المثقف العربي بين شموخ و انبطاح!

المثقف العربي بين شموخ و انبطاح!

المثقف في عصرنا (شامخ)  مواجه، و (خاضع ) مهادن إزاء
القضية الفلسطينية. 

   من هم حصون الأمة، و سُرُج المجتمعات الذين يحولون-في أي أمة من الأمم- دون سقوط الأمة، أو تراجع الشعوب؟ 

   أحسب أن الحكم يحتل الذروة في هذه الحصون: " إمام عادل" يعني حاكم، أو رئيس، يحمي الشعب و البلد ، و يقود التحولات، و يتبنى المضي أبدا نحو الحق، و التطور و البناء ، و إقامة الحرية و العدل. 

   و التاريخ سجل نماذج لحكام أو حاكمين، برزوا في هذا المضمار في نفع أممهم و شعوبهم، و تغيير واقعهم من ظلم إلى عدل ، أو من ضعف إلى قوة ، أو من تمـــزق إلى وحــــدة و اتحاد. 
   في تاريخنا مثّل الخلفاء الراشدون النموذج الأمثل، و دون حصر أو تسلسل هناك عمر بن عبد العزيز، أو نور الدين محمود، أو ألب أرسلان، أو قطز ، أو محمد الفاتح... مثلا ؛ و قادوا تحــــــولات و انتصارات في قمة الروعة من البناء و المجـد ، و العظمة. 

   في حين أن هناك من ساروا نحو التقهقر، و الضعف فكانوا في مقدمة أسباب التخلف و التشرذم و الضعة، و نحن في اليمن يكفي مثالا لهذا النوع الرديء الفاسد من الحكم ؛ حكم الأئمة الذين سجنوا اليمن خلف أسوار الجهل و التخلف، حتى تحررت البلاد من ظلمهم فجر السادس والعشرين من سبتمبر 1962م. 

   و يأتي المفكرون النوابغ، و العلماء العاملون ، و المثقفون الأحرار كحصن أكثر أثرا، و أوسع تأثيرا، و قد كان هذا الأثر ظاهرا حين عصـــفت الخــــــرافات، و انتشــرت الأســـاطير ، و الأباطيل، و الشعبذات،و الخزعبلات في العالم الإسلامي، فقاد المفكرون، و العلماء و المثقفون نهضة علمية تنويرية من خلال المدارس التي انتشرت، و التي كانت تخرج المئات من المفكرين و العلماء و المثقفين، و يتم نشرهم، و بثهم في كافة الأنحاء. 

   و لم تكن المدارس إلا جامعات قادها علماء أعلام كنظام الملك، و الباقلاني، و الجيلاني، و الغزالي، و الجويني... و غيرهم كثير. 
   و كان لهؤلاء الأعــــلام، و لهذه المــــدارس، أو الجامعــات ، و مخرجاتها الأثر العلمي،و  الثقافي العملي الميداني الذي كان القاعدة التي ارتكز عليها الأداء السياسي و العسكري الذي تمثل بالانتصار الذي تحقق لصلاح الدين الأيوبي و الذي يجهل البعض أن دورا كبيرا في هذا كان قد بذله نور الدين محمود الشهيد، كما مهد الطريق و غرس البذور تلك المدارس، و أولئك العلماء و المفكرون و المثقفون. 

   و حين تكون هذه الحصون رخوة ، و تكون عليمة اللسان، منافقة العمل، ضعيفة الإرادة ، جاهلة الغايات ، جبانة النفس ، و تقبع دوما وراء ما كانت تسمى بالأمس ذيل بغلة السلطان ؛ تكون مطية للأعداء، و ألعوبة بيد المتسلطين. 

   و اليوم ! تخوض المقاومة الفلسطينية الباسلة معارك من أطهـر و أنقى معارك التــاريخ ، معــــــارك في نقائهـا و شرفها و طهرها، و ضوئها و وضاءتها ما ينفي عنها أدنى لبس، و تأتي مع ذلك أصوات نشاز من مدعين للعلم ، أو متسلقين على الثقافة ، أو من يسميهم ممولوهم، و مستخدموهم بالمثقفين، فألقوا بهم إلى شاشات قنوات فضائية بعد أن بلغ بهم الهوان، و الضـــعة حــد أن يطلقوا ألسـنتهم بكلام نتن ، أو يطلقون  أقلامهم للنيل من المقاومةالفلسطينية المجاهدة، فيما يسلم من ألسنتهم  أحفاد قريظة، و قينقاع، و هم في تهوعاتهم في بعض الشاشات،أو خربشاتهم في الصحف و المجلات يسعون لتشويه جهاد رجالات الطوفان، و ممتدحين تلميحا و تصريحا   نتن ياهو، و قومه، بل يُحمٌلون جرائمه و جرائم عصـاباته الأبرياء و الشـــــهداء و الجرحى ، و الأبطال القادة الأتقياء الأنقياء.
 و تتمادى بهم الخساسة و الدونية إلى النيل من الشعب الفلسطيني المقاوم.
   هل بلغ الهـــوان حـــدّ أن يجد هؤلاء المتردية، و النطيحة ، و أدعياء العلم ، و الثقافة أن تتاح لهم فرص الظهور في منابر الإرشاد، أو نوافذ الإعلام، أو صفحات الجرائد و المجلات، ناهيك عن قنوات فضائية، أو مواقع و منصات التواصل الاجتماعي يقدحون و يشتمون في خير من يحمون شرف الأمة؟

     يُقاد للسجن إن سب الرئيس و إن
    ســب الإلــــه فإن اللـــــــه غفــار ! 

   كان أولى بهم، و بمموليهم، و بمن يمنحهم الضوء الأخضر، أن يستحوا جميعا من الـلــه و الناس ، و أن يخجلوا من أنفسهم، و ألا يظهروا بتلك المظاهر و المواقف المخزية الذليلة. 

     على أن هناك أخيار أحرار ، أتقياء أمجاد؛ يقفون ــ رغم كل شيئ ــ بانحياز تام، و مواقف واضحة على امتداد البلاد العربية و الإسلامية؛ يناصرون الحق و الحقيقة، و أرض الرباط، و رجال الطوفان، كما أن الشعوب لاتزال يقظة حية لن تفرط، بهويتها، و عقيدتها، و تاريخها، و كرامتها.

القائمة البريدية

أشترك معنا في القائمة البريدية لتصلك كل الاخبار التي تنشرها الصحوة نت

تواصل معنا

الجمهورية اليمنية

info@alsahwa-yemen.net

الصحوة نت © 2023 م

الى الأعلى