على مدى سنوات حاولت مليشيا الحوثي طمس معالم ثورة 26 سبتمبر واتهامها بأبشع الأوصاف، ورمي أبطالها وقادتها بكل التهم مثل العمالة والخيانة والارتزاق، سواء عبر تغيير المناهج الدراسية، التي تمجد الكهنوت الإمامي، أو عبر تغيير أسماء الشوارع مثل شارع الزبيري أكبر الشوارع في صنعاء، أو حتى الشوارع الصغيرة مثل شارع القردعي. المحاولات الحوثية امتدت لتشمل إهانة العلم الجمهوري والشعارات السنوية لذكرى 26 سبتمبر وتلوينها بلونها الفارسي الأخضر.
شملت المحاولات الحوثية تغيير أسماء المدارس مثل جمال عبدالناصر، وجمال جميل، وعلي عبدالمغني وغيرها من المدارس، وصولا إلى أقسام الشرطة التي تحمل أسماء قيادات الجمهورية.
رد فعل مقاوم للمساعي الحوثية:
أدت المحاولات الحوثية طمس معالم الثورة إلى رد فعل شعبي مقاوم، شمل كل فئات المجتمع وخاصة الأسرة، فبعد التغييرات المنهجية في الكتب المدرسية، حرصت ملايين الأسر اليمنية على تلقين أطفالها عظمة ثورة 26 سبتمبر، ونسف المحاولات الحوثية والسخرية منها بشدة. وانتشرت على مدى السنوات الماضية لقطات مصورة لطلبة في المدارس الأساسية يهتفون بشعارات الجمهورية واليمن، ردا على الشعارات الحوثية وصرخاتها الإيرانية، وفي بعض الحالات كانت الهتافات بحضور كبار قيادة المليشيا الإجرامية الإيرانية مثل محمد علي الحوثي.
أظهرت الصور القادمة من محافظة إب وبعض مدارس صنعاء وحتى محافظة ذمار حفلات طلابية واسعة تتغنى بالنشيد الوطني، رغم تهديد حوثي واضح بفصل الطلاب والمدرسين إذا نظموا احتفالات وطنية.
في جامعة جبلة الخاصة نظم عشرات الخريجين قبل أيام حفلا طلابيا بالأغاني الوطنية قسرا عن نادي الخريجين الحوثيين.
وامتدت تلك الفعاليات إلى مديرية دمنة خدير في تعز التي يسيطر عليها الحوثيين بتنظيم حفل طلابي وإذاعات وطنية على غرار المدارس في تعز المحررة.
وبحسب الإحصاءات يمثل المخطوفون من المعلمين النسبة الأكبر من حملات الخطف الحوثية التي تستهدف منع الناس من الاحتفال بثورة 26 سبتمبر، وقد بلغ عدد المخطوفين من معلمي المدارس العشرات، وعدد من الطلبة.
أساتذة الجامعات يتصدرون مقاومة المليشيا:
حاولت مليشيا الحوثي تحويل الجامعات إلى باسيج إيراني، عبر تغيير المناهج وتعيين قيادات الجامعة من السلالة المتأثرة بالفرس، والتي تخطط لدمج الجامعة مع جامعات أزدي الدولية الإيرانية، لكن محاولاتها جعلت من جامعة صنعاء أهم حدث في الأسابيع الماضية عندما تصدى طلبة الجامعة لمشروع توزيع أراضي جامعة صنعاء لتجار حوثيين.
كما تحول نظام التعليم الحوثي بمنح الدرجات مقابل حضور فعالياتها الطائفية إلى رفض طلابي واسع، كما أن معادلة منح الدرجات مقابل الحضور في الفعاليات الطائفية الحوثية يحمل مؤشرا صريحا عن فشل تحويث الطلاب وطمس معالم الجمهورية وثورة 26 سبتمبر.
وخلال الأيام الماضية خطف الحوثيون عدد من أساتذة جامعة صنعاء وجامعة الحديدة وجامعة ذمار.
من المدارس إلى الشوارع المقاومة تتوسع:
قبل أيام اختتمت مليشيا الحوثي فعالياتها الإيرانية بمسمى المولد، وإجبار التجار على رفع الخرق الخضراء، والإنارة الخضراء قسرا، ولم تمر أيام حتى بدأ التجار كما في شوارع العدين بمحافظة إب وغيرها من المحافظات، على رفع الأعلام الجمهورية بكثافة وطوعا دون أي إجبار أو تنظيم من أحد سوى شعور يمني عارم بالكرامة التي منحتهم إياها، رغم الهجمات الحوثية على التجار والقطاع الخاص دون هوادة.
قال شيخ قبلي كبير رفض الكشف عن هويته: "نريد إغاظة الحوثيين، كل شيء يغيظ الحوثيين نعمل على الاحتفاء به، خاصة في مناسبات مثل 26 سبتمبر، التي تمثل رمز كرامتنا وحريتنا وجمهوريتنا... المحاولات الحوثية والاعتداءات علينا تدفع المزيد من القطاعات الشعبية لتحديها ومقاومتها". قال أستاذ جامعي في صنعاء " كل فرصة ممكنة لمقاومة الحوثيين، يستغلها الشعب لإظهار الرفض لمليشيا الحوثي، وعزلها ونبذها عن المجتمع".
انضمام شرائح جديدة:
وفق معلومات محلية مؤكدة تحدثت للصحوة فإن معظم عقال الحارات في محافظة إب، غيروا صورهم الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي بصور وطنية، واحتفاء بعيد الثورة السبتمبرية المجيدة، ردا على خطف مليشيا الحوثي عدد من عقال الحارات بتهمة تنظيمهم ودعوتهم للاحتفال بذكرى الثورة.
قال شيخ قبلي: يتسابق عقال الحارات حاليا لاجتراح البطولات أمام سكان حاراتهم ضد الحوثيين، لم يعد أحد يخشى سجون الحوثيين ولا ترهيبهم، رغم نشر الحوثيين لعشرات النقاط العسكرية في المدينة والمديريات.
قال شاهد عيان في صنعاء للصحوة نت إن الإقبال على شراء الأعلام الوطنية ارتفع بشدة في صنعاء... يضيف الشاهد: كان أبناء القبائل على رأس المشترين للأعلام، شاهدت أحدهم يشتري ثلاثة أعلام دفعة واحدة.
الأغاني الوطنية تكتسح الزوامل:
يمتلك الحوثي 20 إذاعة راديو وعشرين قناة وعشرات المواقع والصحف التي استولى عليها، تبث حصرا زوامله الممجدة للعائلة الإجرامية الحوثية.
ردا على ذلك قال سائقو سيارات في صنعاء وإب وغيرها، إن الأغاني الوطنية انتشرت بكثافة كأن ثورة 26 سبتمبر اندلعت للتو. بحسب سائقين فإن الناس صاروا يتحفزون لفتح الأغاني الوطنية قرب النقاط الحوثية وحتى في الاستراحات.
يشير مصدر حقوقي إلى أن انتشار الخطف الحوثي لفئات اجتماعية مختلفة إنما يأتي ردا على تعمد الكثير من تلك الشرائح استفزاز الحوثيين، وإظهار مقاومتهم لها، وإغاظتهم بكل السبل.