام التصعيد كوسيلة لتصدير أزماتها الداخلية، دون اكتراث لتبعات ذلك على السكان، والسياسات الحوثية القائمة على فرض الضرائب والإتاوات، ونهب المساعدات الإنسانية، أدت إلى تفاقم الوضع الاقتصادي والمعيشي في مناطق سيطرتها.

 

المقاومة الحقيقية ليست شعارات

اليمنيون بمختلف مكوناتهم كانوا ولا يزالون مع فلسطين وحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.. تاريخيا، لعبت القوى اليمنية، بما فيها حزب الإصلاح وغيره من المكونات، دوراً محوريا في دعم الفلسطينيين بشتى الوسائل. لكن الحوثيين، بشعاراتهم الفارغة وأفعالهم القمعية، لم يضيفوا شيئاً لهذه المسيرة، بل أساؤوا لها بتحويلها إلى أداة دعائية تخدم مشروعهم وأجندات إيران.

اليمنيون يدركون جيداً أن الحوثي ليس إلا أداة ضمن مشروع إيراني يهدف إلى استغلال الشعارات والقضايا العادلة لتحقيق أهدافه التوسعية، وأن هذه الممارسات لا تمثل نصرة لفلسطين، بل مزيداً من المعاناة والدمار للشعب اليمني والقضية الفلسطينية على حد سواء.

اليمنيون كما كانوا دائماً مع فلسطين وضد أوهام الحوثيين وأذرع إيران في المنطقة.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى