شهدت مدينا مأرب وتعز، اليوم الجمعة، وقفات حاشدة، تضامنا مع الشعب الفلسطيني، ومنددة بالحرب وجرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال منذ أكثر من عام دون توقف.
وأعرب المتظاهرون عن إدانتهم واستنكارهم لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قتل ممنهج وتدمير متعمد، يتم تنفيذه جهرا في مشاهد مروعة تهز الضمير الإنساني، وتكشف عن وحشية غير مسبوقة ترتكب بحق شعب أعزل.
وأكدوا أن هذه الجرائم تمثل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق الدولية والشرائع السماوية، بل ووصمة عار في جبين الإنسانية، وهي ليست سوى امتداد لسجل طويل من الاحتلال والعدوان الذي يهدف إلى كسر إرادة شعب صامد، لكنه دائمًا يثبت أنه عصي على الانكسار.
ورحبت الوقفات بإصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرتي اعتقال بحق الإرهابيين (نتنياهو وغالانت) بتهم ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية، ودعا دول العالم الحرة وخاصة الدول الأعضاء في نظام روما لأن تحترم وتنفذ قرارات المحكمة تمهيدا لوقف حرب الإبادة الجماعية بحق المدنيين في قطاع غزة، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وفق القوانين الدولية.
ونددت بعرقلة الإدارة الأمريكية اعتماد مجلس الأمن الدولي قرارا يلزم الكيان المحتل بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، ونحملها كامل المسؤولية عن التداعيات الكارثية التي قد تنجم عن هذا الموقف المشين .
ودعا المتظاهرون صناع الرأي العام ووسائل الإعلام الحرة في كل مكان لعدم السماح لجرائم الاحتلال بأن تُطوى في ظلمات النسيان أو أن تتحول إلى مجرد أرقام وإحصائيات جافة تلوكها الألسن ، بل إن الواجب المهني والإنساني يحتم عليكم فضح هذه الممارسات أمام العالم، وكشف زيف روايات المحتل، وإعلاء صوت الحق في وجه الباطل.
وجددوا دعوة العالم العربي والإسلامي لتحمل مسؤولياتهم التاريخية والدينية والأخلاقية في دعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة، بما يليق بجسامة التحديات التي يواجهها والأهداف التي ينشدها، خصوصا بعد القرار التاريخي لمحكمة الجنايات الدولية بحق قادة الكيان الإرهابي.
وحيت الوقفات صمود الشعب الفلسطيني الباسل الذي يُسطّر أروع ملاحم الثبات والتضحية، في وجه آلة القتل والتدمير، ويثبت - يومًا بعد يوم، مؤكدة أن الإصرار على الحياة الحرة أقوى من أية آلة عسكرية، وان ما يقوم به الشعب الفلسطيني يُقدم نموذجًا مشرفًا في الصبر والتحدي، سيما وأنه بهذا الكفاح المقدس لا يدافع عن قضيته فحسب ، بل يدافع عن كرامة الأمة العربية والإسلامية وقيم العدالة الإنسانية التي تجمع البشر جميعا.