الإصلاح.. جهود سياسية تساند المعركة الوطنية وحضور فاعل في توحيد القوى لاستعادة الدولة

الإصلاح.. جهود سياسية تساند المعركة الوطنية وحضور فاعل في توحيد القوى لاستعادة الدولة

في واحدة من جبهات المواجهة ضد المليشيا الحوثية، وميدان سلاحه الحنكة السياسية، وذخيرته الموقف الوطني الثابت، وفي ظل الشرعية الدستورية خاض التجمع اليمني للإصلاح ولايزال معركته السياسية في مواجهة الانقلاب ومليشياته، وسخر امكاناته وخبراته في جهود سياسية تواكب محطات المواجهة العسكرية التي تخوضها قوات الجيش والمقاومة في مختلف الجبهات العسكرية.

ولموقفه السياسي الثابت، وتحركه المستمر في كل ميدان من ميادين السياسة، كان الاصلاح وكوادره ومقدراته الهدف الأول لهذه العصابة وقدم ثمن باهض لموقفه السياسي، ولايزال بعض من قياداته ومنتسبيه في سجون مليشيا الحوثي وعلى رأسهم عضو الهيئة العليا القائد السياسي المناضل الأستاذ محمد قحطان.

ظل موقف الإصلاح من مليشيا الحوثي يستند لقاعدة وطنية ثابتة, هي رفضه الاستقواء بالسلاح ومنازعة الدولة لسلطتها، هذا الموقف قبل اجتياح صنعاء، وهو موقف صلب لم يتغير، ولم يداهن الاصلاح المليشيا الحوثية يوما، حتى وهي تدق ابواب العاصمة، وقد شاهد الجميع الانتقام الذي مارسته المليشيا في صنعاء وغيرها من المحافظات، اما وقد اشتعلت المعركة الوطنية، وانطلقت شرارة المقاومة الشعبية وتدخل الاشقاء لإعادة الشرعية, فكان الاصلاح المبادر الأول لإسناد المقاومة الشعبية، وأعلن الاصلاح تأييده لتحالف دعم الشرعية، موقف شنت على اثره المليشيا الحوثي حرب شعواء على الاصلاح واختطفت آلاف من قياداته وقواعده خلال ايام، لم يثن ذلك الاصلاح واستمر في ميدان السياسية يخوض معركة لا ينكسر فيها أو يهادن ولم يمل من اعلان موقفه الثابت.

وهنا يقول رئيس مركز البلاد للدراسات والاعلام، حسين الصوفي، انه قبل واثناء الحرب "حضر الاصلاح ولا يزال حاضرا بفاعلية ومصداقية عالية وبذات العقيدة السياسية التي يؤمن بها أن الحوار والتفاهمات يجب أن تخدم مصلحة الدولة العليا وتحافظ على مركزها القانوني وتصون التضحيات الثمينة التي قدمها الأبطال في سبيل استعادة الدولة والجمهورية ومؤسسات الحكم ووثائق البلد الجوهرية التي تستند للدستور وقوانين الجمهورية اليمنية".

ويضيف الصوفي "تعالى الاصلاح على جراحاته واوجاعه وحضر في الحوارات رغم ان مقراته كانت تتعرض للنهب والاقتحامات، وقياداته واعضاءه يتعرضون للاختطاف والاغتيال والتنكيل، ومع ذلك كان الاصلاح يدرك ان هذه الضريبة مهما تعاظمت يجب أن تخدم البلد وتثمر جهودا سياسية تنعكس بما يحقق مصالح شعبنا وبلادنا".

رفض شرعنة الانقلاب

وقف الإصلاح سد منيعا في منع المحاولات الأولى لشرعنة الانقلاب الحوثي، ومثّل الموقف السياسي للإصلاح رفضاً واضحاً لمنح الحوثي غطاء شرعي، وتفصيل اتفاقا يمكن المليشيا يقضي على الثوابت الوطنية والمكتسبات.

يحضر الفعل السياسي باعتباره الشكل الأخير الذي ينتهي اليه الفعل العسكري، وبعد سيطرة مليشيا الحوثي على صنعاء لم يعد امامها سوى ترجمة السيطرة العسكرية الى مكاسب سياسية، ولا يفصلها عن شرعنة انقلابها غير اخضاع القوى السياسية، برزت الارادة السياسية للإصلاح في حوار موفنبيك خلال فبراير 2015م، وأبدى ممثليه موقفا صلباً من المحاولات الحثيثة لشرعنة الانقلاب، عبر اتفاق جديد تحت تهديد البندقية الحوثية، يفضي لقبول استقالة هادي وتشكيل مجلس رئاسي تحت رحمة المليشيا، ويمنح الحوثي الشرعية لانقلابه.

