سجون الحوثي.. مسالخ بشرية وصيدنايا الرعب والموت

سجون الحوثي.. مسالخ بشرية وصيدنايا الرعب والموت

  لأكثر من عامين، يقبع المختطف أحمد ناصر" في منتصف الثلاثينات من عمره، في احدى زنازين الموت لدى مليشيا الحوثي الإرهابية.

 

لم تكن أمه تعتقد أن اختطاف نجلها سيستمر طويلاً، لكن مرت الأيام والشهور سريعا، ولا يزال أحمد مختطفا ومغيبا عن أسرته ووالدته.

 

تقول الأم المكلومة، "ابني أحمد مسجون في ظروف غير إنسانية، لم يتصل بنا سوى ثلاث مرات طوال العامين، ولا يُسمح لنا بزيارته".

 

كانت الأم تتحدث لـ "الصحوة نت" وهي تبكي من القهر والألم على ولدها.

وأضافت في حديثها لـ "الصحوة نت" أن ابنها يعاني من آلام بظهره بسبب التعذيب الذي يتعرض له، مشيرة إلى أنه رغم معاناته لا يحصل على العلاج.

 

تقول الام: "ليس هناك اقسى من شعور الام الذي لأتعرف مصير ابنها".

 

ومنذ سيطرة مليشيا الحوثي على العاصمة واسقاط مؤسسات الدولة، تضاعفت معاناة اليمنيين في كل الجوانب خاصة في الجانب الإنساني، والاقتصادي، فقد أرغمت مليشيا الحوثي اليمنيين العيش في أسوء أزمة انسانية في العالم بحسب تقارير أممية.

 

وخلال السنوات الماضية، تؤكد التقارير، أن مليشيا الحوثي انشأت سجونا سرية وأماكن للاحتجاز والاختفاء القسري بحق آلاف الأشخاص، تعرضوا في تلك السجون لممارسات وحشية جسديا ونفسيا، بحسب مختطفين سابقين وثقت تقارير أممية شهاداتهم.

 

 

تدهور غير مسبوق

 

في السياق، يرى وكيل وزارة الاعلام، فياض النعمان انه منذ سيطرة جماعة الحوثي على العاصمة صنعاء وعدد من المناطق اليمنية في 2014، شهدت البلاد تدهورًا غير مسبوق في حالة حقوق الإنسان، وانتهاكات واسعة.

 

ونوه النعمان في حديثه لـ "الصحوة نت" إلى أن مليشيا الحوثي استخدمت السجون كمراكز لتعذيب المدنيين والناشطين السياسيين والنقابيين والحقوقيين، بالإضافة إلى احتجاز الآلاف من الأبرياء دون أي مبرر قانوني أو محاكمة عادلة.

 

واشار النعمان إلى دور الحكومة ودعمها المستمر في تقديم الدعم الكامل للمنظمات الحقوقية المحلية والدولية في توثيق هذه الجرائم، مؤكدا التزام الحكومة الكامل بمحاسبة جميع المسؤولين عن هذه الانتهاكات أمام المحاكم الدولية.

 

ودعا النعمان المجتمع الدولي، والمنظمات الأممية والدولية لحقوق الإنسان، إلى القيام بمسؤولياتها والضغط على المليشيات لفتح السجون أمام المنظمات الدولية المستقلة لتتمكن من التحقيق في الانتهاكات وتقديم الدعم للضحايا، وإطلاق سراح المختطفين السياسيين والحقوقيين.

 

وأكد سعي الحكومة المستمر لإطلاق سراح جميع المختطفين، وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين في جميع أنحاء اليمن.

 

انشاء عشرات السجون

 

تؤكد تقارير حقوقية أن مليشيا الحوثي أنشأت، خلال سنوات الحرب، نحو 244 سجنًا ومكان احتجاز في مناطق سيطرتها.

 

تشير التقارير إلى أن عدد المختطفين وحالات الاختفاء القسري الموثقة، التي ارتكبتها مليشيا الحوثي الإرهابية، إلى حوالي 12,636 حالة، شملت أطباء، سياسيين، أكاديميين، نشطاء، ومعلمين، يتم احتجازهم في اماكن احتجاز غير رسمية، في مبان ومؤسسات حكومية.

 

في أحد تقارير "هيومن رايتس ووتش"، أكدت المنظمة أن تلك الأماكن تُدار من قبل ضباط يدعمون الجماعة تحت أسماء مستعارة، ويرفضون التعامل مع الآليات القانونية، ومن أبرز تلك السجون:

 

سجن الامن والمخابرات

كغيره من سجون المليشيات، يتعرض المدنيون في هذا السجن لأنواع وحشية من وسائل التعذيب الجسدي والنفسي، بالإضافة إلى الحرمان من التغذية والدواء والزيارات العائلية.

 

يشرف على هذا السجن القيادي في المليشيات، المدعو، عبدالكريم هاشم علي الخيواني، رئيس ما يسمى بـ"جهاز الامن والمخابرات" التابع للمليشيات، ينتحل الخيواني رتبة لواء، ويعرف عنه ولائه الشديد لزعيم المليشيات.

 

تقارير حقوقية وثقت خلال العام الجاري 2024، اختفاء 120 حالة في العاصمة صنعاء على يد ميليشيات الحوثي الإرهابية، تم إيداع 49 حالة سجن "الامن والمخابرات".

 

من ضمن المسؤولين على السجن، المدعو عبد الواحد ناجي محمد أبو رأس.

 

مع تأسيس المليشيات لما يسمى "جهاز الأمن والمخابرات عام 2016، عيّنت "أبورأس" وكيلا للتحقيقات وشؤون العمليات الخارجية، حيث يتمتع عمله بسرية عالية ويتجنب الظهور خاصة على وسائل الاعلام

 

تتهم منظمات حقوق الإنسان، الخيواني وأبورأس، بارتكاب العديد من الانتهاكات بحق المختطفين والمخفيين ووفقا  لشهادات مختطفين تم تحريرهم.

 

يذكر الشهود أن المدعو "عبدالكريم الخيواني" كان يشرف شخصيًا على تعذيب المختطفين بالضرب المبرح و الطعن و الحرمان من الطعام والماء لفترات طويلة.

 

 ووفقًا لتقارير اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، فقد تم توثيق أكثر من 3500 حالة اختفاء قسري  في الفترة ما بين نوفمبر2020  واغسطس 2024، منها 1300 حالة في صنعاء كان لأبو الكرار دور رئيس في غالبيتها.

 

احصائيات "المرصد اليمني لحقوق الإنسان" أكدت أن 180 حالة تعذيب في سجون تحت إشراف أبو راس خلال الأشهر الستة الماضية، ومن بين هؤلاء المختطفين، صحفيين وناشطين  تم اعتقالهم لمجرد انتقادهم لسياسات الحوثيين.

 

السجن المركزي صنعاء

يقدر حقوقيون أن عدد المختطفين في سجن صنعاء المركزي، بين 10 إلى 12 آلاف مختطف ومخفي وأسير وسجين.

 

من بين المختطفين صحفيين وناشطين وحقوقيين وشخصيات قبلية، بسبب مواقفهم الرافض لمليشيا الحوثي.

 

يقضي المئات من المختطفين فترات طويلة دون محاكمة أو تهمة محددة، كما يتم تعذيبهم بطرق وحشية، على ذمة قضايا سياسية مثل الضرب بالأسلاك أو وضعهم في عنبر " الموت" وهو العنبر المخصص لأبرز القتلة والمجرمين يتم وضع النشطاء والمعارضين فيه بغرض تعريضهم للأذى على يد السجناء أصحاب السوابق.

 

سجن الأمن السياسي

بالرغم من دمج مليشيا الحوثيين لجهازي الامن القومي والسياسي في جهاز واحد اسموه " الامن والمخابرات" الا ان سجن الأمن السياسي لايزال قيد التشغيل.

تدير المليشيات السجن ويعتبر من السجون سيئة الصيت لما يلاقيه المختطفين من تعذيب وسجن انفرادي وغيرها من وسائل التعذيب.

 

بحسب مصادر خاصة فإن عد المختطفين في "الأمن السياسي" نحو 500 مختطف، معظمهم من المعارضين السياسيين والصحفيين والناشطين.

 

يتعرض المختطفون في هذا السجن لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، بما في ذلك التهديد بالقتل، والتعذيب بالصدمات الكهربائية، والحرمان من التواصل والزيارات العائلية.

 

يدير السجن القيادي في المليشيات، المدعو عبدالله علي الحاكم، المعروف بـ "ابو علي الحاكم" الذي يشغل منصب قائد الاستخبارات العسكرية في حكومة المليشيات.

يؤكد تقرير لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" إنه تم توثيق 150 حالة تعذيب في هذا السجن خلال الأشهر العشرة الماضية.

 

قتل اليمنيين والتضامن مع غزة

 

في الوقت الذي تزعم مليشيا الحوثي مساندتها الفلسطينيين في قطاع غزة، تمارس في الوقت ذاته جرائم ضد اليمنيين لا تقل وحشية عما يرتكبه الاحتلال الصهيوني بحق أبناء غزة.

 

ورصدت منظمات حقوقية عشرات الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الحوثي بحق اليمنيين تزامنا مع بدء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني منذ الـ 7 من اكتوبر2023، على غزة.

 

وأبرز الجرائم والانتهاكات الحقوقية الحوثية الموت تحت التعذيب حيث سُجلت وفاة 7 أشخاص قضوا تحت التعذيب داخل سجون مليشيا الحوثي.

 

والضحايا هم: الناشط في المجال الإغاثي والموظف في منظمة أنقذوا الطفولة، هشام الحكيمي، في سجن الأمن والمخابرات الحوثية بعد اعتقاله بخمسين يوماً في 30 أكتوبر.

 

وبتأريخ 10 نوفمبر 2023، توفي الشاب عزالدين صالح الحبجي (28 عامًا) من أبناء منطقة السوادية محافظة البيضاء، بسجن معسكر الأمن المركزي بصنعاء بعد سنة وشهرين من الاختطاف.

 

وبتأريخ 14 نوفمبر أعلن عن وفاة الأسير، محمد احمد وهبان (21 عاماً) في زنزانة السجن الحربي التابع للأمن والمخابرات الحوثية بالعاصمة صنعاء، بعد أسره بتاريخ 12 نوفمبر 2020، بإحدى جبهات القتال بمأرب.

 

وفي 25 نوفمبر 2024، توفي تحت التعذيب المختطف، ينوف حسن علي البتينه، (26 عاماً)، من أبناء ريمه، بسجن "الأمن والمخابرات" اختطف قبل أكثر من 3 سنوات.

 

وبتأريخ 27 يناير 2024، توفي الطبيب المختطف، منصور الشبوطي، استشاري الجراحة العامة في مستشفى عبد القادر المتوكل، بعد أسبوعين من اختطافه.

 

وفي محافظة ذمار توفي في 27 مارس 2024، المختطف، خالد حسين غازي (43 عاماً)، تقول أسرته إن جثته كانت عليها آثار تعذيب، وعملية طعن في عنقه.

وفي 25 مارس توفي المختطف، صبري الحكيمي، كبير المدربين بوزارة التربية والتعليم بعد ستة أشهر من اختطافه.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى