دائما ما كنا ولا نزال نسمع هذه المقولة المشهورة ( رأس المال جبان) والتي تعارف عليها الناس وتناقلوها جيلا بعد جيل؛ وخصوصا في أوساط أصحاب رؤوس الأموال.
وخلاصة هذه المقولة المشهورة التي أصبحت بمثابة قواعد ثابته؛ أن رجال الأعمال من أصحاب رؤوس الأموال دائما ما يقفون في الأماكن الآمنه ويبتعدون عن المخاطر والمجازفات ويمشون في الطرق السهلة والغير مكلفة ويتصرفون بحذر شديد وفقا لمعيار الربح والخسارة حتى ولو كان ذلك خلافاً لقناعتهم ومبادئهم؛ وهذا لا يعني الانتقاص منهم على الإطلاق.
غير أن رجل الأعمال الشهير البرلماني حميد بن عبدالله الأحمر كسر هذه القواعد المتعارف عليها؛منذ وقت مبكر من حياته حينما اختار الوقوف في صف المعارضة ليجعل من نفسه وشركاته هدفاً فناله من حملات التشويه والإساءة ما لا تتحمله الجبال؛ما تراجع يوما ولا انكسر؛ولا يزال يدفع ثمن مواقفه الشجاعة وقناعته حتى يومنا هذا.
وحينما اجتاحت جماعة الحوثي العاصمة صنعاء وانقلبت على الشرعية وسيطرة على مؤسسات الدولة بقوة السلاح؛ كان بإمكان الأحمر التواري عن الأنظار قليلا والسير في الطرق الآمنة حفاظا على شركاته وأمواله وبمقدوره فعل ذلك؛ غير أنه ظل متمسكا بمواقفه الرافضة للانقلاب وملشنة الدولة؛ فكانت شركاته واملاكه وحتى منازله أول ما تم نهبه ومصادرته من قبل القادمين من كهوف مران.
لقد تجاوز رجل الأعمال الشيخ حميد الأحمر بمواقفه الشجاعة والجريئة حدود جغرافي اليمن؛ ليسجل مواقفه المشرفة تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف فترأس مؤسسة القدس الدولية الخيرية ورابطة برلمانيون من أجل القدس وفلسطين؛ جعلت منه ومن شركاته هدفا للاحتلال الصهيوني هذه المرة؛ ما دفع وزارة الخزانة الأمريكية لفرض عقوبات جائرة عليه وتسع من شركاته وأملاكه ، بحجة دعم حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" وهو ما اعتبره متابعون وسام شرف على صدر الأحمر ليتحول من رمز وطني إلى رمز عربي وإسلامي وعالمي.
من حق أي شخص أن يختلف مع الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر كيفما يريد؛ لكنه سيظل الشخصية الأقوى على الساحة الوطنية والدولية ورجل الأعمال الأبرز الذي كسر كل القواعد وتجاوز بمواقفه الشجاعة كل التوقعات.