خرج ولم يعد.. ليست حكاية تروى أو قصة من خيال، بل هو واقع أفرزته المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، حيث لا زالت آلت الموت تفتك باليمنيين على إيدي تلك العصابات الإجرامية.
سبعة شهداء ومثلهم جرحى، كآخر إحصائية لمجزرة ارتكبتها تلك العصابة المارقة في سوق شعبي بمقبنة غربي محافظة تعز.
الجريمة البشعة لاقت تنديداً يمنياً واسعاً، على المستوى الرسمي والشعبي، نرصد أبرز تلك الردود في السياق التالي:
جريمة نكراء
وفي أول تعليق حكومي، أدان وزير الإعلام والثقافة والسياحة، معمر الإرياني، واستنكر بأشد العبارات المجزرة المروعة التي ارتكبتها مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.
وأوضح معمر الإرياني في تصريح صحفي، أن هذه الجريمة النكراء امتداد لجرائم القتل الوحشي والمتعمد الذي تشنه مليشيات الحوثي الإرهابية، بشكل يومي، بحق المدنيين في محافظة تعز منذ انقلابها الغاشم.
وطالب الإرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص ومنظمات وهيئات حقوق الانسان بإصدار إدانة واضحة لهذه الجريمة النكراء التي تعكس وحشية ودموية المليشيا الحوثية وتجردها من كل القيم الإنسانية والاخلاقية، والشروع الفوري في تصنيفها "منظمة إرهابية عالمية".
من جهتها اعتبرت وزارة حقوق الإنسان أن هذه الجريمة الارهابية البشعة تأتي في ظل تصعيد عسكري متواصل من قبل مليشيا الحوثي الارهابية تشهدها مناطق مقبنه والبرج والكدحة بشكل مستمر، مؤكدة أن هذه الجريمة ترقى الى جريمة حرب وتهدف من خلالها الى ترويع السكان وتهجيرهم.
وطالبت الوزارة، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي وفي مقدمتهم مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن والمفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان وجميع هيئات ومنظمات حقوق الإنسان بإدانة هذه الجريمة البشعة والتصدي بحزم لمثل هذه الاعمال الارهابية بتصنيف هذه المليشيات كجماعة إرهابية دولية.
دعوات حقوقية للتحقيق
وفي بيان صادر عن 17 منظمة حقوقية، أدانت بأشد العبارات، الهجوم الحوثي، وأكدت على ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الجريمة البشعة وتقديمهم إلى العدالة، مع فتح تحقيق مستقل يكشف عن المسؤولين عن هذا الاعتداء الوحشي.
كما شددت على أهمية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني الذي يحظر استهداف المدنيين في النزاعات المسلحة.
ودعت المنظمات المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ موقف حازم تجاه الانتهاكات المستمرة التي يتعرض لها المدنيون في اليمن، مطالبة بتقديم الدعم العاجل للضحايا وأسرهم، مع العمل على تعزيز آليات حماية المدنيين في مناطق النزاع.
ناشطون ينددون بالجريمة
وعلى المستوى الشعبي تداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد تلك المجزرة المروعة تحت وسم #مجزره_حوثيه_في_تعز.
حيث قال عبدالباسط القاعدي وكيل وزارة الإعلام، "إنه لن تتوقف جرائم مليشيا الحوثي إلا بدعم جهود استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب، وكل الحلول خارج هذا السياق نوع من الأمل الكاذب".
الصحفي عبدالله المنيفي علق قائلا "ما يشجع مليشيا الحوثي الإرهابية على ارتكاب مزيد من المجازر البشعة بحق اليمنيين هو الصمت الدولي المخزي والمعيب، ما يجعل الأمم المتحدة ومنظماتها ومكاتبها ومبعوثها والمجتمع الدولي شركاء للمليشيا الحوثية في سفط دماء اليمنيين".
الناشطة ساره العريقي قالت إنه لا فرق بين المجزرة التي ارتكبها الحوثي في مقبنة تعز يوم أمس وبين المجازر التي ارتكبها الصهاينة بحق غزه حيث يتشابه الإجرام الحوثي والصهيوني.
الاعلامي صلاح الدين الأسدي كتب قائلا "كل فعل ترتكبه مليشيا الحوثي يخالف القانون الدولي الإنساني، من استهداف المدنيين إلى استخدام الألغام والاعتقالات القسرية..الأعجب من ذلك وقوف الأمم المتحدة موقف المتفرج إذا لم يكن داعمًا لها".
وفي الحملة الإلكترونية التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، تساءل الناشطون كيف استطاعت مسيرة واحدة قتل وجرح كل هذا العدد بينما أكثر من ٨٠٠ عملية أعلنت عنها المليشيات في الداخل الإسرائيلي ولم تحقق شيئاً.
وتأتي هذه المجزرة ضمن سلسلة المجازر التي ترتكبها المليشيات الحوثية الإرهابية بحق سكان المحافظة، وهو ما يثبت العقلية الإجرامية والانتقامية و ما تحمله من الحقد والكراهية لكل من يرفض الذل والعيش تحت حكم سلالاتها المارقة.