في الذكرى الـ 62 لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة، لا تزال الثورة في طريقها لاستكمال أهدافها التي خطها الثوار الأوائل بدمائهم كالزبيري والسلال والقردعي وجمال جميل وعلي عبد المغني والحميقاني والهندوانة ورفاقهم الأبطال.
لا تزال الثورة ماضية في اجتثاث بقايا ادعياء الحق الإلهي، ولاتزال بندقية الشهيد البطل "القردعي" تنتظر قطف رأس تلك البقايا القادمة من كهوف التاريخ وغبار العصر.
أعداء الثورة
تسعى مليشيا الحوثي لخداع اليمنيين والظهور كمحتفلين بثورة 26 سبتمبر، الا أن أفعالهم وجرائمهم تشهدان أن المليشيا بقايا عصر الإمامة الكهنوتي البائد.
فقد انطلقت أياديهم منذ اليوم الأول لسيطرتهم على العاصمة لمحو وطمس كل معالم ثورة 26 سبتمبر والانتقام من كل مرفق او شارع أو منشأة تحمل اسم بطل من أبطال الثورة.
طمس وتغيير كل ما يتعلق بثورة 26 سبتمبر
وخلال السنوات الماضية، عمدت مليشيا الحوثي في حملة ممنهجة إلى تغيير أسماء 11 شارعا من الشوارع الرئيسة، في العاصمة صنعاء، أبرزها شارع الزبيري.
كما غيرت المليشيات أسماء 25 مدرسة حكومية، و14 مسجدا و6 اسواق وميادين شعبية، كما عمدوا الى تشويه المعلم الابرز لثورة السادس من سبتمبر وهي "منصة السبعين" من خلال دفن جثة القيادي في الجماعة، صالح الصماد، هناك وتحويل المكان الى مزار ومرتع للخيول والباعة المتجولين والمصورين الهواة.
من تلك المحاولات في طمس ثورة 26 سبتمبر، أقدمت ميليشيا الحوثي، في سبتمبر 2017، على اخفاء وثائق هامة متعلقة بالثورة من داخل المتحف الحربي بالعاصمة صنعاء.
في حين ملأت المتحف بصور وشعارات ليوم انقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر عام 2014، ووضعت صورة كبيرة للهالك الطاغية يحيى حميد الدين" في المتحف وعليها عبارة " الامام الشهيد".
أعياد طائفية
فوق ذلك، عمدت ميليشيا الحوثي على استحداث عشرات الأعياد والمناسبات الطائفية، والاحتفاء بها بطريقة جنونية، وتضخيمها، في محاولة منها للتعتيم على ذكرى ثورة 26 سبتمبر، كما يرى مراقبون.
فعلى سبيل المثال جعلت الميليشيا من مناسبة " المولد النبوي" موسما للجنون والحشد وجمع المليارات من التجار والمواطنين، وحولت صنعاء الى مدينة ملطخة باللون الأخضر المقزز، لا علاقة للرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الظلم والعبث، فهو منهم براء.
مناسبات اخرى تحييها المليشيات مثل ما يسمى " جمعة رجب" و "يوم الغدير" و "عاشوراء" مقابل تهميش مناسبات كبرى دينية ووطنية مثل الهجرة النبوية، و ثورتي 26 سبتمبر و 14 اكتوبر، وحتى الاعياد الدينية كعيد الفطر وعيد الأضحى، في نظر مليشيا الحوثي لا ترقى لاهتمامهم بالمناسبات المستوردة من احواز ايران والموروث الاثنا عشري التكفيري.
ثورة 26 سبتمبر جسد الحرية والكرامة
في السياق، قال الشيخ "حسن صالح عثمان" عضو المجلس المحلي والائتلاف القبلي بمحافظة مأرب إن 26 سبتمبر ثورة ثابتة في وجدان الشعب اليمني وفي ذاكرته وفي حاضره، وتعد واحدة من أجمل الأحداث التاريخية في اليمن والمنطقة.
وأضاف عثمان في حديثه لـ "الصحوة نت" أن تمجيد اليمنيين لثورة الـ26 من سبتمبر، كونها جسّدت روح الحرية والكرامة، مشيرا إلى العزلة التي كانت تعيشها اليمن وانتشار الجهل والفقر والمرض، وانعدام للبنية التحتية والتعليم الذي كان حكرا على عائلات محددة دون سواهم.
وذكر أن طريق الثورة لم يكن مفروشا بالورود امام الثوار فقد واجهوا الكثير من التحديات الداخلية والخارجية، وخاضوا حربا استمرت لسنوات طويلة دفع الثوار ثمنها باهضا من دمائهم وأرواحهم، حتى تحقق النصر.
نضال مستمر
ورغم حالة الهستيريا ضد ثورة 26 سبتمبر، ومحاولات الإمامة البائسة طمس مآثر الثورة، إلا أن النضال الثوري لايزال هو العنوان الابرز طوال 62 سنة من عمر الثورة التي نقلت اليمنين من ظلمات الكهنوت إلى نور الحرية والمساواة والعدل.
ولا يزال أحفاد ثورتي سبتمبر واكتوبر يناضلون ويقدمون أرواحهم فداء لهذا الوطن وحفاظا على مكاسب الثورتين من الحرية والكرامة والمساواة.
سيأتي الصباح
يقول الكاتب، مصطفى الشرعبي "إن الذين لم يعيشوا فترة ما قبل 26 سبتمبر، باتوا اليوم يعرفون قيمة ثورة الـ26 من سبتمبر وعظمة أهدافها، وأصبحوا اليوم ينظرون لهذه المناسبة بتبجيل وتقديس بعد ان افتقدوا طعم الحرية والكرامة والتعليم والمواطنة المتساوية التي نادت بها ثورة 26 سبتمبر.
وتابع الشرعبي حديثه لـ" الصحوة نت " "نعيش اليوم الذكرى الـ 62 لثورة 26 سبتمبر، علينا ان نستشعر تضحيات العظماء الذين قاموا بهذه الثورة، وعلينا الحفاظ عليها والاحتفال بها وتعظيمها".
وأشار إلى أن الوباء الحوثي عدو الشعب وثورته سوف يزول ولن يستمر كابوسه الى الابد، وسيجتث اليمنيون هذا السرطان بثورة عارمة وستكون قريبا إن شاء الله".
حملات اختطاف غير مسبوقة
ومع اقتراب ذكرى الثورة، تشهد العاصمة صنعاء المحتلة، ومناطق أخرى تحت سيطرة الحوثيين موجة اختطافات واخفاء غير مسبوقة، مع تصاعد الدعوات الشعبية لممارسة حق الاحتفال المكفول بالدستور.
واستهدفت هذه الحملات المسعورة قيادات سياسية ووجاهات وإعلاميين ونشطاء مدنيين، في محاولة واضحة من مليشيا الحوثي لإجهاض أي تحرك للاحتفال بالثورة، بسبب اعلانهم وكتاباتهم عن الثورة والدعوة للاحتفال بعيدها في نسخته الـ62.
من بين الشخصيات التي طالتها الحملة الشيخ أمين راجح، الشيخ علي ثابت حرمل، والشيخ حسين علي الخلقي، الشيخ فهد أمين أبوراس، الأستاذ أحمد عبدالله العشاري، الدكتور سعيد الغليسي، ونايف النجار، والناشطين مجد مرعي ويحيى الجعشني، ورداد الحذيفي، وسحر الخولاني.