هذه السطور رسالة مفتوحة، تستلهم حروفها، و عباراتها من الشعور بالـواجب المنوط بالأمة بمختلف مستوياتها، و فئاتها ، و شرائحها و انتماءاتها.
و لأن هذا الواجب نستشعره جميعا؛ فهي رسالة لإخراجه من منطقة الشعور ، إلى ميادين العمل لكل مستوى أو فئة .
هي رسالة مفتوحة أولاً : لقــــادة الأمة، بلا استثناء ، حيث يدعوهم الواجب الشرعي و القانوني، و الإسلامي و القومي لأن يكون لهم الموقف المنشــــود، تجاه الطوفــان ، و معـركة الطوفـــــان. فهاهو عامٌ كامل ينقضي منذ طوفــان الكــــرامة، و التحرير، و التاريخ.
لقد نادى الطوفان كل أحد : يابَنِيٌِ اركبوا معنا، فلم تكن تلبية الشعوب و المجتمعات العربية و الإسلامية ــ للأسف ــ عند المستوى المطلوب.
أما أصحــاب القــــــرار ، فقد قيدهم الانتفــاخ الاستعمـاري ، و الحسابات التي أوهمتهم أن وراءهم همجية مهيمنة تأخذ كل سفينة غصبا.
إن القادة الأكابر ؛ باتوا يدركون ــ اليوم ــ أن صمود رجـال الطوفـان طوال عام كامل، رغم الحصــار المطبق عليهم ؛ لهو حـافز بطولي يُثْبت للأمة في جانبيها: الرسمي، و الشعبي أن لا خوف يأتيهم ؛ من بين أيديهم، و لا من خلفهم، و يدعوهم أن يأتوا صفا، مثل بنيان مرصوص . و هم في مجموعهم قــــادة، و حكومــــات ؛ سيمثلون إعصارا مزمجرا ، و طوفانا كاسحا.
بيد الكُـبراء، و القــادة الزعمـاء أوراق كثيرة يمكن تحريكها، و شعوب حرة ستُسمِع نتائج إراداتهم العالم أجمع . فلتتضافر إرادات الشـعوب، و عزمات الحاكمين، و لتتكلم كل العواصــم ، و لتتحرك كل الأوراق، و سترون طوفان الشعوب، كيف يزلزل الأرض من تحت أقدام الطغيان الاستعماري الخبيث، و الكيان العدواني اللقيط.
و ما يقـــال في أربـــاب الحكم، يقال الشيئ نفسه في أرباب المال، فعلى رجـال المــال، و الاعمــــــال، و البيوتـات المالية ، و الشركات ، القيام بواجبهم تجاه طوفـان الكـرامة، و التحرير، و التاريخ.
يستطيع رجـال الأعمــال أن يوازوا رجـال الحكم ، في الأثـر و التأثير ؛ فليبرز عثمان من جديد، و لينفق بلال و لا يخش من ذا العرش إقلالا.
و كما يستطيع رجـــال المــال، و الشـــــركات الحصول على موادهم، و بضاعاتهم بأسالـــيب و طـرق مهما كانت الظروف، فبمقدور كل مستشعر لواجبه أن يعـــرف الطريق لأدائــــه في اختراق الحصار و المحاصرة للدعم و المساندة.
و العلمـاء، و المفكرون، و المثقفون، و الأحـــزاب، و الكتاب، و السياسيون، و الإعلاميون، و الكتـاب، و القنـــوات الفضائيـة، و الإذاعــات، و الصـــحف، و منصـــــات التواصل الاجتماعي .. عليهم جميعـا واجـــب ؛ كلٌّ في مكانه، و من موقعه منــاصرة الطوفــــــان، و أن تتـــوجه كل أنشطتـهم ، إفتـاء ، و توعيـة ، و مقاومة، و تحريضـا، و توجيهـا، و إرشادا، و فكــرا، و ثقافة، و تغطية إعلامية خلف الطوفان ، لمواجهة العدو المستوطن ، عدو الجميع، و هو الكيان اللقيط.
و على الشبـاب، و الطـلاب، و العمال، و المكونات، و النقابات و الاتحادات، رجالا، و نساء؛ أن يكونوا مشاعل تبصير بالواجب نحو القضية الأولى للعرب و المسلمين، و أحرار العالم. فلهؤلاء دور كبير ، و فاعل، في النصــرة ، و المناصرة.
تأكدوا، و تأملوا بإمعان، أنه لو وقفت الأمــة، و حشــدت كل طاقــــاتها، و وحدت قـــــرارهــــا في خدمة طوفان الكرامة ، و التحـــرير، و التاريخ؛ لعـزّزت كرامتهـا، و تحـــررت، أرضـــا، و إنسانا، و سيادة، و لسجلت تاريخا مجيدا، ليس بعيد الشقة، و لا صعب المنال.
ألا هل بلّغ رجال الطوفان رسالتهم !؟ اللهم نعم .. و عسى أن نسمع على امتداد موقع الأمة، من يردد؛ و بحماس: نعم .. نشهد أنكم قد بلّغتم ، و أيقظتم.