في مثل ضحى هذا اليوم، ال 18 من شهر نوفمبر ، و قبل عشر سنوات ــ نوفمبر 2014 ــ أقدمت أدوات الإجرام على اغتيـــال الشهــــــيد صـــادق منصـــور، بمدينة تعز، تقبله الله مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين.
تأبى النفوس الخبيثة إلا أن تُسْتَحمَر للشيطان، فتُحرَم من إنسانيتها حين تبيعها، و تبيع نفسها للهوان لقاء الحصول على خسة من دراهم معدودة من مُمَوِّل و مُخَطِّط هو الآخر ملأت إهابه النذالة و الدناءة و الحقارة، و لم يعد إهابه غير جلد امتلأ فظاظة تطفح شرا، و تسيل حقدا.
أقدمت أدوات الإجرام على جريمة الاغتيال لرجل على عكس قاتليه، رجل امتلأ نقاء و صفاء، و تقى، و هي صفات يضيق بها الشيطان ذرعا، و يكره أن يرى صفات الطهر و النبل، و الخيرية تمشي على الأرض.
هذه هي حقيقة الصراع القائم منذ الخليقة، و ما يجري على ظهر البسيطة اليوم إلا صورة لهذا الصراع بين الإنسانية السوية، و بين السقوط الأخلاقي و القيمي الذي سقط في أوحاله و هاويته كثير من البشر الذين يسعون لبناء سعادتهم على حساب الإنسان.
السقوط المروع للإنسانية تجسدها اليوم الأعمال الوحشية االتي يقوم بها الكيان اللقيط، و دول استعمارية معه في حرب إبادة ضد شعب أعزل في فلسطين.
إنها عقلية الشر التي تتلذذ بعذابات الآخرين، و نفسيات سادية أدمنت الإجرام و عاشت ماضيها عليه، و بات سلوكها اليومي في عالم اليوم يقوم على ثقافة ماضيها الإجرامي، فلما تعرّت للعالم و انكشفت سوءتها للناس أجمعين، قامت تتدثر ــ نفاقا و زورا ــ بشعارات للخداع و الدجل؛ سعيا كاذبا لتحسين صورتها القمئة، فراحت تتحدث عن حقوق الإنسان، و تذرف الدموع ليصدقها الناس، و مضت تتهم الآخرين بالإرهاب لتمارسه من وراء شماعة الاتهام للآخر.
لكن.. كل تلك الشعارات كشف زيفها الطوفان، و عراها أمام الناس أجمعين.
لا أقبح، و لا أسوأ ممن يتظاهر بالعدل، و هو الهمجي الظالم ، أو يدعي الإنسانية، و هو يمارس السلوك الوحشي.
عشر سنوات مضت منذ اغتيال القيادي الإصلاحي الشهيد صـادق منصـور ظلما و عدوانا ممن يكرهون السلام، و الخير ، و الصلاح.
لم يكن الشهيد آخر المستهدفين، و لكن تبعه طابور من الأبرياء الأخيار ممن استهدفهم أعداء الحياة بالاغتيالات الغـــادرة ؛ سعيـــا منهم لإرهــــــاب الجادّين في نشر السـلام ، و الاستقرار ؛ و لإرهاب من يرفض الظلم، و التبعية، و ينشدون الحـــــــرية و العــــــدل و البنــــاء بعيدا عن القوى الظلامية ، و الاستعمار.
لكن؛ برغم كل هذا الظلام ، سيبزغ الفجر ، و ينقشع السواد ، و سينتشر النور الذي يمحو ظلمة التسلط الاستعماري، على العالم،كما سيزول الكيان اللقيط،و المشاريع السلالية الخرافية.