منذ مطلع سبتمبر الجاري شنت مليشيا الحوثي عدة حملات ضد المواطنين واختطاف العشرات منهم في محاولة منها لمنع اليمنيين من الاحتفال بعيد ثورة الـ 26 من سبتمبر والذي يصادف يوم الخميس القادم.
متابعون رأوا في تلك الحملات مؤشرا على حالة الخوف والذعر التي تعيشه المليشيات، حيث تعتقد أن احتفال اليمنيين بهذه المناسبة يعد تهديداً وجودياً لهم ولانقلابهم، ومؤشرا على أن اليمنيين ماضون نحو استعادة دولتهم.
تهديد حقيقي ووجودي
يؤكد رئيس منظمة سام لحقوق الانسان توفيق الحميدي، أن اختطاف الحوثيين للناشطين المحتفلين بثورة 26سبتمبر، يعد انتهاكًا واضحًا لحقوق الإنسان، ويعكس تدهور الوضع القانوني في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
وأضاف في حديثه لـ "الصحوة نت" فإنه وفقًا للقانون الدولي، يُعتبر الاختطاف جريمة ضد الإنسانية، ويستوجب المساءلة القانونية، بما في ذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
تضمن القوانين الدولية حق الأفراد في حرية التعبير والتجمع السلمي، لذا فإن استهداف النشطاء الذين يحتفلون بثورة سبتمبر يعد انتهاكًا لهذه الحقوق الأساسية.
وأرجع الحميدي حملة الاختطافات التي تقوم بها مليشيا الحوثي للمواطنين بأنه ناتج عن شعور بثقل كبير من تعبير المجتمع عن رأيه في مثل هذه المناسبة التي تشكل تهديداً حقيقياً ووجودي لانقلابهم في 21 من سبتمبر2014 خاصة مع ترافق هذا الانقلاب مع تدور الاوضاع العامة للمدنيين.
وأشار الحميدي إلى أن الاختطافات الأخيرة ربما الهدف منه لفت انظار المجتمع عن فشلها، والكشف اعلامياً عن الاوضاع التي تسبب به هذا الانقلاب المشؤوم، وعجز الجماعة عن محاسبة الأشخاص المسؤولين عن تلك الانتهاكات.
وختم الحميدي حديثة للصحوة نت بالدعوة إلى تضافر الجهود المحلية والدولية للحد من انتهاكات حقوق الإنسان وضمان حرية التعبير والتجمع في اليمن.
اليمنيون متمسكون بمبادئهم
من جهته قال المحامي والناشط الحقوقي عبدالرحمن برمان إن الانتهاكات لجماعة الحوثي في ذكرى ثورة 26 سبتمبر، جاءت هذا العام بوتيرة عالية.
ونوه إلى حالة من الذعر والرعب لدى جماعة الحوثي بسبب ما حدث العام الماضي، بعد تمزيق عناصرها للعلم الجمهوري وخروج اليمنيين بمئات الآلاف ، كردة فعل، يحملون الأعلام ويحتفلون بعيد الثورة، ما دفعها لقمع هذا الحراك مبكرا، وتيقنها أن اليمنيين لا يزالون متمسكون بجمهوريتهم ومبادئهم.
وتابع المحامي برمان، أن مليشيا الحوثي تدرك أن الاحتفال بذكرى ثورة 26 سبتمبر هو عبارة عن مؤشر رفض شعبي لمشروعها الطائفي، ولهذا لجأت الى اسلوب القمع والاختطاف لمن تعتقد أن لهم تأثير في أوساط المجتمع.
واعتبر أن حملة الاختطافات الحوثية خطوة استباقية الهدف منها منع المواطنين من الاحتفاء بذكرى ثورة 26 سبتمبر، مشيراً إلى أن المواطنين في المناطق التي تحت سيطرة مليشيا الحوثي مصرون على المضي قدما للاحتفال بهذه الذكرى العظيمة.
أكد برمان بأن الاحتفال والتجمع والتعبير عن الرأي حق مكفول للمواطنين كفله الدستور والقانون والمواثيق الدولية، وقبل هذه كفلته الشريعة الإسلامية.
ولفت إلى أنه لا يمكن لأي كان أن يمنع اليمنيين من ممارسة حقهم في التعبير وخصوصاً في عصر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، منوها إلى أن اليمنيين ماضون في ثورتهم واستعادة دولتهم.
الحقد على النظام الجمهوري
يتفق فهمي الزبيري، مدير عام مكتب حقوق الانسان بأمانة العاصمة، مع ما تحدث به المحامي برمان، بأن ذكرى الثورة العام الماضي تمثل دافعا ثوريا قويا لليمنيين بإحياء ذكرى عيد الثورة بزخم أقوى.
وأضاف في حديثه لـ "الصحوة نت" أنه لم تغب عن ذاكرة اليمنيين صورة الاحتفال الجماهير الواسع العام الماضي، الذين خرجوا الى الشوارع رافعين العلم الجمهوري ويهتفون لليمن.
وتابع "خروج اليمنيين نابع من إيمانهم بضرورة مقاومة مشاريع الظلام والكهنوت ووجوب الدفاع عن الثورة ومكتسباتها وبذل التضحيات، ومواجهة البطش والتنكيل.
وأشار الزبيري إلى أن ذلك الخروج الجماهيري العفوي، أظهر حقد مليشيا الحوثي وغيظها على النظام الجمهوري التي تحاول ان تتستر به لتنفيذ مشروعها الطائفي، بالاعتداء على المواطنين وتمزيق العلم واهانته
وأكد أن اليمنيين يرون هذا القمع ومنع الاحتفال بذكرى الثورة اليمنية يأتي في إطار مشروع إعادة حقبة الإمامة المظلمة من جديد.
ولفت الزبيري إلى أنه مهما كانت الانتهاكات الحوثية واساليب القمع فإنها لن تستطيع أن تطفئ وهج ثورة 26 سبتمبر ولن تستطيع أن توقف السيل العارم والحضور الواسع في كل جغرافيا اليمن.
وقال "إن مليشيا الحوثي تعيش حالة خوف حقيقية من اندلاع ثورة شعبية عارمة بعد تجويع اليمنيين ومحاولة طمس هويتهم ورموزهم الثورية والوطنية وابراز عناصرها السلالية وهو ما يرفضه اليمنيون.
ودعا الزبيري في ختام حديثه المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الى اتخاذ مواقف واضحة وصريحة دون تماهي أمام هذه الانتهاكات والممارسات التي تتناقض مع احترام حرية الراي التي كفلته كافة القوانين والتشريعات، لحفظ كرامة الإنسان وصون حريته.