الفريق ناصر الذيباني.. عرفته الميادين وخلدته البطولات والمواقف

الفريق ناصر الذيباني.. عرفته الميادين وخلدته البطولات والمواقف

في الـ 12 من ديسمبر قبل ثلاث سنوات، ترجل الفريق الركن ناصر الذيباني، أثناء المواجهات مع مليشيا الحوثي عام 2021، في احدى جبهات محافظات مأرب.

قافلة من القادة الشهداء الذين قضوا وهم يدافعون عن اليمن والجمهورية وكرامة اليمنيين، الفريق الذيباني أحد أولئك الذين خسرهم الوطن في معركته ضد مليشيا الحوثي، يقول أحدهم "إنهم أبطال سجلوا نعيهم بدمائهم".

وأحيت وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، بمدينة مأرب، أمس الخميس، الذكرى الثالثة لاستشهاد الذيباني، واستعرضت كلمات القادة مواقف الشهيد وبطولاته في المواجهات ضد مليشيا الحوثي.

أحد مؤسسي الجيش الوطني

 بعد سقوط العاصمة صنعاء بيد مليشيا الحوثي، كان الفريق الذيباني أول من بدا بالتحرك لتشكيل غرفة مقاومة ضد المليشيات، وتوجه ومجموعة من الابطال الى مأرب، كان ذلك قبل انطلاق عاصفة الحزم للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لمساند للشرعية.

في مأرب عمل الفريق الذيباني على تأسيس النواة الأولى للمقاومة الشعبية وكان أحد اعمدتها وقادتها المخلصين فكان نائبا لجبهة الجدعان ثم قائداً لجبهة صرواح ثم رئيسا لعمليات المقاومة.

مع بداية تأسيس الجيش الوطني، كان الفريق الذيباني أحد مؤسسي الجيش وأحد أعمدته الصلبة، الذي جرع المليشيات الويلات في مأرب وصولا إلى مشارف العاصمة صنعاء.

عُرف الفريق الركن ناصر الذيباني، بمواقفه البطولية خلال سنوات الحرب، فهو من القادة القلائل الذين يدركون مخاطر المشروع الإيراني وأهداف ايران الاستراتيجية في احتلال المنطقة.

يطلق ناشطون على الفريق الذيباني لقب "ناصر الجمهورية" وهو لقب أطلقه ضباط وناشطون على القائد الذيباني لدوره في الدفاع عن الجمهورية ومحاربة مليشيا الحوثي.

مواقف وبطولات

يقول السكرتير الإعلامي للفريق الذيباني، الرائد خالد سليمان،: إن الذيباني كان يحمل هم وطن ويحلم في تأسيس جيش على أسس علمية، وينتقد الانقسامات في الصف الجمهوري".

وأضاف لقد عرفته جميع الجبهات من هيلان الى الفرضة الى صرواح، ومجزر، والمخدرة، والكسارة، ورغوان والجوبة، والبلق.

يضيف سليمان في حديثه لـ "الصحوة نت" قضى الذيباني معظم وقته منذ بدء المعارك وحتى استشهاده في الخطوط الأمامية في الجبهات، قائدا ومقاتلا وسندا ومددا أيضا، فقد كان اسمه ايقونة ترفع معنويات المقاتلين، فهو إما يرتب الصفوف أو يعد لهجوم مباغت، أو لصد هجوم محتمل.

تميز الفريق الذيباني بهمته العالية، فلا يكاد يصل منزله عائدا من جبهات القتال ليعود بعد ساعات قلائل، والجواب معروفا سلفا لمن يسأل عنه " الفندم بالجبهة".

لازم الإعلامي الرائد خالد سليمان، منذ 2016، القائد الفريق ناصر الذيباني، وتأثر بمواقفه كثيرا، وعرف عنه الكثير من تفاصيل حياته ورافقه في معارك ومواجهات كثر، من صرواح مأرب وصولا إلى جبال نهم، وجبهات أخرى.

يقول  سليمان إن الفريق الذيباني كان مثالا للقائد المخلص الذي لم يتأخر في الدفاع عن اليمن وكافح بدون ملل، فلم يتباطأ يوما او يسوف عمل اليوم لغد.

يصف إنسانية الذيباني مع كل من حوله فقد كان أبا للمقاتلين وأخا لقادة الوحدات وللضباط، يتناول طعامه بين المقاتلين ويقضي وقته بينهم مستمتعا بمواهبهم، يسمع للشعراء والمنشدين وقصص بطولاتهم، مشيدا بهم وبدوهم التاريخي في الدفاع عن اليمن.

يتطرق سليمان إلى أن الفريق الذيباني أصيب أكثر من 20 مرة، رغم خطورة بعضها لكنه ظل يقاوم الألم وفض السفر للعلاج وترك الجبهات، واستشهد وعلى جسده عدد من الشظايا، احداهن طلقة رصاص في قدمه.

 عرس نجله

يقول سليمان "في أحد الأيام نزل الفندم "أبو منير" من الجبهة في الصباح على غير عادته، فكرت حينها أن لديه لقاء مهم في مدينة مأرب، لكن المفاجأة كانت عندما وصلنا منزله، اكتشفنا أنه نجله عريس".

يضيف سليمان أنه هنأ نجله العريس وقبله واحتضنه ودعا له، ووضع الفل على رقبته، ثم استأذنه وغادر عائد الى الجبهة".

المناصب

الفريق الذيباني كان أحد مؤسسي الجيش الوطني، وما إن بدأت التشكيلات الأولية للجيش في العام 2015، عُيّن الفريق الذيباني، قائداً لجبهة صرواح، وبعدها قائداً للواء 133مدرع، وفي2017، عُيّن مديراً لدائرة العمليات الحربية بوزارة الدفاع، ثم تعيينه في 2018، قائداً للمنطقة العسكرية السابعة، وبعدها في 2019، عُين نائباً لرئيس هيئة العمليات بوزارة الدفاع.

في أواخر العام 2020، تم تكليفه القيام بأعمال قائد المنطقة العسكرية الثالثة الى جانب عمله في هيئة العمليات، وفي العام 2021، عين رئيساً لهيئة العمليات، وهو المنصب الذي استشهد هو يشغله.

عرف عن الذيباني ادراكه خطورة المشروع الإيراني على اليمن والمنطقة، فقد كان من أوائل من بدأ بتشكيل نواة المقاومة ضد هذه المليشيات الطائفية المدعومة من ايران، والتي يدرك أنها أداة فقط لخدمة المشروع الإيراني الفارسي في المنطقة.

وفي الجانب العلمي سخّر الفريق الذيباني دراسته لفضح خطورة المشروع الإيراني على اليمن والمنطقة، فكانت رسالة الزمالة التي حصل عليها من كلية الدفاع الوطني في العاصمة صنعاء عام 2012، بعنوان "التدخل الايراني في المنطقة واثره على الامن القومي العربي واليمني واستراتيجية المواجهة".

وقبلها وتحديدا في العام 2004، حصل على الماجستير في العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان بجمهورية السودان، حول "حرب المياه حرب المستقبل".

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى