بسم الله الرحمن الرحيم
( قُلِ اللَّهُمَّ مالكَ المُلْكِ تُؤتي المُلكَ مَن تَشاءُ وتَنزعُ المُلكَ مِمَّن تَشاءُ وتُعِزُّ مَن تَشاءُ وتُذِلُّ مَن تَشاءُ، بِيَدِكَ الخَيرُ إنَّكَ على كُلِّ شيءٍ قدير) ( ولا تَحسَبَنَّ اللهَ غافلاً عَمَّا يَعملُ الظالِمون...)
تأتي المناسبةُ الثانيةُ والستون لثورة السادس والعشرين من سبتمبر ١٩٦٢ م، وشعبُنا العظيم أشدُّ تَمَسُّكاً بها وبجمهوريتِها التي كانت فريدةً بين قريناتها من الثورات العربية، حيث كان الوضعُ في اليمن أسوأ الأوضاع على الإطلاق، فرأى علماءُ الأمةِ ومفكروها والغَيَارى ... وجوبَ التغيير، أعدّوا العدةَ عشراتِ السنين حتى وصلوا إلى هذا اليوم العظيم.
والعجبُ كل العجبِ أن نجدَ اليوم من المتفيقهين مَن يَحكمُ علناً وعلى منابر محسوبةٍ عليها مُعلنين تَبديعَ بعضِ مظاهرها.
وبهذه المناسبةِ لم أجد بُدًّا من تَذَكُّر ما يتصلُ بها شعراً يعبر عن مكنونِ شعوري نحوها وما يجب لها، فأقول:
يا ليلَةً حَفَّهــــا الإقـــــــــدامُ والغضبُ
مِن قــــــــــــادةٍ نُجُبٍ لم يُغرِهم سَلَبُ
كلا ولا قصدوا جـــــــاهاً ولا غَرَضاً
غيرَ الذي خطّــــــهُ الأحرارُ وانتخبوا
مَن يستطيــــــع اقتحامَ الحِصنِ يهدمُه
ويوثِقُ البــــــــــاغيَ المغرورَ يرتقبُ
حكمَ القضــــــاءِ وشورى مَن لهم قَدَمٌ
علماً وفكــــــــراً وتخطيطاً فهم سببُ
واليومَ أبنـــــــــــاؤهم ليلاً صواعقُهم
فيها النهايـــــةُ كانت للأُلى اغتصبوا
حقًّا أصيــــــــــلاً لشعبٍ ليسَ يَحكُمُه
إلا الذي همُّــــــــــه الإسلامُ والعربُ
قد كانَ مِن قبل هذا اليـــــــومِ شرذمةٌ
تداولت حَكَمَــــــــتْ ظلماً بما انتسبوا
لسيّدِ الخـــــــــــــــلقِ قالوا هم له ولَدٌ
والحـــــــــقُّ يَفري دَعَاواهم فقد كذبوا
إن تَسألوا ســـــــورةَ الأحزابِ تُنبِئُكم
ما كانَ أحمـــــــدُ يُدعى مثلَ ما نَسَبوا
قد اقتضت حكمـــــــةُ الرحمنِ مَوتَهُمُ
أبناءَهُ قبلهُ دونَ الرُّشـــــــــدِ قد ذهبوا
خمستُهم لفَّهُم عزريـــــــــلُ في صِغَرٍ
ما كـــــــــــانَ منهم أبٌ حتى يُقالَ أبُ
والبنتُ لا يُنسَبُ الأبنـــــــــــاءُ نِسبَتَها
إلا ابنَ مريمَ مخصوصـــــاً به النسبُ
هنا إذا صحَّ ما قــــــــــــــالوا فلا أثرٌ
على الحقــــــــوقِ ولا تعلو به الرُّتَبُ
لكنَّهم دَلَّسوا دهــــــــــــــــراً فصَدَّقَهم
شَعبٌ بريئٌ بحُســـــــــنِ الظنِّ يُستلبُ
فَسَلَبوا حقَّهُ جهـــــــــــــــــراً بدعوتِهم
إلى الوصيــــــــــةِ نحن السادةُ النُّجُبُ
مضَوا قـــــــروناً على هذا وما علِموا
أنَّ اليمانينَ ليســـــــــــوا مثلَما حَسِبوا
فَظَهرت حَركــــــــاتُ الوعيِ رافضةً
ذُلّاً وإن زَعَمَ الحُكَّـــــــــــامُ أو شَغَبوا
قولاً بأنَّ لنا إرثـــــــــــــــــــــاً توارثَهُ
آباؤُنا ولكم منّــــــــــــــــا الهدى نَهَبُ
حتى أتَت ثــــــــــــورةُ السِّتينَ قاضيةً
على التَّعالي على الطغيان واصطَحبوا
أهدافَها ستـــــــــــــةً هذي لنا هَـــدَفٌ
تُقامُ دولتُها الجُمــــــــــــهورُ يَنتخــبُ
واليومَ أمنيةُ الأحــرارِ داعيـــــــــــةٌ:
يا قومَ هبّوا أعيــــــدوا عزَّكم وثِبــوا
وَثبةً من حقَّقــوا أمنيـــــــــةً ومضَوا
أنتم لها أُمَـَنا توحَّــــــــــدوا اقتربــوا
جمهوريةٌ وحـــدةٌ ما عاشَ شانــؤُها
لو كنتم أنتم لهـــا ســــورٌ فلا عَطَبُ