اختطفوا ابني من المنزل "أمامي وأمام والدته وزوجته وأولاده الصغار"، افزعونا وأرهبونا بوحشية، كسروا الباب واقتحم البيت ثمانية مسلحون اضافه لأخرين يحاصرون المنزل بالأسلحة والاطقم، اختطفوا ابني من بيننا واقتادوه الى جهة مجهولة.
هكذا تحدث والد المختطف ع. ق، عن طريقة اختطاف ولده.. كانت يداه ترتجفان وهو يشير إلى باب المنزل المحطم وإلى الفوضى التي خلفتها مسلحو مليشيا الحوثي اثناء مداهمتهم المنزل، ويشير إلى صغاره المحدقون برعب عندما كانوا متشبثون به وهم يسحبونه بوحشية الى فوق الطقم الى المجهول.
وتابع في حديثه لـ "الصحوة نت" "أخذوا ابني وأعتدوا عليه بالضرب، وجريمته في نظرهم، نشره حالات على حسابه في الواتس آب عن ثورة 26 سبتمبر.
وأضاف أن المسلحين عبثوا بمحتويات المنزل ونهبوا جوال وجواز وبطاقة ابنه المختطف.
يقول والده: بعد اختطافه لم نكن نعلم أين هو مسجون، وبحثت عنه في كل السجون دون فائدة، ليعرف لاحقا أنه في السجن الاحتياطي بشارع هائل.
وأضاف أن المليشيات وجهت تهم لولده تتعلق بالتحريض على الفوضى والارهاب، مع العلم ان ابني سائق باص اجرة بسيط ولا علاقة له بكل تلك التهم.
يعاني الشاب س.م من قصور في القلب، مما زاد من تخوف والده على صحة ولده خاصة في الظروف التي يعيشها المختطفون.
وأضاف أن المسلحين هددوهم بمنع الزيارة عنه، ومنذ ذلك اليوم لم نره ولم نسمع له صوت، رغم أن بعض قيادات في المليشيات أكدوا لنا أنها تهم كيدية وأنهم سيطلقون سراحه، وهو ما لم يتم.
بسبب العلم الوطني
بألم لا يوصف من قلب ام المختطف "فؤاد" تشرح معاناتها واوجاعها خوفا على مصير ابنها المجهول.
تتحدث أم فؤاد وهي ترتجف خوفا على ابنها، " أعرف أن ابني موجود في تلك الغرف المظلمة، ومتأكدة من ذلك كما أخبرني بعض المختطفين السابقين".
وعبرت عن مخاوفها في حديثها لـ "الصحوة نت" أن يكون ابنها المختطف قد تعرض للضرب والتعذيب والذل والجوع وعاش لحظات تمنى فيها الموت، مطالبة باطلاق سراح ولدها الذي لم يرتكب أي جريمة حسب قولها.
وتضيف الأم المكلومة " أن المليشيات لفقت تهما للمختطفين، وتنفي وجود مختطفين على خلفية دعواتهم للاحتفال بثورة 26 سبتمبر، مؤكدة أن الجميع يعرف انهم اختطفوا بسبب احتفالهم بثورة 26 سبتمبر.
تخلى عني الجميع
أما زوجة أحد المختطفين كانت تصرخ باكية:" لم أعد أتحمل الدنيا ولا بكاء أطفالي وسؤالهم المتكرر عن والدهم، عاجزة عن الاجابة او فعل أي شيء لهم".
في حديثها لـ "الصحوة نت" قالت زوجة ابو سليم، إن زوجها اختطف قبل عيد ثورة 26 سبتمبر، ولايزال رغم الوعود المتكررة رهين السجن بلا ذنب سوى "حبه لوطنه".
وأضافت كل يوم اتساءل كيف أطعم أطفالي وأكسيهم، وهي أم لـ5 أطفال، وكل يوم تتراكم علي الديون، الجميع تخلوا عني.
وقالت إنها تعيش وحيدة في هذه الحياة الصعبة وتشعر بألم الموت كلما فكرت في مصير زوجها وعجزت عن تلبية احتياجات أطفالها.
المليشيات تخنق اليمنيين
يصف شقيق المختطف، ص .ح معناتهم بقوله "تم استدعاء اخي يوم 15 سبتمبر الذي صادف يوم المولد النبوي، اتصلوا به من المنطقة، يأمروه بالحضور الفوري لكتابة تعهد بعدم الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر.
وأضاف عندما ذهب أخي رموه بالسجن تاركاً وراءه ثلاثة أطفال في حالة يرثى لها، ومنذ ذلك اليوم احاول تأمين كفالة لأطفال اخي الثلاثة.
وأضاف بحزن بالكاد استطيع توفير لقمة عيش لأطفالي، مشيرا إلى ان المليشيات أغلقت على اليمنيين مصادر الحياة وتخنقهم من كل النواحي.
عقبات كثيرة
وأوقفت منظمات حقوقية تعمل في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين، أنشطتها، بعد تعرض العديد من موظفيها للاختطاف من قبل مليشيا الحوثي.
ويؤكد و .ك، موظف في احدى المنظمات العاملة في صنعاء، أن عدد المختطفين على ذمة الاحتفال بثورة 26 سبتمبر يفوق الـ 300 مختطف.
وأشار إلى أن المليشيات أطلقت سراح بعض المختطفين بعد انتهاء فعاليات الاحتفال مباشرة، في حين تتحفظ سلطات الانقلاب على البقية وترفض إطلاق سراحهم.
وأضاف "إنهم تواصلوا مع العديد من قيادات أمنية تابعة للمليشيات بهدف إطلاق سراح بقية المختطفين، لكنهم رفضوا ذلك بدون ابداء الأسباب".
ولفت إلى أن المنظمات الحقوقية لا تزال تسعى مع من اسماها " الجهات المعنية " من اجل إطلاق المختطفين خلال شهر سبتمبر الماضي، مشيرا إلى أن هناك عقبات كثيرة لا سيما أن المليشيات ترفض التعاون معهم.
وأضاف أن من تلك العقبات نفي بعض الجهات وجود مختطفين في سجونها على ذمة احتفالات سبتمبر، إضافة إلى رفضهم تفويض محامين للدفاع عن المختطفين، وهو ما زاد من تعقيدات المهمة، حسب قوله.
واختطفت مليشيا الحوثي منذ مطلع سبتمبر الماضي العشرات من المحافظات التي لا زالت تحت سيطرتها، بسبب دعواتهم واحتفائهم بعيد ثورة الـ 26 من سبتمبر التي قضى فيها اليمنيون على النظام الامامي الكهنوتي المستبد والتي تعتبر مليشيا الحوثي امتدادا لذلك المشروع الطائفي العنصري الاستبدادي المتخلف.