خواطر في ذكرى المولد الشريف

خواطر في ذكرى المولد الشريف

 

ونحن نعيش ذكرى مولد سيدي وحبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم يجدر بي أن أتذكر أن ميلاده كان مولد أمة وعنوان نهضة ومسار محبة ورحمة ، وأنه كان رسول خير وسلام ، وبشير حب ووئام ، لكن قوماً أحدثوا وبدلوا فادعوه حبه ونسبه ليمتلكوا الحق الإلهي المزعوم في حكمنا ، وهو من إدعائهم وأفعالهم براء ، وتحت هذا الإدعاء عاثوا فساداً وإفساداً في البلاد والعباد .

 

ذكرى المولد هي تجديد عهد على المحبة التي بشر بها المصطفى صلى الله عليه وسلم لكن أدعياء الحق الإلهي المزعوم لم يتركوا للمحبة والسلام مكاناً ناوي إليه ، ولنا أن نتذكر أن رسول الرحمة لم يهدم في حياته منزلاً لكافر أو يهودي ، لكنهم هدموا منازل المسلمين الموحدين ، ولم يقتل طفلاً أو إمرأة لكنهم قتلوا أطفالاً ونساءً وشيوخ .

 

وحين نتصفح سيرته العطرة تبرز أمامنا حقيقة لامعهة مفادها أن حبيبي المصطفى لم يبح قتل من نطق الشهادة محتمياً بها من السيف ، لكنهم قتلوا رواد المساجد ، ومعلمي القرآن الكريم ومن يصلي بالصف الأول ويصوم رمضان ويحج البيت ، ولم يهدم مسجداً للمسلمين لكنهم هدموا المساجد ودور القرآن الكريم ، وأحرقوا المصاحف وقتلوا وشردوا واختطفوا حفاظها .

 

و لم يذكر التاريخ عن حبيبي المصطفى أنه نهب مال مسلم ، أو روع طفلاً أو إمرأة ، لكنهم نهبوا المؤسسات والجامعات وجمعيات الأيتام ومساكن الطلاب والبيوت ومقرات الأحزاب وغرف النوم وملابس النساء ، وما تركوا بيتاً دخلوها إلا خاوية على عروشها ولو استطاعوا لجمعوا وصادروا ترابه وحجاره  .

 

طوال سيرته ومسيرته لم ينكث حبيبي المصطفى عهداً ولم يخلف عقداً ، لكنهم ما عاهدوا عهدا إلا نكثوه ، ولاعقدوا عقدا إلا أتوا بخلافه ، ولا وعداً إلا أنكروه وتنكروا له وأوغلوا في مخالفته ، ولم يروع حبيبي المصطفى آمنا ولم يفزع نائماً ، لكنهم روعوا بلداً باكملها ، وأسهروا وحاصروا مدناً بسكانها ، وشردوا الآمنين من مزارعهم وبيوتهم وقراهم ، وزرعوا الأرض بالألغام والمتفجرات التي توزع الموت على الأطفال والنساء والشيوخ والمواشي والمركبات وكل ما يدب على وجه الأرض .

 

لم يقتل حبيبي عابداً في صومعته ، ولا مسالماً في بلده أو منزله ، لكنهم قتلوا طلاب العلم في مراكزهم وجامعاتهم ، ولم يعذب أسيراً ولو كان كافراً محارباً ، بل سمح لقومهم بافتدائهم وزاد على ذلك أن أطلق بعضهم إكراماً لمناقب لهم أو لبعض أهلهم ، لكنهم أسروا من ينطق بالشهادتين ، ثم عذبوهم وقتلوهم ، ومثلوا بجثثهم .

 

عليك الصلاة والسلام يا حبيبي يا رسول الله ، وعليهم من الله ما يستحقون .

 

دمتم سالمين.\

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى