أدانت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان، حملات الاختطاف التي شنتها مليشيات الحوثي الإرهابية، بحق مئات المدنيين في العديد من المناطق والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها لمنعهم من الاحتفال بالذكرى الـ62 للثورة اليمنية 26 سبتمبر.
وقالت المنظمة التي تتخذ من أمستردام مقرها لها، في بيان اطلع الصحوة نت على مضمونه، إن الاختطافات الحوثية ضد المحتفلين بذكرى ثورة 26 سبتمبر طالت حتى مساء 26 ايلول/سبتمبر الجاري أكثر من 428 مدنيا في 10 محافظات يمنية، بلغت ذروتها مع احتفال اليمنيين ب (إيقاد الشعلة) ونهار يوم الذكرى السنوية.
وأضاف البيان "حسب ما تم رصده وتوثيقه فإن الانتهاكات الحوثية للمحتفلين بعيد الثورة اليمنية تنوعت بين الاعتقال التعسفي والاخفاء القسري والاعتداء الجسدي وكذلك اللفظي، ومداهمة واقتحام منازل، كما تم رصد تصريحات لقيادات حوثية تدعو فيه لفصل رؤوس المحتفلين بعيد الثورة اليمنية ودعوات لضربهم بالهراوات وتم نشر مقاطع فيديو عن تجهيزها لغرض مجابهة المدنيين المحتفلين".
ووفقا للمنظمة، "تصدرت محافظة إب المناطق اليمنية من حيث عدد ضحايا الانتهاكات الحوثية على خلفية الاحتفاء بذكرى ايلول/سبتمبر، بعدد 179 حالة قابلة للزيادة، منها 95 معتقلاً بينم 4 تم إخفاؤهم قسرياً ولا يعلم مصيرهم حتى الآن، فيما بلغ عدد من تعرضوا للاعتداء الجسدي 48 حالة، و22 حالة للاعتداء اللفظي، إضافة لـ14 حالة مداهمة واقتحام لبيوت مدنيين احتفلوا بهذه المناسبة الوطنية.
تليها العاصمة صنعاء بعدد 109 حالات، منها 60 مختطفا بينهم 9 حالات إخفاء قسري مجهولي المصير حتى الآن، إضافة لـ17 حالة اقتحام ومداهمة للبيوت والمنازل، و25 حالة اعتداء جسدي، و7 حالات اعتداء لفظي.
وجاءت محافظة ذمار بالمرتبة الثالثة، بـعدد 56 حالة، منها 30 مختطفا، بينهم 3 حالات إخفاء قسري مجهولة المصير، و10 حالات للاعتداء الجسدي و7 حالات اعتداء لفظي، إضافة لـ 11 حالة مداهمة واقتحام للمنازل، ثم رابعاً محافظة الحديدة بعدد 37 حالة منها 14 مدنيا تعرضوا للاعتقال والاختطاف القسري و7 للاعتداء الجسدي و10 لاعتداء لفظي إضافة لتعرض 6 منازل للمداهمة والاقتحام، ثم المناطق الخاضعة للمليشيات بمحافظة تعز خامساً بعدد 13 حالة، تليها المحويت ب 12 حالة، ثم عمران 8 حالات، ثم البيضاء وحجة 6 حالات في كل منهما، وأخيراً حالتين في محافظة الضالع.
ومن حيث نوعيات الانتهاكات قالت المنظمة الاعتقالات والاختطاف والاخفاء القسري تصدرت قائمة الاعتداءات بعدد 235 حالة منها 16 حالة إخفاء قسري في المحافظات التي شملها الرصد بينهم 16 طفلاً وامرأة واحدة، وجاء الاعتداء الجسدي ثانيا بعدد 97 حالة بينها 7 أطفال، ثالثاً من حيث الانتهاكات حالات الاقتحام ومداهمات المنازل والتي بلغت 52 منزلاً، تليها الاعتداءات اللفظية بعدد 44 حالة انتهاك من بين ضحاياها 5 نساء.
وقالت رايتس رادار إن محافظة إب كانت محل تركيز لافتٍ للانتهاكات الحوثية بحق المدنيين المحتفلين هناك، فبالإضافة لتشديد الإجراءات الأمنية في مختلف المناطق والقرى، إلا أن بعض حالات الانتهاكات تجاوزت البعد الأمني إلى الانتهاك الإنساني، ومن الاستهداف الشخصي إلى الجماعي، كما حدث في منطقة ( السدّة ) التي اعتقل العشرات من أبنائها لمنعهم من الاحتفال بعيد الثورة.
وأشارت المنظمة إلى اعتداء مديرة مجمع أروى التعليمي للبنات على طالبات بسبب إعدادهن برنامج إذاعة عن ذكرى ثورة سبتمبر، حيث قامت بإيقاف الإذاعة المدرسية ومزقت أوراق البرنامج وباشرت بنفسها ضرب الطالبات بشكل عنيف ومبرح، بعد أن كانت قد وجهت لهن إهانات لفظية ووصفتهن بالـ"يهوديات"، بل ووصفت ثورة ايلول/سبتمبر بيوم النكبة والعار.
وعبّرت رايتس رادار عن استنكارها لحملات القمع الحوثي للحريات المدنية وعن قلقها من استمرار الاستهدافات ومن احتمال تكرارها، خصوصاً وأن كافة المدنيين في مناطق سيطرة جماعة الحوثي يعتبرون فعلياً في حكم الرهائن، طالما اضحوا تحت طائلة الاتهام ومحرومون - تحت تهديد القوة - من ممارسة حرياتهم بما فيها الاحتفال بالمناسبات الوطنية.
وطالبت مليشيات الحوثي بالإفراج الفوري عن كافة المختطفين والمحتجزين خلال هذه الحملات داعية لإيقاف الملاحقات الجارية على ذمة هذه الاحتفالات، حيث لا يزال العشرات قيد الملاحقات الأمنية في العديد من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين.
وأكدت على ضرورة الكشف عن مصير المخفيين قسرياً وإطلاق سراحهم وعلى ضرورة ضمان حياة وسلامة كل المختطفين والمحتجزين، محملة مليشيات الحوثي المسؤولية الجنائية والقانونية تجاه أية تداعيات تتصل بسلامة وحياة ضحايا الانتهاكات.
ودعت مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ للتدخل بشكل عاجل من اجل تعجيل الإفراج عن ضحايا حملة القمع الحوثية، والعمل على إعادتهم إلى أسرهم وبيوتهم وأطفالهم وضمان سلامتهم المعنوية والجسدية من أية اعتداءات، سيما وثمة أنباء تتحدث عن تعرض العديد من المعتقلين للتعذيب والتنكيل.