لا أحد ــ من ذوي المهن و الوظائف و الحرف ــ يعطي ما يعطيه المعلم.
تلك حقيقة لا يستطيع أن ينكرها رئيس أو ملك أو طبيب، أو مهندس، أو قاض أو ضابط.. الخ. لأن هؤلاء جميعا و غيرهم معهم جاؤوا من أحضــان المـــدارس، و من تربية المعلمـــــين، و المعلمات.
و من هنا عرفت الدول و الحكومات المتقدمة حجر الزاوية في التطـــــور، و من أين يبدأ الرقي، و من هم صنــــاع، رواد الحضارة، و قادة سفينة إبحار النهضة و التقدم، و الذي هو المعلم، فأعطوه من المكانة و الحقوق و الرعاية، ما هو حقيق بها، و جدير بالحصول عليها، و تظل دوما ــ مهما كان حجمها ــ أقل مما يستحقه؛ و قد قدّر الأول حق المعلم، و المعلمة فقال فيهم: من علمني حرفا، كنت له عبدا.
و من هنا فإن من حق المعلـــــــم و المعلـــــمة على الدولة، و الحكومة و الشــــعب أن يضعوا المعلــــــم في المكانة التي يستحقها، و أن يُمنحوا حقوقهم اللازمة، التي تمكنهم من أداء رسالتهم التربوية التي من خلالهم تُبنى كل المجالات، و كل المؤسسات.
من حق المعلمين أن يمارسوا كافة الوسائل السلمية لنيل حقوقهم؛ و لأن المعلم كما أسلفنا حجر الزاوية لكل تقدم، فإنه على مستوى رفيع،و فريد من الوعي و الوطنية، و القدوة في الشأن العام.
من حق المعلمين و المعلمات ممارسة مختلف الأساليب، و الوسائل التي يصلون بها إلى حقوقهم المطلبية.
و في المقابل دعوني أقول: لما تعيشه البلاد من ظروف استثنائية ألا تصل هذه الوسائل الاحتجاجية إلى الإضراب؛ لأنه سيكون على حساب الطالب، و على ثقة أن وعي و وطنية المعلـــــــم لن تجعله يلجأ إلى الإضــــــراب ؛ كما لن يجعل من الامتحانات محل ضغط، و المعلم و المعلمة يدركون أكثر من غيرهم على أنهم لن يمـــــــارسوا هذا الضـــــغط في وقـت الامتحانات.
على أننا هنا، لا نعفي الحكومة من معالجة قضايا المرتبات بأسرع وقت، إن لم نقل في الحال، و تدبير أمر المرتبات بشتى الوسائل.
إذا كان ظرف القهر و القمع هو من يجبر سير الدراسة في المناطق الخاضعة للحوثي، الذي هو أساس البلوى و الكارثة الذي تعيشهما اليمن،بسبب نكبة 21 سبتمبر المشؤوم، فإن سعة الحرية و الحوار و مساحتهما الواسعة في مناطق الشرعية هي من ستعالج الوضع بوعي عميق، و جهد من الحكومة وثيق.
للمعلم رسالة،هي رسالة الانبياء،و لست مَن سيعرفه برسالته مع العلم أنني فخور أني من الميدان التربوي ، و للحكومة واجب مع القيادة السياسية في الاهتمام الجاد بسلك صناع النهضة، و هم المعلمون.