ثلاثة عقود ونيف منذ بزوغ نجم حزب التجمع اليمني للإصلاح كحزب جمهوري، وريادة وطنية، ومكانة حزبية مرموقة، وحاضنة شعبية واسعة، وفاعلية سياسية مؤثرة، ومشاركة نضالية جبارة في مختلف المنعطفات السياسية والتاريخية .
لم يتخل هذا عن المبادئ الوطنية والثوابت الدستورية، ولم ينحرف عن قيم الجمهورية والديمقراطية، بل كانت إسهاماته جزءاً لا يتجزأ من العملية السياسية والمصلحة الوطنية، وترسيخ أسس المناخ التنافسي المنحاز لقيم الثورة والوحدة والجمهورية.
أثبتت المنعطفات الأخيرة التي قوضت العملية السياسية برمتها، وأعادت الرغبات الكهنوتية إلى الواجهة أن الإصلاح حزب جمهوري وطني ثابت نضالي، حيث كان في طليعة المقاومين لعودة المشروع الإمامي، فرجالاته من أوائل من أسسوا المقاومة الشعبية ضد المليشيات الحوثية في مأرب وتعز وإب والضالع وعدن وصعدة وحجة والحديدة وعلى امتداد الجغرافيا الوطنية.
تبنى الحزب موقفاً وطنياً خالصاً ورؤية سياسية تمثلت بالتصدي والتضحية في سبيل استعادة الدولة والجمهورية باعتبار الجمهورية الملاذ الآمن والدرع الواقي لكل اليمنيين، أصبحت هذه هي حقيقة الحزب ومرتكز وجوده وقاعدته الأساسية التي حكمت رؤيته ووجهت أنصاره وغدت بوصلته المحركة لوجوده كحزب ودفاعه عن الجمهورية والثوابت الوطنية .
لم يغير الإصلاح مواقفه الوطنية رغم كثرة الأحقاد المنصبة حوله، والمكائد المضمرة ضده، وإلصاق التهم بفاعليته، وتهويل المخاوف من نواياه وغاياته، إلا أنه ظل رائداً في إثبات وطنيته، والتشبث بقناعاته، والمضي في نضاله مهما كلفه هذا الخيار من خسائر حتى نال استحقاق لقب المدافع الأول والأكبر في المعركة اليمنية بين الجمهورية والإمامة.
وبحلول ذكرى تأسيسه الرابعة والثلاثين تتجلى مواقفه وتبرز أدواره وتشع نضالاته، وتتسامى تضحياته وفداءاته، وتتسع آفاقه ومرونته، ويتجاوز إخفاقاته ويؤكد انحيازه للجمهورية في كل تحركاته ومواطن تواجده .