تتواصل استعدادات اليمنيين للاحتفال بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر للتأكيد على مقاومة سطوة الحوثيين، وإيمانا عميقا بعظمة الجمهورية وقيمها ومبادئها التي نقلت الشعب من مرحلة العبودية والمهانة للحكم الإمامي إلى كرامة الجنس البشري التي منحها الله إياهم.
وتتصدر محافظة إب الاستعدادات التي يعلن عنها الناس على وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة بالإضافة إلى المحافظات الأخرى، وبدا الاحتفال بثورة 26 سبتمبر رائج على فيسبوك، بما فيها استعدادهم للاحتفال بمختلف الأشكال بما فيها الألعاب النارية، وتزيين البيوت والمحلات والسيارات وغيرها بالأعلام الوطنية ورموز الثورة.
وتتحدث مصادر محلية في إب عن اختطافات واسعة، بدأت منذ مطلع سبتمبر الجاري وصلت إلى أكثر من 150 شخص من عدد من مديريات المحافظة، بينهم أطفال وناشطين ووجهات اجتماعية، وفق ما رصد ناشطون في إب خلال الأيام الماضية.
وتعد محافظة إب أحد أبرز المحافظات التي تنظم في السنوات الماضية فعاليات شعبية ليلة الذكرى لكن الاستعدادات هذه المرة أكثر من غيرها، في ظل تحدي تواجهه الفعاليات الشعبية بمحاولة قمع أي احتفال بشكل مسبق.
حالة جماعية من الاحتفاء
وبدت الاستعدادات بمشاركة واسعة من فئات اجتماعية تشمل جميع شرائح المجتمع في المحافظة، رغم القمع الحوثي الذي تزامن مع فعالياتها الطائفية بدء من ذكرى المولد النبوي ووصولاً إلى ذكرى سيطرتها على العاصمة صنعاء.
ومن مظاهر استعدادات الناس للاحتفال رفع الأعلام الوطنية على المنازل، وواجهات قادة الثورة على السيارات وغيرها من الفعاليات، بالإضافة إلى سيل من منشورات على وسائل التواصل بالاحتفال بشكل لم يسبق له مثيل.
في مدينة إب احتفل خريجو كلية جبلة للعلوم الطبية في منطقة مفتوحة بأغاني وطنية على رأسها يا ماردا في هامة التاريخ. ويذكر هذا بتخرج مماثل قبل أيام لفئة الصم من جامعة تعز حيث حولوا فيه الحفل إلى إحياء لذكرى سبتمبر، رغم أنف ملتقى الطالب الجامعي الحوثي الذي يعمل على إرهاب الطلبة على طريقة الباسيج الإيراني.
حملات خطف حوثية
ونهاية الأسبوع الماضي شنت ميلشيات الحوثي حملات مداهمات ليلة على منازل المواطنين في مديرية السدة، واختطفت أكثر من 31 شخصاً من مركز المديرية وعدد من القرى، وفق مصادر محلية.
ويخوض القيادي الحوثي علي الوشلي – منتحل صفة مدير أمن السدة – حربا منذ مطلع شهر سبتمبر ضد الشباب الذي يستعدون للاحتفالات ويشهرون ذلك في وسائل التواصل الاجتماعي، ويخشى من تكرار الاحتفالات التي جرت خلال السنوات الماضية.
والتهمة التي توجهها الميلشيات للمختطفين هي "الكتابة عن ذكرى ثورة ٢٦سبتمبر واعتزامهم الاحتفال"، وأوردت صفحات الناشطين أسماء أبرز المختطفين كاالتال:- أمين الأشول، عبداللاه الياجوري، أحمد عبده حسين المغني، غالب علي غالب شيزر، عبده أحمد الدويري، وغالبيتهم يعملون في القطاع التربوي وبينهم نائب مدير ادارة الامتحانات بالمديرية.
ومديرية السدة، هي معقل أبرز وجوه ثورة 26 سبتمبر ومنهم علي عبد المغني وعبد العزيز المقالح، اختطفت الميلشيات في 7 سبتمبر الجاري، نحو 11 شخصاً بتهمة التخطيط للاحتفال بذكرى الثورة اليمنية المجيدة.
وبحسب المصادر "أحد أهم المخطوفين بائع بسطة يدعى على المجذوب، وتحت تأثير ضغط شعبي رافض متواصل للخطف خضعت مليشيا الحوثي وأطلقت سراحهم وفق مصدر من أسرة علي المجذوب".
بدأت الميلشيات مبكرا بعمليات اختطاف ففي مطلع سبتمبر، اختطفت مليشيا الحوثي طفلا من مدرسة معاذ بن جبل بوشاية من مدير المدرسة فيها، بأنه مزق لوحة حوثية، واقتادت الميلشيات الطفل "صقر نبيل أحمد محمد الدعيس" (13عاماً) إلى مركز أمني للميلشيات في مديرية حبيش واتهموه بالتحريض ضد الحوثيين.
محاولات إرهاب التربويات
وتوعد القيادي الحوثي عبد الفتاح غلاب - منتحل صفة وكيل محافظة إب – بمعاقبة المحتفلين بثورة 26 سبتمبر، خلال اجتماع بمديرات مدارس البنات في مدينة إب بمكتب التربية في الثالث من سبتمبر الجاري، وهدد المديرات بقسوة وألزمهن بعدم الاحتفال بـ 26 سبتمبر أو شراء الأعلام.
وتوعد بأن أي مديرة تخالف فلن تلوم إلا نفسها – وفق ما أفادت المصادر – وحذر من عدم تسريب ما حدث بالاجتماع للإعلام وقال: "أي خبر سيخرج عن هذا الاجتماع أنتن المسؤولات"، لكن تهديداته لم تثني التربويات، وسبق أن هدد بقطع لسان كل من ينتقد استعراض الميلشيات بالاحتفال بالمولد النبوي.
وخلال السنوات الماضية برزت عدد من المدارس الحكومية للبنات في احتفالات لافته بمناسبة ذكرى ثورة 26 سبتمبر، مما جعل الميلشيات تحاول ترهب التربويات في تلك المدراس بشكل مسبق لمنعهن، من إقامة أي احتفال بذكرة الثورة.
كما خطفت مليشيا الحوثي عددا من الناشطين ورواد وسائل التواصل الاجتماعي بما فيهم محمد عمر الكثيري الذي قال، إنه لن يحتفل بمولد الحوثيين بل بذكرى اعلان الجمهورية في 26 سبتمبر، وهذا في إطار حملة هستيرية من الميلشيات ضد اليمنيين في مطلع الشهر.
تحد رغم القمع
يواصل المجتمع في محافظة إب وخاصة الطلبة الاحتفالات بأشكال مختلفة بما فيها طلبة المدارس والجامعات، مثل حفل تخرج الطلاب. قال أهالي من مديرية السدة "إنهم عازمون على تنظيم احتفالات غير مسبوقة بمناسبة ذكرى 26 سبتمبر رغم حملات الدهم والاختطافات".
ويحضر السكان بفاعلية في ذكرى الثورة في وسائل التواصل الاجتماعي، هم أيضا من يشكلون الزخم في الفعاليات شعبية على أرض الواقع، ولا تزيدهم الاختطافات الحوثية الا حماساً خلال السنوات الماضية، ويعبرون عن حقهم في الاحتفاء بميلاد الجمهورية.
ويتداول أبناء محافظة إب، بغضب أخبار الاختطافات التي تطال الناشطين أو ما يشتبه بأنه سيحتفل بذكرى الثورة، ويؤكدون على استمرار انتزاع الحق في الاحتفال بعد ان فرضت الميلشيات سطوة على كل مظاهر الحياة.
ورصد موقع "الصحوة نت"، تبادل الموطنين وصفات لتجهيز الشعلة، في المنزل لإيقادها بشكل فردي وجماعي من قبل السكان، بالإضافة إلى تحفيز الناس بعدم الرضوخ للقمع الذي تفرضه الميلشيات بطريقة تستفز مشاعر الناس الوطنية.