غير ان الاصلاح طالب بتمثيل الرئيس ضمن المفاوضات، وطالب برفع الاقامة الجبرية عنه وعن رئيس الحكومة، ورفض ممثلي الاصلاح المشاركة في المناقشات حتى تلبية مطالبه، وهذا دفع المليشيا لشن حملة اختطافات طالت عددا من قيادات الاصلاح، وخرجت قيادات حوثية تهدد بأن الاتفاق سيتم توقيعه أو لديها خطوات تصعيدية.

عجزت التهديدات وحملات الاختطاف عن زعزعة موقف الاصلاح وظلت مفاوضات موفنبيك تدور في حلقة مفرغة حتى تمكن الرئيس هادي حينها من الافلات من قبضة المليشيا الحوثية والوصول إلى عدن وبهذا بدأت مرحلة جديدة من مواجهة الانقلاب.

ويشير رئيس الدائرة السياسية للإصلاح بأمانة العاصمة، الدكتور عبدالخالق السمدة, الى ان الاصلاح حينها "بذل كل ما يستطيع من جهود لأجل تلافي اسقاط الدولة وبذل ما يستطيع من جهود سياسية، قبل موفنبيك، وبعده".

ويضيف السمدة "كان الاصلاح يعرف أن البديل عن أي اتفاق هو الحرب والحرب الشاملة ولذلك استمر في ممارسة العمل السياسي اثناء حوار موفنبيك، ومارس الكثير من الرشد السياسي لتجيب البلاد الفوضى، الا أن المليشيا الحوثية أبت الا فرض اجندتها ومحاولة شرعنة انقلابها، وادخلت البلاد في حرب شاملة لذلك كان لزاما على الاصلاح أن ينضم ويصطف في جانب الشرعية والى جانب الثوابت الوطنية".

جهود توحيد القوى الوطنية

انبثق عن الموقف الثابت للإصلاح من الانقلاب جهود سياسية نحو تكوين جبهة عمل سياسي موحدة تضم كافة القوى والمكونات السياسية التي تخوض معركة ضد المليشيا الحوثية، ومثلت الجهود السياسية التي بذلها نقطة محورية في المعركة ضد الانقلاب في كافة الساحات وشكل ثقل الإصلاح كونه أبرز القوى السياسية الفاعلة في مواجهة الانقلاب وبقاءه متماسكًا في كيانه وموقفه السياسي، خاض معركة سياسية مكتملة مع المليشيا الانقلابية، واستمر حضوره في قلب المواجهة مع مليشيا الحوثي.

في خطاب ذكرى التأسيس ال28 أكد رئيس الهيئة العليا للإصلاح، محمد عبدالله اليدومي, على ضرورة إعلان التحالف الوطني في أقرب وقت وطرح رؤية لأهدافه في مواصلة دعم الشرعية وتوفير الإسناد الوطني لها في معركة استعادة الدولة، وفي الـ15 من أبريل 2019م، تم إشهار التحالف الوطني لدعم الشرعية من سيئون وضم 16 حزبا.

ظل الاصلاح يقدر أهمية توحيد جهود القوى السياسية في مواجهة الانقلاب، واتساع جبهة العمل السياسي في التحالف الوطني ليشمل بقية المكونات التي تقاتل المليشيا الحوثية، وأطلق رئيس الهيئة العليا في خطاب الذكرى الـ 33 للتأسيس دعوة لتوسيع التحالف في اشارة ليشمل المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات المقاومة الوطنية، في موقف متقدم تجاوز كل التباينات والتوجه نحو هدف واحد ومعركة واحدة هي معركة استعادة الدولة وكل ماعدا ذلك تبقى معارك جانبية وتخدم الانقلاب.

ويرى رئيس الدائرة الإعلامية لحزب السلم والتنمية، أحمد الصباحي، أن الإصلاح من رواد تأسيس التحالف الوطني وتجاربه السابقة في التحالفات مكنته من مد جسور التواصل مع القوى الوطنية المختلفة بشتى افكارها وبرامجها السياسية، ولا ينكر دود الاصلاح في المشاركة بفاعلية في معركة استعادة الدولة وتقديم التضحيات الجسمية الا جاحد.

الدكتور السمدة يقول، أن حضور الاصلاح السياسي وحرصه على لم شتات القوى السياسية، ووجوده ضمن تكتل القوى المنضوية تحت لواء الشرعية السياسية، ويعمل كل ما بوسعه لأجل توحيد صفوف القوى الوطنية من اجل استعادة الدولة، ويسعي لتوحيد القوى السياسية وعدم السماح لحرف بوصلة المعركة الوطنية بسبب المناكفات والمشاريع الصغيرة، لأننا امام هم كبير هو استعادة الدولة وهذا لن يكون الا باصطفاف القوى السياسية في خندق واحدة.

ويقول عضو الهيئة العليا لحزب الرشاد اليمني ورئيس الدائرة السياسية، طارق السلمي، أن الاصلاح اهتم بتوحيد القوى السياسية في مواجهة الانقلاب، وظل فاعلا رئيسيا في الحياة السياسية، وفي كل محطاته التاريخية كان وفيا لهوية الشعب اليمني وثوابته ومكتسباته الوطنية.

يضيف السلمي فيقول الاصلاح مطالب اليوم مع جميع الأحزاب والقوى الوطنية لبذل كل الجهود لاستعادة الدولة وانهاء الانقلاب ووقف تمدد المشروع الإيراني من خلال واحدية الرؤية والهدف والفعل المشترك في المعركة المصيرية لليمن والمنطقة وتطوير أدائه بما يخدم المشروع الوطني وفق مبدأ الشراكة والتوافق وبما يحقق أمن واستقرار اليمن في إطار محيطه العربي وبما يسهم في تحقيق الحياة الكريمة لجميع أبناء الشعب اليمني.

الإصلاح والحياة السياسية

حين تكون معركتك مع سلالة عنصرية، لاستعادة الدولة والحفاظ على الجمهورية تصبح الحياة السياسية وحضور الأحزاب الوطنية أحد اهم أسلحة الحرب، فلا جمهورية بلا تعددية ولا تعددية بلا احزاب، ومساحة العمل السياسية تعكس تجذر الجمهورية وروح ثورة ال ٢٦ من سبتمبر الخالدة، وفي مواجهة مليشيا سلالية تصبح كل مساحة تتراجع عنها الاحزاب السياسية، تستقطعها قوى العنف والارهاب والفوضى ومليشيا التمرد، ولذلك يؤكد الاصلاح على احياء كل مظاهر الحياة السياسية ومنها الفعاليات الحزبية التي تسهم في اذكاء روح العمل السياسي السلمي على طريق استعادة الدولة والانتصار للمشروع الوطني.

كما أن غياب العمل الحزبي وتجميد القوى السياسية هو غاية وهدف لمليشيا الحوثي الامامية التي صادرت كل مظاهر الحريات واعتمدت الفرز الطبقي والعنصري لتمنح نفسها الحق الالهي في الحكم لإعادة الإمامة بأقبح صورها، وتصير الحياة السياسية وفي مقدمتها الاحزاب جزء من المعركة الوطنية في مواجهة السلالة الكهنوتية، في ظل الرؤية الموحدة للقوى السياسية المقارعة للانقلاب.

نحو سلام دائم

موقف الاصلاح من السلام كقيمة انسانية موقف مبدأ، ولم يحدث أن رفض الاصلاح دعوات السلام لكن مع مليشيا الحوثي رصيد كبير من هدر السلام واستخدامه لمزيد من المكاسب، ونقض كل الاتفاقات التي وقعتها مع الدولة او القوى السياسية او القبائل، و تعتمد على سلاحها، وفرض ما تريد بالقوة، ولا تؤمن بالشراكة، ولذلك يؤكد الإصلاح تمسكه بالمرجعيات الثلاث مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية، والقرار الدولي (2216) في كل مناسبة ايماناً من أنها المنطلق الحقيقي لأي حوار أو اتفاق وضمان للوصول إلى سلام دائم، وليس تأجيل للحرب، وتكرار تجارب الماضي في ترك بذور اشتعال الحرب قائمة.

ويحذر الإصلاح بصورة دائمة من أي صيغة سلام تمس المركز القانوني للدولة الشرعية أو تقفز على أولوية سحب سلاح المليشيا هو سلام ملغوم يؤسس لاستدامة العنف ويمهد لجولات قادمة من الصراع والحروب المدمرة، ويزعزع أمن واستقرار المنطقة ويهدد الأمن القومي العربي.


*الإصلاح نت

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى