تداول ناشطون على مواقع التواصل مقطع فيديو لشخص من أبناء غزة، يمرُّ بين خيام النازحين في احدى مخيمات النزوح في قطاع غزة يوزع عليهم مبالغ مالية، هدية من إخوانهم اليمنيين بما فيهم نازحون في مأرب.
ورغم المعاناة التي يعيشها اليمنيون بسبب حرب مليشيا الحوثي على اليمن منذ نحو 10 سنوات، الا انهم لم يتخلوا عن مساندة ومواساة إخوانهم في غزة، كما يقول البعض.
مشاريع على أرض الواقع
الأموال التي يتبرع بها اليمنيون تترجم إلى مشاريع اغاثية وإنسانية على أرض الواقع، تخدم الآلاف من أبناء غزة، بعيدا عن التوظيف السياسي واستغلال مناصرة أبناء غزة إعلاميا خدمة لمشاريع وأجندات طائفية ومشاريع سياسية، فعشرات الخطب والبيانات لم تسمن عليلا ولم تغن بطنا من جوع، كما يقول ناشطون.
ولعل مشروع "مستشفى اليمن السعيد" في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، شاهد على مساندة اليمنيين لأشقائهم في غزة، وهو أحد مشاريع جمعية الأقصى الذي بدأ العمل بالمشروع في 2013.
موقف اليمنيين تجاه اشقائهم في فلسطين لم يكن وليدا للـسابع من أكتوبر وما أعقبه من حرب إبادة يتعرض لها أبناء القطاع، بل يعود إلى عقود من الزمن ما يدل على مكانة وقداسة فلسطين عند اليمنيين رسميا وشعبيا.
وجمعية الأقصى الخيرية التي تأسست في ديسمبر 1990، هي الوسيط لإيصال تبرعات اليمنيين إلى فلسطين، حيث نفذت الجمعية منذ تأسيسها مئات المشاريع في كل الأراضي المحتلة ومخيمات اللجوء، بحسب القائمين على الجمعية.
خلال سنوات من عملها تمكنت الجمعية من بناء علاقة مع شركاء محليين داخل الأراضي الفلسطينية منظمات أممية ودولية وفلسطينية، وتنفذ الجمعية عبر أولئك الشركاء مشاريعها التي تتركز على الجانب الإنساني والاغاثي.
37 مشروعا منذ بدء الحرب على غزة
مع بداء حرب الإبادة على قطاع غزة في أكتوبر 2023، نفذت الجمعية عددا من المشاريع الاغاثية والإنسانية.
في حديثه مع "الصحوة نت" قال رئيس جمعية الأقصى الخيرية، أحمد الرباحي "إن الجمعية تنفذ حاليا منذ بدء العدوان على غزة 37 مشروعا تشمل كفالة أيتام، وايواء، وكساء، وصحية، وتوزيع مبالغ نقدية للأسر الأكثر تضرر والجرحى المعاقين وكذلك الأطفال الذين فقدوا أسرهم".
وأشار الرباحي إلى أن الجمعية تنوعت بين ايوائية وغذائية وصحية، وتوفير الكساء والفراش والبطانيات، وكل المشاريع ممولة من التبرعات التي يقدمها اليمنيون لإخوانهم في قطاع غزة.
وقال الرباحي إن المشاريع المنفذة تمثلت في "كسوة الشتاء، وكسوة العيد، الوجبات الجاهزة، السلال الغذائية، للأطفال، مستلزمات الأطفال من حليب رضاعات، وحفاظات.
وتابع : " من المشاريع توفير حقائب أدوية وتوزيعها على المراكز الصحية، وتوفير حقائب الإسعافات الأولية، وتوفير بعض الأدوية التي تحتاجها المراكز الطبية والمستشفيات في القطاع، ومع دخول فصل الشتاء نفذت الجمعية مشروع كسوة الشتاء للأطفال المحتاجين".
مليشيا الحوثي أجبرت الجمعية على اغلاق مقرها
منذ تأسيسها، تعمل جمعية الأقصى، بشكل رسمي، وترفع تقريرها الختامي سنويا إلى الجهات المعنية في الحكومات المتعاقبة ما أكسبها ثقة السلطة والمتبرعين أيضا.
وخلال ثلاثة عقود، نفذت الجمعية بالتعاون مع منظمات أممية ودولية وفلسطينية، عشرات المشاريع الاغاثية في مدينة القدس وغزة والضفة ومخيمات اللاجئين وفي الشتات وللجالية الفلسطينية.
وما إن سيطرت مليشيا الحوثي على صنعاء، في 21 سبتمر2014، منعت مليشيا الحوثي الجمعية من جمع التبرعات لصالح الفلسطينيين، ما اضطر الجمعية إلى اغلاق مكاتب فروعها في المحافظات وصولا إلى اغلاق المكتب الرئيس في صنعاء، ونقلت مقرها الرئيس إلى المناطق التي تحت سيطرة الحكومة.
مشروع لعلاج الجرحى والمرضى
تنفذ الجمعية حاليا مشروع صحي، يتمثل في علاج أسرى وجرحى، لعدد 50 سرير ولمدة شهر كمرحلة أولى، تليها مرحلة ثانية لنفس العدد.
يقول الرباحي "إن الجمعية تعاقدت بالتعاون مع وزارة الصحية في غزة، مع أحد المستشفيات الأهلية في غزة لتنفيذ هذا المشروع، حيث تحملت الجمعية كافة النفقات التشغيلية للمستشفى".
التعليم ومياه الشرب
وفي الجانب التعليمي نوه الرباحي إلى أن الجمعية وفرت 20 فصلا دراسيا، يستفيد منها نحو 800 طالب وطالبة، والفصول عبارة عن خيام تعليمة مجهزة بالأثاث المدرسي من كراسي وسبورات، حيث تستوعب كل خيمة 40 طالب.
كما مولت الجمعية صيانة وإعادة تشغيل 4 آبار ارتوازية وثلاث محطات لتحلية المياه في شمال غزة، يؤكد الرباحي أن المشاريع المنفذة هي أموال اليمنين التي قدموها لإخوانهم في غزة.
مشاريع الجمعية قبل الحرب
يؤكد الرباحي أن المشاريع التي ذكرها نفذتها الجمعية منذ الـ7 من أكتوبر 2023، مشيرا إلى أن مشاريع الجمعية قبل الحرب تمثلت في كفالة طلاب العلم وحلقات العلم في المسجد الأقصى، وكفالة الأيتام، وتوزيع مبالغ مالية على أسر وأطفال فلسطينيين في الضفة الغربية، وغزة، وفي الشتات ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والأردن وأسر فلسطينية في اليمن.
يتحدث الرباحي حول صعوبات تعوق حاليا عمل الجمعية تتمثل في إيصال المساعدات، لكنه أكد انهم يتغلبون على تلك الصعوبات عبر الشركاء الإقليميين والدوليين المتواجدين في قطاع غزة.