محمد المياحي فارس الكلمة، يحول حروفه إلى قنابل مدوية تخاطب البصيرة، و يحول عباراته إلى قذائف غير ذات (شظايا)، و لكنها تزلزل أقدام كل متسلط أو طاغية.
هذه السطور لا أقصد بها مجرد المدح، أو الثناء للكاتب المرمـوق، و إنما تسجل هذه الســــــطور اعتراف الذين أمروا و الذين تحركوا لاعتقال فرد لا يمتلك غير القلم، و شهادتهم أتت من سوء فعلهم ؛ لتؤكدقوة ما تفعله حروفه، و حقيقة ما يكتبه في إيقاظ البصائر، و إزالة العَمَه الذي ظل الحوثي يوقد دخان التجهيل، و التضليل، فإذا بهم يجدون المياحي يبدده بجرة قلم.
إن أخوف ما يخافه الحوثي: القلم الحر، و الكلمة الشجاعة، لانهما الأدوات الفاعلة في التغيير.
ضاقت مليشيا الحوثي بهذا القلم الذي خاطبها من الميدان الذي حشرت إليه المُجْبَرين، أو عمي البصائر ، فإذا بالمياحي يرسل مقالـة صــادقة اللهجة، قوية الحجة، موضحة الطريق، و ما كان للحوثي و أزلامه أن يحتملوا إضاءت قلم، أو استنارة فكــر ، فكان لا بد أن يتعقبوه ــ لجهلهم ــ لحـبس القلـــم ، او لاعتقال الكلمة، و ما علموا لغزارة جهلهم ! أن النور لا يمكن حبسه، و أن الأقلام لا تسجن، و أن الكلمة طريق التغيير.
كم شخصا كان قد قـــرأ مقالة المياحي قبل سجنه بسببها؟ و كم شخصا قرأها بعد اختطافه؟
إنها لا تعمى الأبصار فحسب، و لكن مع عماها ــ و هذا هو الأهم ــ تعمى البصائر.