دعاة اليمن ومفكروها في موسوعة إلكترونية

دعاة اليمن ومفكروها في موسوعة إلكترونية

ثمة حاجة ملحة لعمل موسوعي كبير يجمع شتات أعلام الدعوة والتربية والفكر في اليمن بين دفتي كتاب. وتتجلى أهمية ذلك في الرصد والتوثيق لشريحة واسعة كان  لها تأثيرها وبصماتها في طول اليمن وعرضه. على مدى عقود متطاولة. ومن حقها أن تكون تجاربها الثرية والمتنوعة محط إجلال واحتفاء.

هناك أعمال موسوعية سبقت هذه الفكرة. كموسوعة العفيف. وموسوعة أعلام اليمن لكن هاتين الموسوعتين رغم أهميتهما اكتفتا بالمشاهير فقط. ووضعتا شروطا حالت دون وصول أسماء كثيرة إليها. كما أن هاتين الموسوعتين شملت المشاهير في كل منحى من مناحي الحياة فاختلط الحابل بالنابل.

ومن هنا كان من حق سدنة الفكرة الإسلامية والدعاة إلى الله في هذا البلد الحبيب أن يكون لهم جامع موسوعي يلم شتات سيرهم ويقدمها في قالب موسوعي يوثق حياتهم ومنجزهم الدعوي والفكري. وخاصة تلك الأسماء المغمورة التي وهبت حياتها للدعوة فكرا وأدبا وسياسة. ثم رحلت بهدوء وبعيدا عن الأضواء. لتصبح مجرد أسماء عالقة في ذاكرة البذل والعطاء. وفي قلوب محبيهم من تلاميذهم الكثيرين.

إن كثيرا ممن احتضنتهم حقول الدعوة والفكر والتربية لهم إسهامات عديدة فكرا وأدبا وترشيدا بل وفنا. ومن المؤسف أن كثيرا من هذه الإسهامات تذهب أدراج الرياح بمجرد موتهم. مع أن منجزهم ولاشك فيه روح المراحل التي عاشوها ومن المهم أن يصل ذلك إلى الأجيال اللاحقة تستلهمه وتكمل مانقص منه. ويحضرني في هذه العجالة اسماء كثيرة. طواها النسيان. ومنهم على سبيل المثال الأستاذ المربي الكبير محمد علوان مفلح رحمه الله الذي تعين مديرا لمعهد المعلمين في مدينة تعز في بداية الثمانينات. فجعل من المعهد شعلة من النشاط: صحافة ومسرحا ومواهب تفتقت في جو من المنافسة الفعالة.

ولم يقتصر دور الأستاذ مفلح على التهيئة والتشجيع بل إنه ساهم بنفسه في كتابة نصوص شعرية وأدبية لاقت استحسانا كبيرا. ومثله كثيرون في المدارس والمعاهد وحقول الدعوة المختلفة كتبوا وساهموا وأعطوا كلا بحسب قدراته. وقد توفي الكثير منهم فطوتهم أيدي النسيان. ولم يعد يذكرهم أحد.

إن فكرة إنشاء جامع موسوعي لهؤلاء هي بمثابة الاعتراف لأهل الفضل بفضلهم. وهي فكرة سهلة وميسورة في ظل وسائل النشر الإلكترونب ومنصات التواصل الاجتماعي. وإذا كان الكتاب الورقي يبدو صعبا ومكلفا فإن باستطاعة الذين سيقومون على هذه الموسوعة تصميم تطبيق إلكتروني يقوم مقام الكتاب الورقي مزودا بمحركات بحث متعددة الأغراض. وقابل للإضافة والتحديث. يبدأ صغيرا ثم يتوسع مع مرور الوقت حتى يستوعب سير جميع الأسماء ذات العلاقة.

فكرة سهلة وميسورة. فهل سنراها قريبا وقد تحققت وأصبحت بين يدي الناس؟

ذلك ما نأمله ونتمنى تحقيقه.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى