منذ إعلان ميلاده في سبتمبر عام 90م، أسس حزب التجمع اليمني للإصلاح، رؤية سياسية واضحة، وخطوط عريضة للعمل السياسي، تنحاز للوطن والجمهورية، وتقدم مصالحه في كل المنعطفات السياسية، مقدما في سبيل ذلك الكثير من التضحيات.
تضمّن بيان حزب الإصلاح التأسيسي، الذي أعلنه في الـ 13 من سبتمبر 1990، أهدافه السياسية التي منها العمل على تحقيق أهداف الثورة اليمنية، والحفاظ على النظام الجمهوري الشوروي، والدفاع عن سيادة البلاد واستقلالها.
ومن تلك المبادئ أيضا، تعميق الوحدة اليمنية وضمان استمرارها وحمايتها، وتعميق مبدأ الشورى والممارسة الديمقراطية لضمان تداول السلطة سلمياً، وحرية الرأي والتعبير، وترسيخ مبدأ الفصل بين السلطات وتحقيق العدل وإصلاح القضاء.
وخلال ثلاثة عقود من ميلاده لايزال الإصلاح محافظا على خطه السياسي الذي رسمه، ويرفض التزحزح رغم ما تعرض له من ضربات استهدفت قياداته ومقراته ومؤسساته، واستطاع بخبرته التكيف مع المراحل التي مرت بها البلاد، وعمل على تقارب الرؤى وتوازن القوى بين السلطة والمعارضة، من خلال تحالفات سياسية هدفها استمرار العمل السياسي تحت مظلة الدولة والتعددية.
يرى قادة حزب الإصلاح أن المبدأ الأهم لنجاح العمل السياسي يتمثل في الشراكة الحقيقية مع كافة الأحزاب والمكونات السياسية، بما يعزز الولاء الوطني وخدمة القضايا الوطنية الرئيسة، خاصة في مثل هذه المرحلة التي تعيشها البلاد.
الإصلاح يمد يده للجميع
في حديثه لـ "الصحوة نت" قال محمد بن زياد، رئيس المكتب التنفيذي للحزب بمحافظة حضرموت، إن رؤية الإصلاح للفترة الراهنة تتمثل بالاصطفاف بين جميع المكونات السياسية بهدف استعادة الدولة وتوحيد الصفوف وإعادة اللحمة بين أبناء الشعب اليمني الواحد والحفاظ على سيادتها.
وأضاف زياد، في حديثه بمناسبة الذكرى الـ 34 لتأسيس حزب الإصلاح، أن الجميع يبحث عن الركائز السياسية التي فقدها اليمن للأسف الشديد، والواجب يحتم على جميع الأحزاب العمل من خلال برنامج سياسي موحد، والقيام بمشروع انقاذ وطني حتى نستعيد الدولة، ويتم معالجة الشروخ التي خلفتها الصراعات وآثارها سياسيا وجغرافيا ومذهبيا خلال السنوات الماضية، وبعدها لكل حدث حديث.
وتابع "ليس من العقل اليوم ولا من الحكمة الحديث عن برامج أحزاب سياسية جزئية في ظل الظروف التي تمر بها البلاد اليوم، والتهديدات الخطيرة التي تمس اركان الدولة السيادية، من التمزق المجتمعي وشخصية الدولة الاعتبارية، ووحدة الأرض والجغرافيا".
لافتا أن سياسة حزب الإصلاح تتمثل في كل الفترات التي مرت بها البلاد أن يمد يده لجميع الشركاء السياسيين بهدف العمل للحفاظ على الدولة وكينونتها، خاصة في مثل هذه الظروف التي تمر بها اليمن، مشيرا إلى المسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق الأحزاب فاليمن أمام محك وتحد كبير ومنعطف خطير يهدد الجميع ويهدد وجود الدولة واستقرارها.
التعامل مع الواقع
ما يميز حزب الإصلاح أن رؤيته السياسية نابعة من الواقع، ومن القضايا المحلية والتعامل مع المستجدات والتحولات والاستجابة لها بما يحقق الإرادة الشعبية، وتعامله بوعي وطني لمختلف القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، جاعلا من تعميق الحس الوطني والمسؤولية الفردية والجمعية، بحسب قيادات في الحزب.
تٌرجع تلك القيادات، النضج السياسي للحزب إلى أسباب هامة تمثلت في معارك خاضها الحزب ضد مشروع الإمامة في الجانب الاجتماعي، والتعليمي، والقانوني، حيث تبنى الإصلاح صيغ دستورية ونظام قانوني حاكم من أجل المساواة واسقاط الامتيازات التي كانت تتمتع بها بعض الأسر السلالية دون غيرها من اليمنيين.
ثنائية السلطة والمعارضة
القائم بأعمال رئيس الدائرة السياسية في حزب الإصلاح، أحمد حالة، تحدث عن النشاط السياسي للحزب منذ ميلاده، مؤكدا ان ذلك النشاط كان وفق المعتقد القائم على ثنائية السلطة والمعارضة بما يحقق أحلام وطموحات اليمنيين كافة،
وأشار في حديثه لـ "الصحوة نت" بمناسبة الذكرى الـ 34 لتأسيس الحزب، إلى أنه وفقا لهذه الثنائية فإن الامر يقتضي إقامة شراكات سياسية أو تحالفات، وسعى في نفس الوقت إلى تمتين التعددية السياسية وتطوير التجربة الديمقراطية.
وسرد أحمد حاله عددا من التجارب السياسية التي شارك فيها الإصلاح، التي كانت أول تجربة له المشاركة في الحكم بعد انتخابات 1993، في حكومة الائتلاف الثلاثي مع المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي.
تحالفات سياسية
وأضاف "بعد الانتخابات النيابية عام 1997، انسحب الحزب من المشاركة في الحكم، ليخرج إلى المعارضة بطريقة سلمية، وأسس تحالف سياسي معارض "تكتل أحزاب اللقاء المشترك" عزز من خلاله مفهوم الشراكة السياسية، وبعد سيطرة مليشيا الحوثي على مؤسسات الدولة والعاصمة صنعاء، في 21 سبتمبر 2014، اجهزت على العمل السياسي، وانتقل الإصلاح الى دائرة أوسع من الشراكة في اطار تكتل أحزاب التحالف الوطني الداعم للشرعية.
في منتصف ابريل 2016، شكلت أبرز الأحزاب والمكونات السياسية تحالفا سياسيا جديدا، عُـرف بـ "التحالف الوطني للقوى السياسية اليمنية"، ضم 16 حزبا ومكونا سياسيا، كان الإصلاح على راس هذا التحالف، ويترأس دورته الحالية.
إنشاء التحالف جاء استجابة لحاجة الساحة السياسية إلى إطار جامع لمختلف المكونات والقوى السياسية، ودعم السلام وإنهاء الانقلاب وبناء الدولة الاتحادية، كما جاء في خطاب الأحزاب المشاركة وعلى رأسها الإصلاح والمؤتمر والاشتراكي والتنظيم الناصري، والحراك الجنوبي السلمي، والعدالة والبناء، واتحاد الرشاد اليمني.
المرحلة الأخطر
يقول أحمد حالة إن هذا السرد التاريخي لدور الإصلاح السياسي يوضح بجلاء رؤية الإصلاح للشراكة السياسية مع بقية رفقاء العمل السياسي الوطني سواء في منظومة الحكم أو مربع المعارضة، وهي رؤية قائمة على الشراكة السياسية بجميع مستوياتها.
يتابع القائم بأعمال رئيس الدائرة السياسية في حزب الإصلاح، أن المرحلة الحالية هي الأصعب في تاريخ اليمن المعاصر، مما يتطلب على الإصلاح وبقية الأحزاب والمكونات السياسية التكاتف وفق رؤية موحدة تصاغ بالشراكة مع مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لتوحيد الهدف والمنطلقات لاستعادة الدولة وتحقيق العدل والمساواة وأسس الحكم الرشيد، والعمل على تجاوز هذه المرحلة بما يفضي لإنهاء التمرد الامامي الكهنوتي الحوثي المدعوم من إيران، وهي المهمة الصعبة أمامهم.