التجمع اليمني للإصلاح.. مدرسة في الوسطية والانتماء للوطن

التجمع اليمني للإصلاح.. مدرسة في الوسطية والانتماء للوطن

عنواني الإصلاح إن هم أفسدوا

 

وأنا التجمع إن أتوا بالفرقةِ.

        فواد الحميري.

 

مفتتح:

 

مدرسة الإصلاح

 

التجمع اليمني للإصلاح مدرسة تستند مبادئها إلى رؤية المدرسة الإصلاحية اليمنية التي انطلقت في العقود الأربعة الأولى في القرن التاسع الهجري. وهذا الامتداد الضارب قرابة 500 عام يعكس دلالات هامة أبرزها: الأصالة والتجديد. دلالة الانتماء للوطن وللأمة ومبادئها واحترام إرادتها. إعادة بناء ثقافة الأمة اليمنية من داخلها إلى جانب الانفتاح الواعي على كل مفيد شريطة ألاّ يتصادم مع ثوابت الامة عقيدة وشريعة وهوية وتاريخ وعرف سليم.


من خلال هذا المدخل رأينا أن نقدم للقارئ إشارات سريعة حول خارطة الإصلاح الثقافي في الواقع اليمني ليقف القارئ على الدور الثقافي الذي اضطلع به وسلكه حزب التجمع اليمني للإصلاح في هذا المضمار. ثم كيف أن حزب الإصلاح قد بنى طريق الإصلاح الاجتماعي على ما قدمته المدرسة الإصلاحية خلال القرون الماضية مستفيداً من الإخفاقات والنجاحات، إضافة إلى دراسة مستجدات العصر.

 

المحور الاول


المدرسة الاصلاحية:


 الخطوة الأولى- سطعت مع بزوغ فجر المدرسة الإصلاحية وتعود إلى العقود الاربعة الاولى من القرن9 الهج. وقام بها الفقيه العملاق البليغ الفيلسوف المحدث والاديب محمد بن إبراهيم الوزير-رحمه الله. وخلاصة مبادرته الاصلاحية تمثلت في العودة إلى الكتاب والسنة الصحيحة ونبذ التقليد الأعمى وذلك من خلال كتابه العظيم- الموسوم بعنوان- ايثار الحق على الخلق في رد المذاهب إلى الحق.


الخطوة الثانية- في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري حمل لواءها الفقيه صالح مهدي المقبلي- رحمه الله- وقد كانت لغته الإصلاحية أكثر صراحة تمثلت في عنوان كتابه (العلَم الشامخ في النهي عن تقليد الآباء والمشايخ) وبطبيعة الحال قدم حجاجا كثيف العبارة. ولأن هذا الفقيه لم ينتسب إلى السلالة الرسية فقد تلطف ببعض عبارات المديح للحكام والمقربين من الحكام، غير أن ذلك لم يشفع له لدى السلاليين كونه هدم التقديس للآباء والمشايخ فحورب ولاذ بالفرار الى مكة وتوفي هناك.


الخطوة الثالثة- تولاها محمد ابن اسماعيل الامير الصنعاني-القرن12.هج. وتمثلت خطوته الاصلاحية في المجال النظري- اعتماد الكتاب والسنة عقيدة وشريعة- بعيدا عن الجدل الكلامي.


الخطوة الرابعة- تولاها الفقيه محمد بن علي الشوكاني-رحمه الله- الذي حمل لواء الإصلاح الثقافي وسط النخبة بحكم مكانته المحترمة-قاضي القضاة- رئيس المحكمة العليا. وقدم الفقيه الشوكاني مبادرة متميزة- مؤشرات- بذرة علم اجتماع التربية وقد اسس مبادرته الرائعة على قراءة سننيه اجتماعية تمثلت في كتيب صغيرمن37 صفحة بعنوان: "الدواء العاجل في دفع العدو الصائل". ولعل تجربته الطويلة على قمة السلطة القضائية قد مكنته من تشخيص العلة المزمنة الضاربة الاطناب في أغوار الذهنية اليمنية.


المحور الثاني..


السير على خطى الرواد الأوائل:


الرواد الاوائل لثورة ال 26 من سبتمبر سعوا إلى الاستحضار الذهني عند الحجاج ثم كتبوا إصلاحات الفقيه المصلح محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني رحمه الله. استدعاء إصلاحات الفقيه كان له إيجابية استحضار معضلة تحديات الإصلاح الثقافي وفي مقدمتها القبيلة وتضاريسها المتراكمة داخل البيئة اليمنية جراء العزلة المفروضة من حكام السلالة على اليمن، وحسب عبد الغني مطهر رحمه الله أن اليمنين عاشوا خلف ظلمات الجهل الضارب الاطناب ستار حديدي مغلق أشبه بزريبة القطيع طيلة عقود.

 

المحور الثالث


تأسيس مدرسة الاصلاح


الإصلاح ليس حزبا أيديولوجيا منغلقا وانما فكرة وقيم يتبناها وأن كل من يتقبل هذه الفكرة يعتبر اصلاحيا ولو لم يدخل الإطار التنظيمي. وهذا هو معنى المبدأ القائل- إصلاح الثقافة من الداخل- وإن أية فكرة تصادم العقيدة والثقافة والهوية اليمنية- يعتبر في نظر مدرسة الإصلاح استفزازا بل وخادشا لضمير المجتمع وإفشال لعملية الإصلاح الثقافي.


وسطية الخطاب:


إذا نظرنا في فكرة مدرسة الإصلاح نجد أنها منظومة تتكامل مع بعضها فالدعوة بالحكمة نص قرآني تشريعي واجب التزامها وكذلك الوسطية مصطلح قرآني واسع يعني البدء بأولويات المتفق عليه وفسح المجال لمن يريد الفضائل دون إلزام أو تزمت أو تشدد أو عنف معنوي أو مادي.


الإصلاح بعيون الواقع


هنا نكون قد اقتربنا من فهم- نظرة- بعض اليمنيين- تجاه تجمع الإصلاح، مدرسة وفكرة ووسيلة وهدف. لا يعني أننا هنا نحاكم الآخرين، ابدا بل نحترم قراءتهم لموقف الإصلاح مهما كانت. نعم الإصلاح مدرسة وفكرة ووسطية، فهذه المنظومة جعلت المتشدد يرمي الإصلاح ويتهمه أنه منفتح وعلماني، والعلماني واليساري ينظر إلى الإصلاح أنه حزب راديكالي أيديولوجي، وثالث يقول إن الإصلاح طالب سلطة ومصالح شخصية حزبية بحته، وأعجب مما سبق أصوات تصدر أحكاما أن الإصلاح ضيع الشريعة! وهذا لعمر الله أكبر دليل أن الإصلاح هو مدرسة وفكرة لها قراءتها للقضايا واتخاذ الموقف وفقا لرؤيتها وقراءة أولوياتها. وسيتضح ذلك أكثر فيما يلي:

 

المحور الرابع


الإصلاح مدرسة وفكرة


-إن مدرسة الإصلاح لها أهداف قريبة ومقاصد وغايات ومآلات تستشرف وتتنبأ بالمستقبل وهذا يقتضي فقه مقاصدي يتميز بالمرونة والنظر، جلب أقوى المصالح ودفع أقوى المفاسد وكل هذا من صميم مقاصد القرآن وكليات الشرع ومقاصده ومقاصد تصرفات الرسول صلى الله عليه وسلم.


-الإصلاح الثقافي مفهومه يعني التنمية الشاملة المتكاملة وعليه فإن مدرسة الإصلاح تدرك أهمية هذا المفهوم وأن طريق تحقيق هذا المفهوم وإخراجه في بناء تكاملي يحقق التنمية السننية الناظمة للمجتمع.


تنمية الانتماء للوطن وللامة.


الولاء للمبادئ ولقيم الامة ومبادئها واحترام ارادتها إضافة إلى الكثير من قيم التكافل والاخوة والتعارف وتنمية شبكة العلاقات الاجتماعية، كل هذا حاضر في برنامج مدرسة الإصلاح تعززه نصوص الشرع والمنهج الأصولي المقاصدي المتفق عليه. وتحويلها إلى آليات هو جزء لا يتجزأ من فكرة مدرسة الإصلاح والهدف هو الوصول بالوعي المجتمعي إلى هدف إرساء وتنمية الولاء الوطني للنظام الجمهوري والدولة والدستور والقانون والوقوف ضد كل دعوات تمزيق النسيج المجتمعي ومن يسعى لتدمير وحدة المجتمع والارض والانسان.


المحور الخامس


التضحية تجسيد للانتماء.


الانتماء للوطن اليمني الحبيب جسده الإصلاح ومعه الكثير من الشرفاء في وطننا اليمني المعطاء بصيغة اخرى- مدرسة الإصلاح حددت معارك الإصلاح بجدارة واقتدار واختيار اولوياته، الجدير ذكره أن الكثير من شرفاء الوطن بل والحاضنة الشعبية قد التفوا مع مدرسة الإصلاح دفاعا عن قيم الانتماء الوطني كونهم أدركوا حقيقة مدرسة الاصلاح- قولا وسلوكا وإن الإصلاح هو الأكثر تضحية ووطنية وصدق مع قضايا الوطن. بل وقبل وبعد وفوق كل ما سبق فالحاضنة الشعبية تتفانى بتقديم الدعم المختلف طيلة فترة الحرب السلالية الانقلابية الإرهابية القذرة. وكلما تطاول أمد الحصار على اليمن اثبتت الأيام أن الشرفاء والحاضنة يبدون المزيد من الاستعداد للتضحية إلى جوار الانتماء الوطني الدستوري الذي يجسده حزب الإصلاح في تضحياته الجبارة.

*الإصلاح نت

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى