نددت حملة إعلامية واسعة بالاستهدافات الحوثية المنظمة للعملية للتعليمية في البلاد، التي تستهدف الهوية الوطنية والتعايش المجتمعي، وتعمل على نشر الفكر الطائفي وتشكل تهديدا للأجيال القادمة ومستقبل اليمن ككل.
وتضمنت الحملة الالكترونية، التي نظمها عدد من النشطاء والإعلاميين تحت وسم #لا_لتطييف_التعليم، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، مئات التدوينات الهادفة إلى نشر الوعي حول خطورة التعديلات التي فرضتها مليشيا الحوثي على المناهج الدراسية.
ودعا المشاركون في الحملة الحكومة الشرعية ووزارة التربية والتعليم للقيام بدورهما في مواجهة استهداف مليشيا الحوثي الإرهابية لقطاع التعليم والتصدي لمحاولات زرع الأفكار السلالية والطائفية في عقول الأجيال القادمة.
- إحياء للطبقية:
الصحفي والكاتب "عبدالله المنيفي" قال إن النظام التعليمي في اليمن يعتبر مكسب من مكاسب الجمهورية التي ضحى من أجلها الأحرار وسفكت من أجله الدماء الزكية، وهو محل إجماع ونقطة لقاء مشترك بين جميع المكونات والاتجاهات، كما أنه غير مجير لصالح اتجاه معين وانما يكرس ثقافة الوحدة المشتركة والهوية الجامعة لكل الألوان.
وأضاف بأن مساعي المليشيا الحوثية لتدمير التعليم في اليمن هدفها خلق مجتمع جاهل يخضع لها ويتيح لها التحكم به والسيطرة عليه وإقحامه في حروبها العبثية لاستعادة الحق الإلهي المزعوم بحكم العالم العربي والإسلامي.
وأوضح أن الفكر الطائفي الذي تدرسه المليشيا الحوثية لأبنائنا في المدارس يقسم المجتمع إلى طبقات وإلى سادة وعبيد وهذا خطر وجودي وانتهاك معلن لكل الشرائع والمواثيق الدولية الإنسانية.
وأشار إلى أن المدرسة هي المعقل الأول للدفاع عن الوطن ولهذا سارعت مليشيا الحوثي إلى تعطيل العملية التعليمية بمنع رواتب المعلمين وتفخيخ المناهج لتعطيل دور التعليم في مواجهة الخرافة.
- محاولة تأسيس نظام طائفي:
بدوره قال الناشط والكاتب "أحمد عباس" إن مليشيا الحوثي تسابق الزمن لتسميم العملية التعليمية ونشر فكرها الطائفي المدّمر في عقول أطفال وشباب اليمن، فمنذ انقلابها سارعت للاستيلاء على قطاع التعليم وتأسيس نظامٍ طائفي يتماشى مع منهجها وسياستها الإقصائية والإرهابية، ويعصف بالتماسك الاجتماعي في البلاد.
وأضاف أن المليشيا الحوثية أوكلت تنفيذ مخططها لتدمير التعليم إلى القيادي الإرهابي يحيى الحوثي شقيق زعيم الجماعة حيث عينته وزيرًا للتربية والتعليم رغم أنه لا يحمل شهادة ثانوية، وسخّرت أموالا طائلة لتنفيذ مشروعها السلالي الخبيث.
وتابع "تدرك المليشيا الحوثية أن العلم والمعرفة يحمي المجتمع من الظلام والأفكار الكهنوتية ولهذا عمدت إلى تدمير العملية التعليمية واستغلالها في حروبها المدمرة، فخلال السنوات الماضية حوّلت المليشيا الحوثية المدارس إلى مراكز عسكرية وثكنات تعبئة طائفية لتفخيخ عقول ملايين الأطفال واستغلالهم في حربها العنصرية".
وبيَّن أن التغييرات الجذرية التي تجريها مليشيا الحوثي في المناهج الدراسية من شأنها تكريس الجهل ومنع التفكير النقدي وتحويل الملايين من أطفال اليمن إلى أدوات قتل تصوبها المليشيا الحوثية على من تشاء.
مشيرًا إلى أن التردد في حسم المعركة عسكريًا مع مليشيا الحوثي الإرهابية ستكون نتيجته دموية وكارثية خصوصًا وأن الجماعة تعمل على بناء جيل من أطفال اليمن يعتنقون الأفكار السلالية المتطرفة.
- نزعة عِداء سلالية:
من جهته، أوضح الصحفي المحرر من سجون المليشيا، حمزة الجبيحي، أن التعليم بمؤسساته ومناهجه ثابت وطني مقدس لا يجوز الاقتراب منه أو المساس به، وأن تطييف التعليم هو جريمة مكتملة الأركان بحكم الدستور والقانون الذي ينص على حرمة تجيير التعليم لصالح جهة أو مذهب أو مكون.
وذكر بأن الحوثي دمر كل المقومات المادية والمعنوية التي تأسس عليها المجتمع اليمني، ويحاول الحوثي اليوم بكل إمكانياته إلحاق التعليم بغيره من القطاعات التي تدمرت حتى يصعب على المجتمع استعادة الحالة الحضارية التي كان عليها قبل انقلاب الحوثي اللعين.
ونوَّه الجبيحي بأن تطييف مليشيا الحوثي للتعليم جريمة خطيرة يجب التصدي لها بكل قوة وحزم ويجب على كل القوى واليمنيين قاطبة أن لا يستسلموا لهذا العدوان الحوثي المجرم على عقول أبناءنا الصغار.
لافتًا إلى أن الاعتداء الحوثي على المنظومة التعليمية والمناهج الدراسية يكشف عن النزعة العدائية للسلالة نحو المجتمع الذي تسعى لتمرير معتقداتها الهدامة إليه من خلال التعليم.
- على نهج الأئمة:
إلى ذلك، قال وكيل وزارة العدل "فيصل المجيدي" إن الحوثي جرف الحياة كلها وصحّر التعليم وأباد الهوية الوطنية وغيّر المناهج بغية تعميم الجهل واستنهاض الخرافة من قبرها.
وأضاف "المجيدي" بأن الحوثي يسعى وراء إعادة حكم أجداده المتخلف ومحاولة بناء عرشه الدموي على جماجم الأطفال الذين غسل عقولهم وحولهم إلى آلة قتل للمجتمع وأنفسهم وحاضرهم ومستقبلهم.
وفي السياق نفسه، عقَّب الصحفي "عصام بلغيث" بالقول إن الجهل كان هو السلاح الأقوى الذي اتكأت عليه الإمامة في حكمها لليمنيين، وفي المقابل واجه اليمنيون بسلاح التعليم ذلك الحكم الظلامي وبنوا جمهوريتهم بنوره، واليوم يغلق الحوثيون المدارس ويوقفون الرواتب ضمن منهجية لتجهيل الشعب وإعادة ترسيخ الظلام.
- المجتمع خط المواجهة الأول:
من جانبه، تحدث الصحفي "حسن هديس" عن إخضاع المليشيا الحوثية لملايين من الأطفال لعمليات غسيل دماغ تمهيدًا لاستغلالهم في حربها للسيطرة على جزيرة العرب وإنشاء إمبراطوريتها الموهومة وفق نظيرية الاصطفاء الإلهي.
وذكر بأن شيطنة القيم الوطنية في المناهج التعليمية واستبدالها بشعارات مذهبية حرب على الهوية الوطنية ووحدة وتماسك المجتمع، وأن العبث المليشاوي بالمناهج التعليمية نهج يُنذر بخلق مجتمع مفكك، تسوده الصراعات الداخلية والنزاعات الدموية.
وقال إن الحوثي حول المدارس إلى معسكرات تجنيد تكرس الكراهية وتمجد العنف والقتل في عقول الأجيال الناشئة، وإن التلاعب الحوثي بالمناهج التعليمية أشد فتكا بالحاضر والمستقبل من القنابل والألغام التي زرعتها المليشيات في طرقات ومنازل اليمنيين،
وأضاف بأن التعليم ليس ميدان حرب، ولا ينبغي أن يكون سلاحاً بيد ميليشيا؛ فالمدارس هي رمز الأمل والحرية والهوية الوطنية، وإذا سمحنا بتدمير التعليم، فإننا نمنح مشروع الحوثي فرصة لكتابة مستقبل اليمن بأحبار الطائفية والانقسام.
ولفت إلى أن السماح للمشاريع الطائفية بتحريف المناهج خيانة لمستقبل اليمنيين وطموحاتهم بوطن موحد وآمن، وبالتالي فإنه على المجتمع اليمني أن لا يسمح للمليشيا الحوثي بتسميم عقول أبنائه وأن يقف في وجه هذه المحاولات الإجرامية الخبيثة.
وشدد على ضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف الذي تزرعه مليشيا الحوثي لإرهابي في المناهج الدراسية، داعيًا الحكومة الشرعية أن تقوم بخطوات فورية لمواجهة مصانع الإرهاب الحوثية ومواجهة المخاطر المستقبلية الناجمة عنها.
وأوضح بأن الوعي المجتمعي خط المواجهة الأول مع تلاعب الحوثي بالمناهج، والأسرة مطالبة بالاضطلاع بدور لحماية أبنائها من هذه المناهج، وعلى الآباء أن لا يسمحوا للمليشيا الحوثية الكهنوتية بتسميم عقول أبنائهم عبر المناهج الدراسية والأنشطة الطائفية المصاحبة.
- انتهاكات كبيرة وصمت مطبق:
أما الناشط الإعلامي "أحمد العباب" فقد أشار في تغريدة له إلى التصاعد غير المسبوق في جرائم مليشيا الحوثي الإرهابية وانتهاكاتها بحق قطاع التعليم ومنتسبيه، في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وقال العباب:"قتلوا المعلم واغتصبوا الطالبات وغيروا المناهج، وفوق ذلك هنالك جيل كامل وصل عمره 11 عاماً يواجه محاولات غسيل أدمغه. ومن منع ابنه من التعليم جاؤوا وأخذوا أبوه بحجة التخابر مع أمريكا، هذا ما يحصل للتعليم وللمعلم وللطالب في مناطق الحوثيين".
بدوره، قال الصحفي "علي العقابي" إن ما تفعله جماعة الحوثي بالتعليم من استهداف للمناهج والمدارس وملاحقة المعلمين واختطافهم لمجرد المطالبة بحقوقهم يؤكد أن هدفهم هو تجهيل الشعب اليمني وتدمير مستقبله عبر التعليم.
وأضاف "حوّل الحوثي المدارس إلى أماكن للتعبئة والتحشيد للطلاب مستبدلاً المناهج التعليمية بمنهج يخدم مشروعه وحربه، وقطع مرتبات المعلمين، واختطف كل من طالب بحقوقه، وغيرها من الانتهاكات الصارخة بحق التعليم في ظل صمت المنظمات الدولية المعنية.
واستنكر العقابي صمت المنظمات الدولية إزاء انتهاكات الحوثي بحق التعليم، قائلًا: "منذ بداية حربها، تواصل جماعة الحوثي تجنيد الأطفال في المدارس، وتحرم المعلمين من حقوقهم. أين هي المنظمات الدولية التي تدافع عن التعليم؟".