خيار المناوشات يدفع الثمن !

خيار المناوشات يدفع الثمن !

 

   هل يمكن أن يسمع العالم تصريحا من البيت الأبيض، يقول:  إن من حق لبنان الدفاع عن نفسها؛ مثلما يردد دائما أن من حق الكيان الإرهابي الدفاع عن نفسه؟!

 

   مجرد تساؤل بدهي يجول في خاطر كل أحد ؛ كما أن الإجابة بدهية هي الأخرى  ؛ لأن البيت الأبيض لا يستحي من يضرب فيه الأزلام، و الأقداح، أو من يقوم بالكيل أن يكيل في الثّانية الأولى للكيان الإرهابي بالمكيال الأوفى، و أن يكيل بعد  ثانية ــ فقط ــ بالمكيال الخاسر مادام لغير الكيان اللقيط، و دون أن يرف للبيت الأبيض جفن !

 

    يصرح مجرم الحرب نتن ياهو بكل غرور بما يوحي أن بمقدوره أن يعيد ــ الآن ــ مستوطني الكيان إلى الشمال من فلسطين المحتلة دون خوف أو قلق.

 

   هذا أمر متروك لقادم الأيام. لكن السؤال الذي يسترجع مدة زمنية قدرها سنة تقريبا ؛ حفلت بمناوشات مستمرة بين الكيان الإرهابي و بين حزب الله، ظل فيها زعيم الحزب حسن نصر يؤكد على أن الجبهة الشمالية لفلسطين إنما هي جبهة إسناد للمقاومة الفلسطينية لا أكثر.

 

   من الطبيعي أن يفكر الكيان اللقيط أن طول زمن المناوشات قد يكون فيه شيئ من الاستنزاف؛ لكنه في المقابل وجدها فترة كافية؛ لكي يبحث عن وســـــائل أكثر غدرا و أوجع فعلا ، و هو ما ظهر جليا فيما عرف في تفجيرات البيجر، و الأجهزة اللاسلكية.

 

  ربما ندم حسن نصر أنه اكتفى بجعل الجبهة اللبنانية مجرد مناوشة، و جبهة إسناد لا مواجهة، الأمر الذي أعطى الكيان الإرهابي فرصة التفكير و البحث عن وسيلة أقل كلفة و أوجع أثرا؛ بينما لو أن الجبهة كانت جبهة مواجهة؛ لا مناوشة لكانت الخسارة في الكيان الإرهابي أسوأ، و أوجع:

 

     و فاقد الـرأي مِضْيـاع لفرصته 

     حتى إذا فات أمر عاتب القدرا

 

   الحرب ليست أداء مسرحيا، و لكنها إقدام و حسم و فتك، و من البدهي أن استغلال الفرص، و استثمار الوقت عاملان مهمان في تحقيق النتائج.

 

   ما كل المنــــاوشـــات تتم تحت رعــاية الإدارة الأمريكيـــة و درايتها ، فالكيـان اللقيط لا يأبه لكل نصائح البيت الابيـض ، و بالتالي فله حساباته الخاصة تجاه بعض المناوشات، و أين مصدرها، و من وراءها فعلا.

 

   قد يمتلك طرف ما الآليات، و الإمكانات، لكنه يوقع نفسه في خيار تحرك السلحفاة، مع جانب من الغرور بما يملك فيضيف إلى خيار السلحفاة، تعمد التسويف متوهما أنه متى ما أراد الحسم فزمام الأمور بيده... ثم يستفيق متأخرا، فيكون قد فوّت كل فرصة، و أضاع كل سانحة ..!!

 

   و حينئذ لا ينفع الندم، و إنما ينفع قرارا غير مألوف، و إقدام بإرادة لا تعرف التردد.

 

   و مع كل ما سبق فعمل الكيان اللقيط عمل غادر و جبان، و يتحدى كل النظام العربي، و يتحدى ايضا...  الدفاع العربي المشترك إلى قبره.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى